ثلاثُ مبارياتٍ فقط كانت كفيلةً بحصول المدرب التونسي طارق جرايا على ثقة جمهور نادي النجمة الأكبر في لبنان. على الرغم من أن نجاحه بدأ بقيادته السلام زغرتا إلى وصافة الدوري للمرة الأولى في تاريخه، خلال موسمه الأول في لبنان، فإن الشهرة التي حظيَ بها كانت من خلال الدور التمهيدي لبطولة كأس العرب للأندية الأبطال مع «النبيذي»، حيث تصدّر المجموعة بالعلامة الكاملة بعد الفوز على الفيصلي السعودي صاحب الضيافة، الأفريقي التونسي والوئام الموريتاني. حُمل جرايا على الأكتاف أمام مطار بيروت الدولي. الرجل حقق ما لم يكن متوقّعاً، لكنه، والجمهور معه، اصطدموا بعدم الإعفاء عنه من قِبل الاتحاد اللبناني لكرة القدم، الذي كان أوقفه لسنتين، لتستغني إدارة النادي عنه سريعاً وتستبدله بالصربي بوريس بونياك. غادر جرايا إلى الأردن لتدريب الفيصلي، لكن أمر عودته إلى لبنان كان حقيقة قائمة، ليفتح الصفاء الباب له على الرغم من عدم انتهاء فترة إيقافه (تنتهي فترة الإيقاف في 8 نيسان المقبل)، ليكون «المخلّص» لفريقٍ كان بالأمس بطلاً، واليوم يُصارع على البقاء.لم تمرّ ساعاتٌ كثيرةٌ على اجتماع المدرب التونسي طارق جرايا مع إدارة الصفاء، حتّى باشر بقيادة التمارين على ملعب النادي في وطى المصيطبة. مهمتان لا واحدة طلبتهما الإدارة من التونسي: البقاء في الدرجة الأولى، واحتلال أحد مراكز النخبة. مهمتان ليستا مستحيلتين، فالفريق القابع في المركز التاسع لا يفصل بينه وبين سادس الترتيب سوى نقطة واحدة، وقد يصل أيضاً إلى المركز السادس في حال فاز في مبارياته المقبلة وخدمته النتائج، إلا أن ما يُصعّب الأمور على جرايا، هو عدم وجوده على أرض الملعب في المباريات الثلاث المقبلة بسبب الإيقاف، ولو أنه سبق أن قاد السلام إلى التغلّب على الأنصار وهو يوجد على المنصّة الرئيسية، التي سيغيب عنها أيضاً. وجرايا هو ثالث مدربي الصفاء هذا الموسم، إذ كان بطل لبنان ثلاث مرات قد بدأ مشوار الدوري مع المدرب الروماني تيتا فاليريو، قبل أن تتم إقالة الأخير وتعيين إميل رستم بديلاً له.
وسيبقى نجم منتخب لبنان سابقاً وارطان غازاريان مساعداً لجرايا الذي سبق أن خاض تجربتين لبنانيتين، الأولى مع السلام زغرتا محلياً، والثانية مع النجمة في كأس زايد للأندية الأبطال.
طالبت إدارة الصفاء المدرب الجديد بإبقاء الفريق في الدرجة الأولى واحتلال أحد مراكز النخبة


أولى مباريات الصفاء بقيادة جرايا ستكون غداً الأحد على ملعب طرابلس البلدي (14:15 بتوقيت بيروت) في مواجهة فريق المدينة. التونسي اعتمد في مسيرته مع السلام على لاعبي وسط بواجباتٍ دفاعية أمام رباعي دفاعي، وثلاثي هجومي ولاعب وسط متقدّم، على عكس طريقة لعب المدرب السابق إميل رستم. الفريق الزغرتاوي سجّل 35 هدفاً في الموسم الذي قاده فيه جرايا، ثمانيةٌ منها عبر الهداف الموريتاني أمادو نياس. في الصفاء، لا يملك المدرب التونسي هدافاً، فالأهداف الـ12 التي سُجّلت جاءت عبر ستة لاعبين، يتقدّمهم حسين العوطة بأربعة أهداف، وبعده الكاميروني إرنست أنانغ بثلاثة أهداف، لكن هذا الأخير استغنت الإدارة عن خدماته، وضمت عثمان غِييه بدلاً منه، صاحب الهدف الوحيد في البطولة. إلى جانب ذلك، لا يملك جرايا لاعبين مهاريين يملكون حلولاً فردية على طرفي الملعب، كإدمون شحادة وحسن معتوق، لكن لديه من يلعب دوراً هجومياً في مركز الظهير، كحسن العمري. غالباً، سيكون لعمر الكردي دورٌ كبيرٌ في المباريات المقبلة، خصوصاً كبديل للظهير الأيمن محمد زين طحان الموقوف لست مباريات، علماً أنه عجز عن تسجيل هدفٍ في الدوري للمباراة العشرين توالياً. عموماً، صلابة خط الدفاع في المواجهات مع الفرق التي لم تسجّل الكثير من الأهداف أيضاً ستمنح الفريق الصفاوي الأفضلية.

البقاع على أرضه للمرة ما قبل الأخيرة
ستُّ مبارياتٍ سقط خلالها البقاع الرياضي على أرضه هذا الموسم من تسعٍ استضافها. أمرٌ لا يُعطيه الأفضلية في مواجهة المنافسين، لكن بالنظر إلى النصف الممتلئ من الكوب، أو رُبعه، فوزا الفريق الوحيدان كانا على أرضه أيضاً. هذه المرة سيواجه السلام زغرتا الذي تعادل معه سلباً في لقاء الذهاب (الأحد 14:15 بتوقيت بيروت). الصعبُ مرَّ على فريق المدرب المصري أحمد الحافظ بمواجهة الفرق الأربعة المتصدرة، والمباريات المقبلة ستكون مع من يُشبه فريقه هذا الموسم، وبينهم السلام، الذي يغيب عنه المدافعون ياسر عاشور وأحمد المصري، الأمر الذي يُعطي أفضلية لجناحي الفريق البقاعي بالوصول أكثر إلى المرمى دون مساندةٍ من الظهيرين، في ظل مواجهة العائد أمادو نياس وإدمون شحادة، رفقة أليكس بطرس في قلب الهجوم.
وعلى ملعب مجمّع فؤاد شهاب في جونية يستضيف الراسينغ شباب الساحل (الأحد 16:00 بتوقيت بيروت). الفريق المُضيف يغيب عنه مهاجمه النيجيري ايمانويل أونيكا ولاعب الوسط وليد شور بسبب الإيقاف، في حين يعود السنغالي باكاري كوليبالي وحسين رزق وحسين حيدر إلى تشكيلة المدرب محمود حمود بعد انتهاء عقوبتهم. مواجهةٌ صعبةٌ جديدةٌ بين الطرفين اللذين يتصارعان للبقاء. المدرب رضا عنتر سيعتمد على مهاجمٍ واحدٍ للمرة الأخيرة، ويبقى رهانه على الشاب كريم مكاوي ومعه سلطان حيدر وخضر سلامي للوصول إلى مرمى الحارس علي ضاهر.
وتسبق هذه المباريات مواجهة الأنصار والإخاء الأهلي عاليه اليوم السبت (16:00 بتوقيت بيروت). لقاءٌ قد يكون الفرصة الأخيرة للفريق الجبلي للحصول على المركز الثالث وتقليص الفارق مع «الأخضر» إلى أربع نقاط في حال الفوز، في حين أن الأخير يبقى متشبّثاً بأمل اللحاق بالنجمة الثاني قبل مواجهة الـ«دربي». الغائب الأبرز عن هذه المباراة سيكون هداف اللبنانيين أحمد حجازي، بعد نيله الإنذار الثالث المتراكم بعد احتفاله بهدفه الأخير خلال لقاء الصفاء، مُلقياً الحِمل على البرازيلي كارلوس ألبرتو في الهجوم، ومعه خالد تكه جي، الذي من المتوقّع أن يبدأ أساسياً بمواجهة فريقه السابق.
ويذكر أن النجمة حقق فوزاً على التضامن صور يوم الأربعاء المقبل بهدف دون رد في افتتاح مباريات الجولة، كما فاز العهد على الشباب الغازية أيضاً بهدف عيسى يعقوبو، في الدقيقة (8) يوم الخميس، ليحافظ على صدارة البطولة.



شاطئية آسيا


يخوض منتخب لبنان للكرة الشاطئية مباراته الثانية في بطولة آسيا «تايلاند 2019» بمواجهة قيرغيزستان اليوم عند الحادية عشرة قبل الظهر بتوقيت بيروت، في المجموعة التي تضم أيضاً المنتخبين الإماراتي والصيني. وكان المنتخب اللبناني تغلّب على نظيره الصيني (5-3) يوم الخميس، ضمن الجولة الأولى من دور المجموعات، وهي البطولة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم «الباراغواي 2019». وجاء فوز لبنان على الرغم من تأخّره في النتيجة مرتين، فسجّل حسين عبد الله هدف التعادل الأوّل، وهيثم فتّال الهدف الثاني، قبل أن يُسجّل محمد مطر هدف التقدّم الأول للبنان، تبعه هدفٌ رابعٌ لعبد الله، ليعود فتّال ويسجّل الهدف الخامس.