من حسن حظ النادي الهولندي، انه سيواجه مدريد في فترة لا يحسد عليها أبناء سولاري، على رغم كل هذا، سيفتقد الريال خدمات نجمه وقائده المدافع سيرجيو راموس، بسبب الإيقاف الذي فرضه عليه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بعد تعمّده تلقي بطاقة صفراء في مباراة الذهاب. كل الأمور والمعطيات تذهب إلى أن الرّيال سيقدّم مباراة سيئة اليوم أمام أياكس، خصوصاً أن الفريق خرج من كأس الملك على يد ميسي ورفاقه، وتبخّرت بعد ثلاثة أيام فقط أحلام المنافسة على لقب الدوري بسبب برشلونة أيضاً. الحالة النفسية والمعنوية في أدنى درجاتها، خصوصاً أن العلاقة بين سولاري واللاعبين بدأت تتدهور أيضاً (علاقة سيئة بين إيسكو وسولاري، وبين الويلزي غاريث بايل أيضاً الغائب الحاضر في كل مباريات الريال هذا الموسم). معركة غرفة الملابس، من الممكن أن يخسرها سولاري كلياً اليوم، في حال حدوث المفاجأة، ويقصى النادي الملكي على يد أياكس في دور الـ16 من دوري الأبطال، وبالتالي، سيخسر المدرب بطبيعة الحال منصبه بكل تأكيد.
يستفيد نادي أياكس من حالة عدم الاستقرار الفني والنفسي التي يعيشها نجوم مدريد
لقطة إيسكو في المباراة الأخيرة وهو «يدردش» مع ليو ميسي في آخر الدقائق، مع ملاحظة الابتسامة على وجه الـ«فنان» الإسباني، أثارت الكثير من الجدل، حيث ذكرت بعض المصادر، بأن إيسكو كان يتكلّم مع ميسي عن وضعيته في مدريد، وأنه يطلب من ميسي أن يساعده على الخروج من هذا المأزق. كل هذه المعطيات، تؤكّد أن الريال يعيش فترة صعبة، ولكن هل ستبقى هذه الفترة لوقت طويل؟
لطالما اعتاد الجمهور على مثل هذه الحالات في غرفة ملابس ريال مدريد على مدى المواسم السابقة، ولكن سرعان ما كان «الميرينغي» يتخلّص منها، ويقدّم أداءً جيّداً في بطولته المفضّلة، وهي دوري الأبطال. بالنسبة لأياكس، فالأمر مختلف، هو فريق غير مطالب بالفوز باللقب، ولا حتى في المضي قدماً في البطولة. سيلعب رفاق المغربي حكيم زيّاش المباراة من دون أي ضغوطات، العكس تماماً بالنسبة لمدريد، الفريق الذي ستنهال عليه الانتقادات في حال عدم تمكّنه من التأهل إلى الدور المقبل. أياكس يعتمد على الشباب ويلعب بهدوء، فلا شيء ليخسره، سيلعب لعبه الهجومي، وهي الطريقة التي لا يغيّرها هذا الفريق، هي ثقافة بالنسبة له، وسيحاول إقصاء مدريد من البطولة، لتكون المفاجأة الأكبر هذا الموسم. ولكن، فنياً، لن يكون الأمر مفاجئاً جداً، فأياكس، كان هو الأقرب للفوز في مباراة الذهاب، ويملك فريقاً مميزاً يعتمد فيه على أحد أبرز المواهب في العالم حالياً، وعلى رأسهم زياش، فان ديبيك، ماتياس دي ليخت وفرنكي دي يونغ.
مباراة الليلة تحمل معها الكثير من العبر، حيث سيواجه فريق خبير في بطولة كدوري الأبطال، فريقاً يعتمد على شبابه ويتسلّح بتاريخه الكبير في هذه البطولة العريقة، ومن الصعب التكهّن بنتيجة اللقاء، نظراً للمعطيات الصعبة التي بنيت عليها هذه المباراة. من جهة، الريال ليس جاهزاً ولكنه يقدّم دائماً صورة مختلفة في دوري الأبطال، ومن جهة ثانية، أبناء الكرة الشاملة، سيحاولون إقناع العالم بأن هذه الثقافة لم تنتهِ بعد، وتستطيع تقديم الكثير في قادم الأيام.