موسمٌ آخر يسقط فيه مانشستر يونايتد. موسمٌ آخر يخرج فيه منكسراً رغم الأحلام الكبيرة قبل بداية الموسم، ليستمر مسلسل الإخفاقات منذ رحيل السير أليكس فيرغسون. يفتقد النادي الإنكليزي المدرب الموهوب أو الاستثنائي، القادر على الموازنة بين أهداف الإدارة والنتائج، دون البذخ في أسواق الانتقالات. تميّز السير فيرغسون بحسن الإدارة، فكان يكسب قلوب اللاعبين لإعطاء كل ما لديهم في الملعب من أجل النادي. بعدها، فشل المدربون المتوافدون في ملء الفراغ المترتب عن رحيل السير، إذ اتصفت مرحلة البناء التي أشرف عليها المدرب الاسكتلندي ديفيد مويس بالفشل. مع إقالة مويس، جاء المدرب الهولندي لويس فان غال على رأس الإدارة الفنية للنادي الإنكليزي، غير أنه لم يتمكن من إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح. كثرت التطلعات بعدها باستقدام أحد أبرز الأوجه التدريبية في العالم، إذ كان قدوم المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بمثابة العودة إلى الواجهة من جديد، وهو ما لم يتحقق أيضاً. رغم الميزانية الهائلة التي أعطيت للمدرب البرتغالي، فشل مورينيو في بناء فريق يتوافق مع متطلبات الكرة الحديثة، ما أودى بمنصبه في نهاية المطاف، ليأتي أولي غونار سولشاير مدرباً مؤقتاً للفريق.جاء النرويجي إلى مانشستر في ظروفٍ صعبة، حيث كان الفريق يبتعد في الجولة 17 من الدوري الإنكليزي عن ليفربول المتصدّر بـ 19 نقطة كاملة، كما أوقعته القرعة في اختبارٍ صعب أمام باريس سان جيرمان في دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا. رغم ذلك، تمكن المدرب النرويجي في فترةٍ قصيرة من استغلال غضب اللاعبين لمصلحته، إذ ترجم رغبة اللاعبين بالتحرر من الواجبات الدفاعية، بانتصاراتٍ متتالية في المباريات الأولى، ما جعل الإدارة تقدم له عقداً رسمياً ليبقى مدرباً للفريق في السنوات القادمة. الأداء الذي قدمه مانشستر قبل عقد التثبيت بدأ ينحدر شيئاً فشيئاً بعده، حيث سقط النادي في العديد من الاختبارات المهمة، أخرجته من دوري أبطال أوروبا على يد برشلونة، كما ساهمت في ابتعاد النادي عن دائرة المقاعد المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، على إثر الخسارة الأخيرة أمام إيفرتون بنتيجة (4-0) نهاية الأسبوع الماضي. النتائج السيئة للنادي أخيراً، أعادت النقاش حول جدوى التعاقد مع لاعبين بمبالغ كبيرة ليكونوا تحت إشراف مدربين غير كفوئين، على رأس هؤلاء ربما الفرنسي بول بوغبا، ليصبح النادي بعيداً عن المنافسة.
سيشكّل الموسم المقبل الاختبار الحقيقي لسولشاير، المدرب الذي وعد بعد الخسارة الأخيرة بنجاح مشروعه على المدى البعيد، وأنّ هذا النجاح سيتحقق من دون العديد من اللاعبين الحاليين، في إشارةٍ إلى أن سوق الانتقالات الصيفي المقبل، سيترتب عليه شراء لاعبين ورحيل آخرين من النادي.
فوز اليونايتد على السيتي قد يعطي اللقب للغريم التاريخي نادي ليفربول


مع تواتر المدربين الكثر في فترة زمنية قليلة، عمّت الفوضى في غرفة ملابس الشياطين الحمر. لاعبون كثر مكثوا في النادي الأكبر في إنكلترا سنوات طوالاً دون فائدةٍ تذكر. أسماءٌ كأشلي يونغ، أنطونيو فالنسيا، فيل جونز، كريس سمولينغ وغيرهم، ساهموا في انحدار مستوى النادي كثيراً في السنوات القليلة الماضية، ما يجعلهم أبرز المرشحين للمغادرة مطلع الصيف المقبل.
بعد تعيينه مديراً فنياً للفريق، وعدت الإدارة بتقديمها 200 مليون يورو مطلع الصيف المقبل لإعادة بناء الفريق من جديد. مبلغٌ كان ليكون مثالياً لو عرض مع بداية العقد الحالي، غير أن التضخم في أسعار اللاعبين حالياً، يجعل من المبلغ المطروح دون التطلعات لإعادة الفريق الى منصات التتويج، في ظلّ حاجة الفريق الى تدعيمات في مختلف الصفوف.
يكمن التحدّي الأول لسولشاير في محاولة إقناع نجوم الفريق بالبقاء في الموسم المقبل. في حراسة المرمى، قد يعود مسلسل دي خيا وريال مدريد مع عودة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان إلى النادي الملكي. المدرب الذي أبدى علناً عدم اقتناعه بالحارس البلجيكي تيبو كورتوا، قد يعود في الصيف المقبل سعياً وراء الحارس الأول للمنتخب الإسباني. دي خيا ليس الوحيد الذي يحظى باهتمام زيدان، حيث أشارت التقارير إلى اهتمام زيدان الكبير بضم لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا أيضاً. اهتمام الأندية الإسبانية لم يقتصر على هذين اللاعبين، إذ يحظى الشاب الإنكليزي ماركوس راشفورد باهتمامٍ كبير من نادي برشلونة. مع الخلل الواضح في كل صفوف المنظومة، سيترتّب على سولشاير التعاقد على الأقل مع قلب دفاع وظهير أيمن، إضافةً إلى لاعب محور ليحلّ مكان نيمانيا ماتيتش، فضلاً عن بعض اللاعبين القادرين على إحداث الفارق من دكّة البدلاء. الميزانية الممنوحة من قبل الإدارة، هدفها الأول إعادة مانشستر يونايتد إلى الواجهة من جديد. سيتمثّل التحدّي الكبير أمام سولشاير، بفرض مانشستر يونايتد كمنافس على الألقاب المحلية، وخاصةً الدوري الإنكليزي، ثمّ المحاولة للوصول إلى مراكز متقدمة في دوري أبطال أوروبا. في ظلّ المشاكل الكثيرة الموجودة في صفوف الفريق، وجاهزية باقي المنافسين على غرار مانشستر سيتي وليفربول، قد يتصف موسم سولشاير بالناجح إذا ما تمكن من الوصول إلى المراكز الثلاثة الأولى، إضافةً إلى تحقيق لقب محلي على أقل تقدير.
للمشاركة بدوري الأبطال الموسم المقبل، سيتوجّب على مانشستر يونايتد الفوز في لقاء اليوم أمام غريم المدينة، بغية الإبقاء على حظوظه في احتلال أحد المركزين الثالث والرابع. مهمّةٌ صعبة تنتظر مانشستر يونايتد نظراً إلى جدول الفريق مقارنةً بجدول الفرق المنافسة الأخرى، إضافةً الى حافز رجال بيب غوارديولا المضاعف للفوز، إذ ستساهم النقاط الثلاث في تقريب مانشستر سيتي أكثر للتتويج بالدوري المحلي. وفي حال فوز مانشستر يونايتد، يمكن أن يكون نادي الشياطين الحمر قد أعطى فرصة تاريخية لغريمه التاريخي في إنكلترا نادي ليفربول للفوز باللقب بعد حوالى 30 سنة، وهو المشهد الذي لا تريد جماهير اليونايتد مشاهدته. الشياطين الحمر بين نارين، الفوز من أجل أنفسهم أولاً، أو الخسارة والابتعاد عن دوري الأبطال. مباراةٌ مصيرية في موسم الفريقين، ستعطي لديربي مانشستر طعماً آخر.
على الجانب الآخر، يحلّ نادي آرسنال ضيفاً ثقيلاً على وولفرهامبتون، (الساعة 21:45 بتوقيت بيروت). مباراةٌ صعبة لرجال المدرب أوناي إيمري أمام نادي الذئاب، الذي يسعى لضمان مركز مؤهل إلى الدوري الأوروبي في الموسم المقبل، في حين سيبذل لاعبو آرسنال جهداً مضاعفاً للفوز، بغية الدخول في دائرة المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، وذلك بعد تعثر تشيلسي عشية الاثنين بالتعادل على أرضه أمام بيرنلي بنتيجة (2-2).