«قبل أن تتذكروني حارساً جيّداً أو سيئاً، تذكروني شخصاً جيداً». بهذه الكلمات ختم إيكر كاسياس مسيرته مع ريال مدريد بعد رحلة عطاءٍ امتدت لربع قرن، مكلّلاً بالألقاب والكثير من الاحترام. اللاعب الذي سطّر مسيرته الكروية بأحرفٍ من ذهب مع النادي الملكي والمنتخب الإسباني، واجه الموت هذا الأسبوع، غير أنّه تمكّن من الصمود، بحكم الاختصاص.يوم الأربعاء الماضي، أعلن نادي بورتو البرتغالي أن حارس مرماه الإسباني إيكر كاسياس أدخل المستشفى بشكل طارئ بسبب أزمةٍ قلبية، مؤكداً أن حال الدولي السابق البالغ 37 عاماً، استقرّت أخيراً. وأشار النادي إلى أن كاسياس، القائد السابق لمنتخب إسبانيا، تعرض للأزمة القلبية خلال الحصة التدريبية، وأوضح أن الأزمة كانت عبارة عن انسداد حاد في الشرايين. وبحسب وسائل الإعلام البرتغاليّة، خضع الحارس لعملية قسطرة في القلب تكلّلت بالنجاح. الحارس الإسباني الأسطوري يحظى باحترام كبير من جميع جماهير كرة القدم العالمية، نظراً لمسيرته الناجحة، لاعباً وشخصاً، على حدٍّ سواء.
ولد كاسياس عام 1981 في مدينة موستوليس، إسبانيا، حيث ترعرع لأبوين إسبانيين. كانت والدته مصففة شعر، فيما عمل الوالد موظفاً مدنياً في وزارة التعليم. بعمر التاسعة، بدأت قصة كاسياس مع النادي الملكي، وذلك عام 1990، وتمكّن بفعل أدائه الباهر من شق طريقه إلى الفريق الأول عام 1999، حيث بات أصغر حارس مرمى في تاريخ دوري أبطال أوروبا بعمر 18 عاماً و 177 يوماً.
مضى كاسياس لإحراز كل الألقاب الممكنة خلال 725 مباراة مع الميرنغي في فترة 16 عاماً، كان أبرزها ثلاثة ألقاب دوري أبطال أوروبا في مدريد، فضلاً عن خمسة ألقاب دوري إسباني، أربعة كؤوس سوبر إسبانية وكأسي سوبر أوروبي. بدأت مسيرة كاسياس بالانحدار على إثر مشاكل شخصية مع المدرب الأسبق جوزيه مورينيو، انتهت بجلوس الحارس الإسباني على مقاعد البدلاء ليفقد المركز الأساسي الذي طالما ألفه بين أسوار السانتياغو بيرنابيو. على إثر ذلك، انتقل من ريال مدريد إلى بورتو البرتغالي عام 2015 عن عمرٍ يناهز الـ36 عاماً، وأحرز في صفوفه بطولة الدوري المحلي الموسم الماضي.
أُدخل كاسياس المستشفى بشكل طارئ بسبب أزمةٍ قلبية


على الصعيد الدولي، شغل كاسياس المركز الأساسي في حراسة مرمى المنتخب الإسباني، رغم وجود منافسة شديدة من حارس برشلونة السابق فيكتور فالديز، وحارس مانشستر يونايتد الحالي ديفيد دي خيا. هكذا، أصبح كاسياس أكثر لاعب إسباني مشاركةً مع المنتخب، برصيد 167 مباراة دولية. توّج القديس خلال تلك الفترة بلقب كأس العالم عام 2010، ولقبي يورو 2008 و 2012.
جسّد كاسياس صورة الرياضي المثالي من الناحية الفنية والشخصية، وتمكّن بفعل انضباطه والتزامه من بلوغ مباراته الـ 1000 في مسيرته، وذلك خلال مواجهة فريقه بورتو أمام بيلينينستش العام الماضي. لعب الحارس الإسباني 725 مباراة مع ريال مدريد، 108 مباريات مع فريقه الحالي بورتو، بالإضافة إلى 167 مباراة مع المنتخب الإسباني.
بصرف النظر عن حياته المهنية في كرة القدم، يمتلك كاسياس العديد من العقود مع عدد من العلامات التجارية والشركات المعتمدة، حيث يحظى اللاعب بشعبيةٍ جارفة في الأوساط الرياضية عموماً. فور توقيعه لنادي بورتو، ارتفعت قيمة العلامة التجارية للنادي البرتغالي، بعد أن أسهمت مبيعات قمصان كاسياس وحدها بارتفاع قيمة المبيعات بنسبة 10%، بحسب تقديرات نشرتها صحيفة «أو جوجو» البرتغالية. ووفقاً للبيانات المدرجة في الحسابات السنوية للنادي البرتغالي، بلغت عوائد بيع قمصان «التنانين» أربعة ملايين يورو خلال السنة المالية الأولى بعد التعاقد مع كاسياس، ويقدر العائد الذي درّته مبيعات قميص القديس على خزانة النادي بنصف مليون يورو.
تكريماً لمسيرة إيكر كاسياس الرائعة في إسبانيا، أعلن الاتّحاد الإسباني جعله الرمز الأول للدوري الإسباني. جاء ذلك في حفل خصصه الاتحاد الإسباني العام الماضي، لتكريم أبرز أساطير الدوري.