أعلن نادي روما الإيطالي، نهاية الأسبوع الماضي، فسخ العقد بالتراضي مع مديره الرياضي الإسباني «مونتشي»، بعدما اعتبرت الإدارة أنه جزءٌ من تراجع أداء الفريق في الموسم الحالي، إلى جانب المدرب الإيطالي المقال، أوزيبيو دي فرانشيسكو. مرحلة انتقالية يمر فيها نادي «الذئاب» روما، تبدأ برانييري، ومن ثم بتوتي. الأخير، لطالما علّقت جماهير الأولمبيكو آمالها عليه، ولكن هذه المرّة المهمّة مختلفة، والوضعية أكثر صعوبة، هل يستطيع محقق المعجزة الإنكليزية رانييري، بمساعدة توتي، إعادة روما إلى الواجهة من جديد؟ «أودّ أن أشكر الرئيس بالوتا، واللاعبين والموظفين والإدارة على دعمهم لي، أتمنى لروما كل النجاح في المستقبل». هذه كانت آخر كلمات المدير الرياضي الإسباني لنادي العاصمة الإيطالية روما، قبل أن يعلن النادي رسمياً، فسخ العقد بالتراضي بينه وبين المدير الرياضي السابق لنادي إشبيلية، رومان رودريغيز فرديخو، المعروف بـ«مونتشي». جاء الإعلان بعد يوم واحد عن الإعلان الأبرز، والذي قضى بإقالة المدرب الإيطالي أوزيبيو دي فرانشيسكو من منصبه في روما. أزمة حقيقيّة، أو ربما هي مرحلة «تغيير جلد»، يمر بها النادي الإيطالي، الذي تمكّن من الوصول إلى الدور نصف النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي. فأن يتغيّر في أقل من 48 ساعة كل من المدرب الحالي للفريق، إضافة إلى المدير الرياضي، فهنا يجب وضع علامات استفهام كبيرة، على ما يحدث داخل منزل الـ«جيالوروسي».
حدث ما لم يكن متوقّعاً تماماً. صحيح أن فريق العاصمة، لم يقدّم حتّى الآن موسماً جيداً، بل يمكن وصف الموسم الحالي لـ«الذئاب» بالسيئ. إلا أن الأمور وصلت إلى أبعد ما يمكن أن يتوقّعه أحد، يخسر روما مدرباً جيداً، ومديراً رياضياً لا يقل جودة عن المدرب، وكل ذلك بسبب مباراتين فقط، مباراتين حساستين بالنسبة الى إدارة النادي وإلى رئيس الفريق الأميركي جيمس بالوتا. خسارة مذلّة تلقاها الفريق الإيطالي من جاره اللدود لاتسيو، والتي انتهت بفوز نسور العاصمة بثلاثة أهداف دورن رد في الأولمبيكو. بعد هذه المباراة، يأتي الإقصاء من بطولة دوري أبطال أوروبا على يد الفريق البرتغالي بورتو، بعدما تمكّنت «التنانين البرتغالية» من حسم موقعة الإياب لمصلحتهم بنتيجة (3-1)، بعدما انتهت بدورها موقعة الذهاب بفوز «الرومان» بهدفين مقابل هدف وحيد. كلّها أحداث، سرّعت من صياغة قرارات مصيرية بالنسبة الى النادي، وتحديداً بالنسبة الى الموسم المقبل، نظراً الى انتهاء موسم روما رسمياً، ويبقى الأمل الوحيد والذي يعتبر صعب المنال إذا استمر النادي بهذا النسق من النتائج السلبية المتكررة، والذي يتمثّل بالتأهل إلى «التشامبيونز ليغ» الموسم المقبل (يبتعد روما بفارق 3 نقاط عن صاحب المركز الرابع إنتر ميلانو). ما يحدث في روما اليوم، يمكن إيجاد تبرير له، وهو بكل بساطة، التغيير المتكرر بنوعية وجودة اللاعبين مع بداية كل موسم. في الموسم الماضي، وهو الموسم الذي كاد فيه روما أن يحقق المعجزة، والوصول الى نهائي دوري أبطال أوروبا، لو لم يحرمه ليفربول من ذلك، كان في روما لاعبون، صنعوا الفارق، ووصلوا إلى مرحلة متقدّمة من دوري الأبطال، ولكن أين هم اليوم؟ الكلام هنا عن كل من حارس المرمى البرازيلي أليسون بيكير، والمحارب البلجيكي رادجا ناينغولان والذي كان من بين أبرز، إن لم يكن أهم لاعب في روما في المواسم الثلاثة الماضية. أليسون اليوم في ليفربول، يقدم موسماً استثنائياً برفقة «الريدز»، ناينغولان في مكان لم يتأقلم فيه حتى اللحظة، في ملعب لم يعتد أن يكون بين أسواره، في «جوسيبي مياتزا»، الملعب الذي لم يكن «النينجا» متحمساً حتى لأن يرتدي القميص الخاص به.
النجاح الكبير الذي حققه مونتشي في إشبيلية الإسباني لم يحدث في روما


مونتشي، المدير الرياضي، كان «كبش الفداء» في هذه الأزمة التي مرّ بها نادي العاصمة الإيطالية، ولكن كيف؟
ذكرت صحيفة «غازيتا ديللو سبورت» أن الإسباني مونتشي، كان لديه الكثير من النقاط الحسنة لروما في هاتين السنتين، حيث أشادت باكتشاف مونتشي الكبير للموهبة الإيطالية نيكولو زانيولو (18 عاماً)، وكل من التركي جنكيز أوندر، والشاب الإيطالي الآخر بريان كريستانتي، حيث إن هؤلاء اللاعبين يقدمون موسماً مميزاً مع الفريق الإيطالي. لكن في الوقت عينه، وضعت الصحيفة الأبرز في إيطاليا علامات استفهام على التعاقدات التي تتمثّل بكل من الأرجنتيني خافيير باستوري، الظهير الهولندي ريك كارسدورب، الكرواتي الصغير انتي كوريتش، الإسباني إيفان ماركانو وغيرهم من اللاعبين الذين لم يتركوا بصمتهم في تشكيلة ذئاب العاصمة. ذكرت «غازيتا» أن مونتشي، في هاتين السنتين، أعاد للنادي مبالغ كبيرة من المال، وصلت الى حوالى 250 مليون يورو، بعد بيع المصري محمد صلاح، والبرازيلي أليسون، والأرجنتيني باريديس، والهولندي كيفن ستروتمان وغيرهم من اللاعبين، لكن، أضافت الصحيفة إن النجاح الكبير الذي حققه مونتشي في إشبيلية، لم يحدث في روما، بل إن النادي في مسار من سيئ إلى أسوأ. وكأن بالصحيفة الإيطالية الأولى، تبرر قرار إدارة النادي الإيطالي، ولكن في الوقت عينه، هي حزينة على أحد أبرز «الكشافين» في السنوات الأخيرة، وتراه يرحل من إيطاليا مكسوراً، هذا الشيء يمكن قراءته بين سطور الصحيفة الإيطالية. مونتشي يحب روما، حيث قال بعدما جاءه العرض، «لم أفكر ثانيتين في اتخاذ قراري، أنا أحب روما، وسأفعل كل ما بوسعي لمساعدة هذا النادي الكبير». مونتشي طُعن في ظهره، تماماً كما طعن هو نفسه روما بطعنات صغيرة، لكن، الأمر اتجه إلى أبعد ما كان متوقعاً، روما يريد تغيير كل شيء. ذكرت «غازيتا»، أن روما يريد تغيير الطاقم الطبي للفريق حتى، إنها ثورة حقيقية من الرئيس الأميركي بالوتا ومن إدارته، ولكن، هل هذه التغييرات تبدأ بإعلان كلاوديو رانييري مدرباً للفريق؟ المدرب الذي فشل مع نانت الفرنسي وفولهام الإنكليزي، وها هو يخوض تحدياً جديداً يتمثل بقيادة فريقه السابق روما.



توتي على خطى مالديني


إدارة نادي العاصمة الإيطالية روما، ترى أمام أعينها مشروع عودة نادٍ ناجح ويسير على السكة الصحيحة. النادي اللومباردي ميلان، النادي الذي انفرد بالمركز الثالث اليوم في ترتيب الدوري الإيطالي، النادي الذي عانى كثيراً حتى تمكّن مدربه غاتوزو من الثبات على تشكيلة تعود بالنتائج الإيجابية المتكررة. مشروع أميركي ــــ إيطالي، مشابه نوعاً ما لما في روما. لكن الأخير يمر اليوم بمحنة كبيرة. إقالة لدي فرانشيسكو، وتعيين رانييري، وفسخ عقد مونتشي، كلها تغييرات تدل على أن روما ورئيسه بالوتا يريدان تغيير كل شيء من الماضي والبداية من جديد. كان للأسطورة الإيطالية باولو مالديني كلمات جميلة قبل أن يأخذ منصباً إدارياً مع ميلان، حيث قال، «لن أدخل في العمل الإداري، سوى عندما أشعر بأن هناك مشروعاً حقيقياً». ها هو اليوم مالديني منتشٍ بما يقدّمه الميلان، نتائج إيجابية ومسار صحيح يسير عليه غاتوزو والميلان. اليوم، ومع إقالة مونتشي، سيتسلم القائد التاريخي لنادي روما، الإيطالي فرانشيسكو توتي زمام الأمور في ما يتعلق بمنصب المدير الرياضي، وسيعاونه الإيطالي الآخر، فريدريك ماسارا. مونتشي خرج من روما (ذكرت صحيفة «ذا صن» الإنكليزية عن توصل نادي آرسنال إلى اتفاق معه)، وحل مكانه الملك توتي، ولكن الأمور لا تسير بالعاطفة، وبالأسماء المحبّبة للجماهير، وفي الوقت عينه، ربما تكون بداية جديدة لروما تعيد الزمن الجميل، ويقودها توتي ورانييري كما في الماضي. على الجماهير أن تنتظر.