نحو 150 صفقة أبرمتها أندية الدرجة الأولى في بطولة لبنان لكرة القدم خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية. بعض اللاعبين غيّروا وجهتهم حتّى قبل أن تطأ أقدامهم أرض الملعب مع فرقهم الجديدة، وآخرون لازموا مقاعد الاحتياط ولم يُشاركوا سوى في بضع دقائق، فيما لمع نجم القليل منهم. الصفقات الناجحة معدودة، أمّا الشيء المشترك بين معظم الأندية فكان ضمّ اللاعبين عشوائياً ومن دون خطّة واضحة، الأمر الذي أدّى إلى «ظلم» البعض منهم. هكذا، زاد عدد اللاعبين في الفرق، وزادت النفقات، وخسرت الإدارات.لعلَّ صفقة التبادل بين ناديي العهد والأنصار كانت الأشهر في الـ«المركاتو» المحلّي الماضي. حامل اللقب تعاقد مع ربيع عطايا وتخلّى عن الثلاثي حسن شعيتو «موني» ثاني هدافي الدوري، مدافعه الجديد حسن بيطار، ولاعب الوسط غازي حنينه. على الرغم من أن «الأخضر» لم يكن المبادر في إتمام عملية الانتقال، فإنه خرج فائزاً، بل ربما هذه الصفقة هي أحد الأسباب الأساسية في مواصلة الفريق طريق المنافسة على اللقب. وعلى عكس العادة، كان الأنصار الفائز الأوّل أيضاً على صعيد اختيار اللاعبين الأجانب. وكما هناك فائز، يوجد خاسر، والبقاع الرياضي أبرز الخاسرين.
الصفقات المخيّبة والخاسرة كانت كثيرة، وغالباً بسبب طريقة اختيار اللاعبين وعدم العمل على سد الفراغات بشكلٍ صحيح. عددٌ لا بأس به من الوافدين الجدد إلى الفرق لم يخض أي مباراة، وغيرهم لعب دقائق معدودة وكان دورهم هامشياً. فالأندية التي ضمّت أكثر من عشرة لاعبين، بينهم الأجانب الثلاثة، لم يُعطِ مدربو فرقها الفرصة للجميع. دور الظهير الأيسر حمزة علي في الأنصار اقتصر على المشاركة في بضع دقائق، كحال لاعب الوسط الفلسطيني محمد قاسم، الذي تعرّض للإصابة لاحقاً، أما زميلهما الحارس حسن حسين، فلم يخض أي مباراة على حساب حسن مغنية وربيع الكاخي، علماً أن حسين، انتقل بالإعارة من الصفاء، بعدما تعاقد معه الأخير قادماً من الشباب العربي واستغنى عن خدماته حتّى قبل أن يلعب في صفوفه. ثنائي الأنصار علي عبود وشادي رحيل انتقلا بدورهما إلى شباب الساحل دون أن يكون لهما دورٌ في الفريق. الصفاء الذي تعاقد مع تسعة لاعبين دفعةً واحدةً من الشباب العربي، مستغنياً عن الحارس حسين وعباس مريش، لم يُعطِ مدرباه الروماني تيتا فاليريو وإميل رستم فرصةً كبيرةً في الظهور لأحمد الخطيب وزاهر حسن ومحمد سليمان، كما غاب حسين غملوش القادم من الكويت عن معظم المباريات. أمّا البقاع الرياضي، فضمّ الكثير من لاعبي الدرجة الثانية، ولم يعتمد على أيٍّ منهم، إذ لم يلعب الأخوان محمد وحسين فحص مع الفريق البقاعي بعد انتقالهما من العهد بالإعارة، كما غاب المهاجم حسن دنش عن المشاركة الأساسية، مثل محمد باقر أيوب خلال تولّي المدرب السابق إنريكي غارسيا دفّة التدريب، إضافةً إلى هادي السوقي وعمر مشلاوي وجوزيف جلاد وأحمد عبد الرحمن. التضامن صور أيضاً تعاقد مع عددٍ كبيرٍ من اللاعبين، منهم لم يُشاركوا في أي مباراة. دور حسن الحاج القادم بالإعارة من الاخاء كان هامشياً، مثل حسين دياب وعبد الله كفل ومحمد دبوق.
صفقة التبادل بين ناديي العهد والأنصار كانت الأشهر في الـ«المركاتو» المحلّي الماضي


أبرز المستفيدين إلى جانب الأنصار، كان العهد، الذي ضمّ إلى صفوفه المهاجم أكرم مغربي والظهير مصطفى كساب، اللذين أهديا الفريق تسع نقاط بأهدافهما وتمريراتهما الحاسمة. مدرب الراسينغ رضا عنتر اعتمد على جميع لاعبيه الجُدد، ولو أن النتائج لم تكن إيجابية، إذ أعطى الفرصة لثنائي النجمة يوسف الحاج وحسن القاضي، وثلاثي العهد هادي خليل وعلي فحص ووليد شور، والمهاجم روني عازار، إلى جانب سلطان حيدر وعلي صبرا، فيما غاب علي أيوب عن المباريات. أمّا النجمة، فخسر في صفقة استعادة محمد جعفر إلى الفريق، إذ أن المدرب السابق بوريس بونياك لم يعتمد على اللاعب المُعار من الصفاء، وهو لم يطلب من الإدارة التعاقد معه، كما بقيَ أمير الحصري على مقاعد الاحتياط في معظم المباريات، وغاب عمر زين الدين عن اللقاءات الأخيرة بسبب السفر، فيما لم يُشارك محمود كعور في أي مباراةٍ مع الفريق الأول حتى انتهاء دوري الشباب، حيث استفاد «النبيذي» من خدماته بعدما احتل وصافة ترتيب الهدافين.

صفقاتٌ ناجحة
غالباً، تنتظر الجماهير صفقات المهاجمين، الذين تكون الأعين مصوّبة عليهم، وينتهي المطاف بواحدٍ منهم بالفوز بجائزة أفضل لاعب. برأي الكثير من المتابعين، لم تكن الصفقة المحليّة الأفضل بعد انتهاء مرحلة الذهاب لأحد المهاجمين، بل لمدافع الأنصار حسن بيطار. اللاعب الذي استدعيَ إلى منتخب لبنان منذ فترة للمرة الأولى، لكنّه غاب عن القائمة النهائية، انتقل من التضامن صور إلى العهد ليشارك في مسابقة كأس النخبة، إلا أنه لعب في صفوف النجمة أيضاً في الدور التمهيدي من مسابقة كأس العرب، وقبل أن يُسجّل على كشوفات حامل اللقب، استغنت عنه الإدارة لصالح الأنصار ليكون من بين الثلاثي الذي انضم إلى «الأخضر». على الرغم من أنه سجّل هدفاً في مرمى فريقه، إلا أن مشكلة الأنصار الدفاعية التي عانى منها طويلاً حُلّت بوجود بيطار، الذي «بنّش» أجنبياً، وهو نادراً ما يحصل في الدوري، ذلك إلى جانب دوره الهجومي في إمداد زملائه بالكرات الطويلة، وهو صنع هدفاً وسجّل مثله.
على صعيد الأرقام، يتفوّق لاعب النجمة أبو بكر المل على باقي لاعبي الـ«مركاتو» الماضي. اللاعب الذي سجل أربعة أهداف وصنع هدفين، ساهم بحلول فريقه في المركز الثاني، ولو أنّه تأثّر أيضاً بهبوط مستوى الفريق في بعض المباريات التي غاب عن اثنتين منها. أرقام الدولي حسن شعيتو «موني» قريبة من المل أيضاً، إذ سجّل بدوره أربعة أهداف وصنع هدفاً وكان دوره مهماً في المنظومة الهجومية للأنصار. صفقات السلام المخيّبة عوّض الظهير وليد اسماعيل شيئاً منها، فحلّ عبر الخطة المعتمدة المشكلة الدفاعية للفريق الشمالي. أمّا الشباب الغازية، فيدين للنجمة الذي أعاره لاعب الوسط الشاب خليل، الذي ساهم بتسجيل ستة أهداف، فكان من بين أبرز الصفقات إلى جانب زميله حمزة سلامي. ومن بين الصفقات الناجحة أيضاً، لاعب الإخاء خالد تكه جي، مهاجم الصفاء حسين العوطة وزميله الحارس أحمد التكتوك، متوسّط ميدان شباب الساحل عباس عطوي، لاعب البقاع جهاد أيوب وثنائي الراسينغ القاضي وحيدر.
أمّا أجنبياً، استطاع لاعب الأنصار التونسي حسام اللواتي التفوّق على نظرائه بفارقٍ كبير، معوّضاً سنواتٍ من إخفاق الإدارة بالتعاقد مع اللاعبين الأجانب. مُسجّلاً خمسة أهداف وصانعاً سبعة أُخرى، يبدو الفارق واسعاً بين اللواتي وبين أي أجنبيٍّ آخر، ولو أن البلغاري مارتن توشيف ينافسه أيضاً، وغيابه عن بعض المباريات بسبب الإصابة حرمه من تسجيل أكثر من سبعة أهداف. البرازيلي كارلوس دي ألبرتو قدّم نفسه بطريقةٍ جيّدة مع الإخاء، والغاني ستيفان سارفو مع التضامن أيضاً، كما مدافع شباب الساحل باكاري كوليبالي.



أرقام

أبو بكر المل


مباريات: 9
أهداف: 4
تمريرات حاسمة: 2

حسن شعيتو «موني»


مباريات: 11
أهداف: 4
تمريرات حاسمة: 1

حسام اللواتي


مباريات: 11
أهداف: 5
تمريرات حاسمة: 7

مارتن توشيف


مباريات: 8
أهداف: 7
تمريرات حاسمة: 0

عباس عطوي


مباريات: 8
أهداف: 2
تمريرات حاسمة: 3

خليل بدر


مباريات: 10
أهداف: 2
تمريرات حاسمة: 3