يحلّ نادي تشيلسي الإنكليزي ضيفاً ثقيلاً على سلافيا براغ التشيكي، في ذهاب ربع النهائي من الدوري الأوروبي (22:00 بتوقيت بيروت). مباراة سهلة على الورق، وتأتي بعد تجاوز النادي اللندني لسلسلة من النتائج المخيبة، والعودةإلى السكة الصحيحة. حقق تشيلسي ثلاثة انتصارات متتالية في الدوري أنعشت حظوظه في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا من الباب الواسع. بابٌ آخر سيفتح بوجه رجال ساري إذا ما تمكن الفريق من التتويج في الدوري الأوروبي.
فور مجيئه إلى تشيلسي، تمكّن ساري من تغيير أسلوب اللعب، إذ جعل الفريق الذي طالما اعتاد على الدفاع، يقدم كرة هجومية جميلة. رغم النجاح «الشكلي»، كان النقد موجوداً في بعض المباريات، إذ أظهرت بعض المواجهات ضد فرق وسط الجدول وما دون، جزءاً مظلماً في شخصية المدرب الإيطالي، قوامه التعصب لأفكاره دون التحلي بسلاسة التغيير عند الضرورة.
منذ منتصف الموسم، اعتمد الخصوم أسلوباً واحداً للفوز على تشيلسي، يقضي بالضغط على جورجينيو - مركز ثقل الفريق في الوسط - واستغلال المساحات المتروكة وراء الظهير الأيسر ماركوس ألونسو. ثباتٌ غير مبرر على الجناح الأيمن، بالمفاضلة بين بيدرو وويليان، ولّد شيئاً من الحساسية لدى بعض اللاعبين، إذ ظهرت جلياً رغبة موهبة الفريق الشابة كالوم هودسون أودوي في مغادرة النادي إلى بايرن ميونخ، الذي أبدى بدوره رغبةً كبيرةً بضم الشاب الإنكليزي في سوق الانتقالات الشتوي الماضي.
أخيراً، بعد دخول الفريق في المنعطف الضبابي للموسم، رضخ ساري لمطالب الإعلام والجمهور، فأعطى الفرصة لكلٍّ من الجناح الإنكليزي الشاب هودسون أودوي، والمحور الإنكليزي لوفتس تشيك والظهير الأيسر الإيطالي إيميرسون بالميري. تغييرات في الصفوف الثلاثة أنعشت الفريق من جديد ليعود إلى سكة الانتصارات. لم تسهم التغييرات الثلاثة في تغطية نقاط ضعف الفريق فحسب، بل ساهمت في إعادة العديد من اللاعبين إلى مستواهم المعهود. ساهم إشراك إيميرسون في مساندة ديفيد لويز في الجانب الدفاعي، كما ساهم إشراك لاعب قوي البنية كلوفتس تشيك بالقرب من جورجينيو، بإزالة الضغط عنه، غير أن المستفيد الأكبر من هذه التغييرات، كان البلجيكي إيدين هازار، نجم الفريق الأول. في التشكيلة القديمة، كان هازار يعنى بكل وظائف الهجوم، من مراوغةٍ وصناعةٍ وتسجيل، دون تلقي الدعم الكافي من ألونسو وجورجينيو في ظلّ المراقبة اللصيقة المفروضة عليهما. اليوم، ظهر هازار بصورة جديدة بعد أن تحرر من بعض المهام التي كان يعنى بها. مع دخول هودسون إلى التشكيلة، بات تشيلسي يمتلك جبهتين للهجوم بعد أن كان الثقل الأول والأخير منحصراً في الجبهة اليسرى. تحرُّر هازار من الواجبات الدفاعية منذ بداية الموسم لم يكن كافياً، إذ ساهم التنوع الهجومي اليوم في تسجيل أفضل موسم لهازار في تاريخه مع تشيلسي، حيث أنه اللاعب الأكثر مساهمةً بالأهداف في الدوري الإنكليزي هذا الموسم برصيد 28 هدفاً، مسجلاً (16) وصانعاً (12 هدفاً).
مع الخروج من دائرة المنافسة على الدوري، وخسارة نهائي كأس الرابطة الإنكليزية أمام مانشستر سيتي بركلات الترجيح، تبقى بطولة الدوري الأوروبي باباً أخيراً يمكن أن يشفع لساري في موسمه الأول في إنكلترا.