في تسعينيات القرن الماضي بسط شيكاغو بولز سيطرته على كرة السلّة الأميركية، حقق حينها 6 ألقاب في 10 سنوات ليسجل اسمه في سجلات الذهب، ومن غير اللاعب الأسطوري مايكل جوردان حينها كان ليقود الفريق الأحمر إلى منصات التتويج. مع بداية الألفية الجديدة جاء دور لوس أنجليس لايكرز ليقود الثورة في كرة السلة الأميركية، مع كوبي براينت وشاكيل أونيل وغيرهما من اللاعبين المميّزين.
سجلات التاريخ ستذكر غولدن ستايت (إيزرا شاو ـ أ ف ب)

التشكيلة لذهبية للايكرز زيّنت قاعة الستايبلس سانتر بخمسة ألقاب من أصل 10 ممكنة. في السنوات الماضية كان دور فريق المحاربين غولدن ستايت، الذي بسط سيطرته على الدوري الأميركي وحقق عدداً من البطولات، بفضل التشكيلة المدججة بالنجوم وعلى رأسهم ستيفن كيري، كيفين دورانت، كلاي طومبسون، درايموند غرين والكثير من النجوم الذين بلا شك سيذكرهم التاريخ، فهم أحدثوا ثورة تحت قيادة المدرب المحنك ستيف كير. رحلة الووريرز ربما شارفت على النهاية، وسيكون هذا الموسم الفرصة الأخيرة لتحقيق الألقاب، على اعتبار أن عدداً من النجوم سيرحلون مع نهاية الموسم وعلى رأسهم دورانت وطومبسون، وربما وجهة لايكرز قد تكون أقرب إلى أحدهما لا سيما دورانت، ليلعب إلى جانب ليبرون جايمس.

كيفن دورانت
لم يكن انتقال كيفن دورانت من أوكلاهوما ثاندر إلى نادي غولدن ستايت ووريرز عام 2016 بالقرار السهل بالنسبة له، لا سيما بعد تعرضه لموجة كبيرة من الانتقادات بعد إقدامه على تلك الخطوة. إلا أنّ دورانت الذي لمع نجمه مع فريقه السابق أثبت للجميع أنّ خياره كان صائباً، وأنّها كانت خطوة ناجحة. ففي موسم عام 2017، تمكن دورانت من تحقيق اللقب الأهم مع ووريرز، إذ استعاد الفريق عرش دوري الرابطة الأميركية لكرة السلة للمحترفين. وقاد دورانت حينها فريقه ليحرز اللقب للمرة الثانية في ثلاثة أعوام، وذلك برفقة ستيفن كيري وكلاي طومبسون، مسجلاً 39 نقطة في المعركة الأخيرة الطاحنة مع كافالييرز، الذي قاده «الملك» ليبرون جيمس حينها. إلا أنّ وصول دورانت إلى قمة المجد لم يأتِ إلا بعد معاناة طويلة وطفولة صعبة.
هناك حديث عن إمكانية انتقال دورانت إلى لايكرز أو نيويورك نيكس

فقد قامت جدته بتربيته بعد انفصال والديه في سن صغيرة، وبسبب ظروفه الأسرية الصعبة اضطر لتغيير أماكن سكنه كثيراً، وهذا ما فرض تغيير مدرسته بالتالي والفرق الرياضية التي يلعب معها. خلال مرحلة الثانوية، لفت اهتمام الكثير من مكتشفي المواهب لاستقدامه للعب في أحد فرق كرة السلة التابعة للجامعات. ورغم تلقيه العديد من العروض من كليات الدرجة الأولى، إلا أنه اختار اللعب مع جامعة تكساس، حيث تألق خلال موسم واحد معها. كسر دورانت حاجز الـ20 نقطة لأكثر من 30 مرة، وسجل أكثر من 30 نقطة في 11 مرة، بالإضافة إلى قيامه بـ11 متابعة، في 35 مبارة متتالية، وحصل على لقب أفضل لاعب في تلك السنة. إلا أنّه في العام التالي، قرر الانتقال إلى عالم الاحتراف عبر بدء مسيرته بدوري المحترفين الأميركي، مع نادي سياتل سوبرسونيك الأميركي، لموسم 2007-2008، حيث لعب معه 80 مباراة أحرز خلالها 1624 نقطة. محطته التالية كانت فريق أوكلاهوما سيتي، الذي لعب معه 9 مواسم، كان آخرها عام 2016. عاماً تلو الآخر، أثبت كيفن أنه لم يكن لاعباً عادياً، وأصبح في نظر كثير من متابعي كرة السلة الموهبة الهجومية الأكمل في التاريخ. في موسم 2009-2010، أحرز 2472 نقطة، وهو من أعلى معدلات التهديف في دوري المحترفين. وتمكن من دخول تشكيلة الأفضل في دوري كرة السلة للمحترفين 8 مرات متتالية، بدءاً من عام 2010 وصولاً إلى عام 2017، كما حصل على لقب أفضل لاعب في دوري المحترفين عام 2014. وعلى الصعيد الدولي، فاز ببطولة كأس العالم 2010 مع المنتخب الأميركي، إلى جانب الميدالية الذهبية مع المنتخب أيضاً خلال مشاركته في الأولمبياد عامي 2012 و2016.

نجح كلاي إلى جانب زميله كيفن دورانت في إعادة لقب الدوري إلى خزائن الفريق عام 2017(أرشيف)

كلاي طومسون
حين يكون الوالد لاعب كرة سلة محترفاً سابقاً، والوالدة لاعبة كرة طائرة، فلا شك أنّ حب الرياضة سيجري في عروق الأبناء. ولا يختلف اثنان على أنّ كلاي طومبسون ورث موهبة أبيه ميكايل، لا سيما أنّ ميول الأول تجاه كرة السلة برزت منذ سن صغير، الأمر الذي قابله دعمٌ وتشجيعٌ من الأهل. وقد تطور حبه للسلة خلال المرحلة الثانوية، حيث كان يحقق معدل 21 نقطة في المباراة خلال لعبه البطولات مع مدرسته. قبل أن يبدأ مسيرته الاحترافية، لعب طومبسون كرة السلة الجامعية لمدة ثلاثة مواسم في جامعة ولاية واشنطن، حاز خلالها العديد من التقديرات. ازدهرت مسيرة طومسون المهنية في كرة السلة في وقت مبكر حيث كان يتطور أداؤه مباراةً تلو الأخرى، محققاً المزيد من الإنجازات ومحطماً أرقاماً قياسية. عام 2011، تم اختيار طومسون للانضمام إلى فريقه الحالي، غولدن ستايت وورييرز، لتنطلق رحلته نحو المجد. خلال الفترة التي قضاها مع «المحاربين»، طوّر كلاي مهاراته على جميع المستويات بما في ذلك تسجيله للنقاط، نسبة تسديداته، الكرات المرتدة، والتمريرات الناجحة. شكل إلى جانب ستيفن كيري ثنائياً ناجحاً، إذ تمكن اللاعبان من تسجيل 483 نقطة عبر الرميات الثلاثية، ليشكلا أقوى ثنائي في التسديدات في تاريخ رابطة الدوري الأميركي للمحترفين. وكان عام 2016 عاماً هاماً لطومسون، إذ تمكن من كسر رقمه القياسي في تسجيل النقاط، بعدما انتفض وسجل 60 نقطة في المباراة التي قاد فيها فريقه لفوز عريض 142/106 على إنديانا بيسرز، ليتخطى بذلك رقمه السابق، بعدما سجل 52 نقطة أمام سكرامنتو كينغز عام 2015. ونجح كلاي إلى جانب زميله كيفن دورانت في إعادة لقب الدوري إلى خزائن الفريق عام 2017، ليتم اختياره إثر ذلك ضمن فريق كل النجوم للمرة الثالثة توالياً في مسيرته. مسلسل نجاحات طومسون لم يقتصر عند ذلك، حيث دخل تاريخ دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين عام 2018 بتحطيمه الرقم القياسي للثلاثيات في مباراة واحدة، بعدما سجل 14 رمية ثلاثية خلال الفوز 149-124 على شيكاغو بولز. وخطف طومسون بذلك الرقم القياسي من زميله ستيفن كيري، عندما سجل الأخير 13 ثلاثية عام 2016.