أهدر المنتخب اللبناني لكرة السلّة فرصة التأهل للمرّة الرابعة في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم بعد (2002 ـ 2006 ـ 2010). خسر المنتخب اللبناني 5 مباريات من أصل 5 في المراحل الثلاث الأخيرة من التصفيات الموندياليّة. الخسارتان في النافذة السادسة على أرضه في مجمع نهاد نوفل بذوق مكايل أمام كل من نيوزيلاندا وكوريا الجنوبية على التوالي، كانتا الأقسى، وأعادتا كرة السلّة اللبنانيّة إلى أرض الواقع.لم يستحق منتخب لبنان لكرة السلّة التأهّل إلى نهائيات كأس العالم المقررة في الصين العام الجاري. من يريد التأهل إلى المونديال السلّوي لا يمكن أن يخسر 6 مباريات في تصفيات كأس العالم. افتقد المنتخب اللبناني إلى الانضباطيّة، وغلبت عليه العشوائيّة، واللعب الفردي على حساب المجموعة، وهو ما أدى إلى خسارة نصف مباريات التصفيات، والفشل بالوصول إلى مونديال الصين.
أضاع اللاعبون حلم المونديال (عدنان الحاج علي)

يوم الجمعة خسر المنتخب اللبناني أمام نيوزيلاندا (69 ـ 67)، ويوم أمس (الأحد) خسر مباراته الأخيرة أمام كوريا الجنوبية بفارق كبير وصل إلى 12 نقطة (84 ـ 72). لم يستفد اللبنانيّون من التاريخ، فتعادلوا مع الكوريين في المواجهات المباشرة (6 انتصارات لكل منتخب في 12 مواجهة بينهما، بعدما كانوا متفوقين بـ6 انتصارات مقابل 5). منتخب لبنان فاز على سوريا والهند، وبعدها على الأردن بفارط نقطة واحدة فقط، ثم على الصين التي جاءت إلى لبنان بالمنتخب الرديف. ولكن الخسارات كانت ثقيلة أمام منتخبات، كان لبنان على مدى سنوات أفضل منها بأشواط. المنتخب اللبناني لكرة السلّة خسر كل شيء في هذه التصفيات، وإدارته والجهاز الفني يجب أن تنصرف اليوم إلى ورشة عمل كبيرة، لتجنّب مثل هذه الإخفاقات في المستقبل.
سجّل لبنان 8 نقاط مقابل 22 نقطة لمنتخب كوريا الجنوبية في الربع الأخير


خلال النافذة الأخيرة كان واضحاً أن المنتخب اللبناني لا يلعب كمجموعة، وهو ما أعطى منتخبي كوريا ونيوزيلاندا الأفضلية. اعتمد اللبنانيون على التسديد من خارج القوس، خصوصاً في مباراة نيوزيلاندا، وعلى رغم أن مباراة كوريا كانت أفضل للبنان بخاصة في الأرباع الثلاثة الأولى، إلّا أن عامل الخبرة لَعِب لمصلحة الكوريين. غلب التسرّع على أداء لاعبي المنتخب اللبناني، وعدم تدوير الكرة بالشكل الصحيح، فكان كل لاعب يريد أن يسجّل أكبر عدد من النقاط، لذلك جاءت الخسارة ثقيلة جدّاً. من الأمور التي لم تصب في مصلحة المنتخب ربما، هي التجييش الإعلامي الكبير، والحملة الكبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي قبل النفاذة الأخيرة، والتي أثّرت سلباً في اللاعبين، وبالتالي على المنتخب.


اللاعبون كانوا طوال الأيام الماضية متفاعلين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل على عدم الانضباطية، وعدم التركيز على المباريات. حتى أن بعض اللاعبين كانوا متواجدين ويتفاعلون على وسائل التواصل الاجتماعي، ويتحدّثون مع الجمهور، ليلة مباراة نيوزيلاندا في ساعة متأخرة من بعد منتصف الليل. كلها أمور أرخت بظلالها على المنتخب، وأدت إلى خسارة أهم مباراتين في التصفيات الموندياليّة. فمن يعرف طبيعة الاحتراف وطبيعة التحضير للمباريات يدرك تماماً، أنه في الاستحقاقات الكبرى والبطولات، يجب أن يبتعد اللاعبون عن كل شيء، لينصب تركيزهم على المباريات فقط.
حصل السيناريو الأسوأ بالنسبة للبنان، خرج لبنان من سباق المونديال وتأهلت كل من الفيلبين (أفضل رابع) والأردن (احتل المركز الثالث) إلى العرس العالمي. منتخب الأردن وصل إلى النهائيات على رغم أن الدوري الأردني توقف لوقت طويل خلال السنوات الماضية، وهو ما أثر سلبّاً في اللاعبين، إلّا أن إدارة المنتخب تمكنت من التعامل مع الأمر بصورة جيّدة.

تفاصيل اللقاء
بالعودة إلى المباراة الأخيرة أمام كوريا الجنوبيّة، بدأ المدرب السلوفيني ـ اليوناني سلوبودان سوبوتيتش بالتشكيلة ذاتها التي بدأت مباراة نيوزيلاندا السابقة، والتي تألّفت من القائد جان عبد النور، علي حيدر، آتر ماجوك، وائل عرقجي وإيلي رستم. انطلاقة المباراة كانت قوية جدّاً للمنتخب اللبناني، بخاصّة من خلال اللعب تحت السلّة. نجح لاعب ارتكاز منتخب لبنان آتر ماجوك بالحد من خطورة الكوريين تحت السلّة، فمنذ الدقيقة الأولى قطع الكرة (بلوك شوت)، وهو ما وضع ضغطاً كبيراً على لاعبي المنتخب الكوري في الاختراق. خطورة المنتخب الكوري كانت فقط عبر اللاعب المجنس ريكاردو راتليب الذي سجّل 10 نقاط في الربع الأوّل من المباراة. نجح المنتخب اللبناني في الربع الأول بفك شيفرة الكوريين دفاعيّاً، اعتمدوا على اللعب تحت السلّة وهو الأمر الذي أدى إلى توسيع الفارق، بخاصة مع اختراقات وائل عرقجي، ومتابعات إيلي رستم وجان عبد النور. أخطأ الكوريون وأضاعوا عدداً كبيراً من التسديدات من المسافة المتوسطة، وعن خط الثلاثيات، وهو ما جعل المنتخب اللبناني يتقدّم بالنتيجة (11 ـ 5) مع انتصاف الربع الأوّل. نزول أمير سعود كلاعب بديل، كان علامة فارقة في اللقاء، حيث نجح بتسجيل ثلاثيّات متتالية أدت إلى توسيع الفارق بشكل كبير، وكانت التسديدة التي أطلقها من قبل منتصف الملعب في الثانية الأخيرة هي الأبرز، والتي جعلت الربع الأول ينتهي بنتيجة (29 ـ 18). في الربع الثاني حاول المنتخب الكوري تقليص الفارق، ونجح بتسجيل 9 نقاط من ثلاث رميات ثلاثية متتالية، لينتصف الربع على نتيجة (40 ـ 44) لمصلحة لبنان، إلّا أن اختراقات وائل عرقجي، وحضور جان عبد النور الدفاعي ساهما بتقدم منتخب لبنان. في الربع الثالث من اللقاء أضاع منتخب لبنان عدداً كبيراً من النقاط تحت السلّة، وغلبت العشوائية على أداء المنتخب، ليتمكن الكوريون من تقليص الفارق إلى نقطتين (62 ، 64). خبرة الكوريين وتسرع اللبنانيين ظهرا في الربع الرابع من المباراة. في هذا الربع سجّل لبنان 8 نقاط فقط، مقابل 22 نقطة لمنتخب كوريا الجنوبية. ثلاثيات ضائعة للبنان، مقابل انضباط تكتيكي للاعبين الكوريين أعطاهم الفوز (84 ـ 72). كان أفضل مسجل للبنان وائل عرقجي بـ19 نقطة، و16 لأمير سعود، جان عبد النور (10) وعلي حيدر (8).
فشل المنتخب اللبناني بالتأهل إلى المونديال العالمي، وأصيب معه الجمهور بخيبة أمل كبيرة، بخاصة بعد أن حضر بشكل كبير جدّاً طوال فترة التصفيات لدعم اللاعبين، فعند كل مباراة كانت القاعة تغص بـ8 آلاف مشجع. خسر المنتخب لأسباب كثيرة، والأهم اليوم أن تكون عملية العودة سريعة، لأن الرياضة في لبنان لا تتحمل المزيد من الخيبات.


خلاف في غرفة الملابس


بعد خسارة لبنان أمام كوريا الجنوبية، خرج مدرب منتخب لبنان سلوبودان سوبوتيتش ليقول إن اللاعب أحمد إبراهيم وجّه إليه كلمات نابية لأنه لم يشركه خلال اللقاء. في المقابل، أكّدت مصادر للأخبار أن مدرب المنتخب، وبعد خسارة اللقاء، هو من تهجّم على لاعب المنتخب أحمد إبراهيم في غرف تبديل الملابس، ووصلت الأمور إلى حد محاولة المدرب التعرض بالضرب لإبراهيم، وحال دون ذلك تدخّل اللاعبين وبعض الإداريين الذين أبعدوا المدرّب عن اللاعب. يذكر أنها ليست المرّة الأولى التي تحصل خلالها خلافات بين سوبوتيتش واللاعبين، فخلال المراحل الماضية من التصفيات حصل خلاف بين المدرب واللاعب أمير سعود.