على الرغم من وصول المنتخب الإنكليزي لنصف نهائي كأس العالم وبلوغ ليفربول نهائي دوري أبطال أوروبا، غاب اللاعبون الإنكليز مرّة جديدة عن التتويج بالكرة الذهبية، ليبقى مايكل أوين آخر من رفع الذهب عندما كان لاعباً لليفربول عام 2001. في ظلّ ذلك، تكثر الأحاديث عن تجاهل اتحاد كرة القدم للدوري الإنكليزي وانحيازه لباقي الدوريات.تكثر المواهب في إنكلترا، لاعبون كرحيم سترلينغ وماركوس راشفورد وغيرهما، أظهروا مدى تغّير الثقافة القديمة المعتمدة على القوة الجسمانيّة والكرات الهوائية، وأن باستطاعة الإنكليز مجاراة متطلبات الكرة الحديثة من متعةٍ ومهارة. بالرغم من توفّر المقوّمات اللازمة، فشلت الكرة الإنكليزيّة بتخريج أيّ موهبة قادرة على حمل الكرة الذهبية في الفترة الأخيرة. يعدّ هاري كاين أحد أبرز المواهب الإنكليزية اليوم. على الرغم من صغر سنّه، تمكّن مهاجم توتنهام من تحطيم العديد من الأرقام فارضاً نفسه كأحد أبرز نجوم العالم. أرقامٌ وضعت اللاعب بالمركز العاشر من قائمة المرشحين لنيل الكرة الذهبية. ولكن لأن النادي لم يحقق الألقاب، ابتعد كاين في الترتيب.
تعدّ الـ«بالون دور» أبرز الأهداف الفردية التي يسعى لها أي لاعب كرة قدم. يتم اختيار اللاعب الأفضل في العالم بناءً على عدّة معايير، كالأداء الفردي والجماعي، موهبة اللاعب وقدرته على اللعب النظيف، إضافةً إلى مسيرة اللاعب خلال الموسم وما أنجزه من ألقابٍ وأرقام. على الرغم من تمتّع الجيل الحالي للإنكليز بالموهبة القابلة لحصد الجوائز الفردية مستقبلاً، يعاب على الفرق الإنكليزية فشلها في الاستحقاقات الدولية والأوروبية، ما يحول دون بروز اللاعبين المحليين ضمن أفضل لاعبي العالم. وما يؤثر على اللاعبين أيضاً هو أن الـ«بريميرليغ» لا يمتلك الجودة (التكتيكيّة) التي تتوافر في باقي الدوريات، رغم أن نسب المشاهدة مرتفعة جداً. على مدار السنوات، اقتصرت أسماء اللاعبين الإنكليز الناجحين خارج إنكلترا على ديفيد بيكهام. يفضّل اللاعب الإنكليزي البقاء في الدوري المحلي حيث العوائد المالية مرتفعة. الانغلاق على ثقافة البلد الكروية دون الاستفادة من تجارب البلاد الأخرى يقف عائقاً أمام تطوير المهارات الشابة، وهو ما يحاول الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم تجنّبه. أخيراً، سمحت عوائد النقل التلفزيوني لأندية البريميرليغ في استقطاب أبرز المواهب العالمية من الجنسيات المختلفة، كما استطاعت بعض الأندية بفعل قوّتها المالية أن تستقطب أبرز مدربي العالم. سياسةٌ طوّرت الكرة الإنكليزية كثيراً، حيث انعكس نضج اللاعبين مع فرقهم واستفادتهم من الثقافات الكروية الخارجية.
يعاب على الفرق الإنكليزية فشلها في الاستحقاقات الدولية والأوروبية


المهارة موجودة، تبقى النتائج. مستويات ضعيفة يقدمها الإنكليز في دوري الأبطال، حيث كان تشيلسي آخر فريق إنكليزي يحقّق البطولة الأهم على صعيد الأندية عام 2012. لطالما تألّقت الأندية الإنكليزية أوروبيّاً قبل ذلك العام. برزت أندية ليفربول وتشيلسي في تلك الفترة، فيما كان النصيب الأكبر من الجوائز لمانشستر يونايتد تحت قيادة السير أليكس فيرغسون. في تلك الفترة، شهدت الكرة الإنكليزية آخر تتويج للاعبٍ يمثّلها، وذلك عندما رفع كريستيانو رونالدو الكرة الذهبية عام 2008 بعد تحقيقه ثنائية الدوري الإنكليزي ودوري الأبطال.
تقف التقاليد الكرويّة الإنكليزية عائقاً أمام تألّق لاعبي البريميرليغ. تلعب صناعة كرة القدم في إنكلترا دوراً مهمّاً في اقتصاد بريطانيا، ما يبرز وجه اللعبة المادي على حساب الجوانب الأخرى. يسعى الاتحاد الإنكليزي دائماً لتمييز الكرة الإنكليزية بغية رفع معدّل المشاهدة وزيادة العائدات المالية. ينفرد الدوري الإنكليزي بالـ«بوكسينغ داي» بين كافة الدوريات العالمية. في حين تتوقف جميع دوريات العالم خلال فترة أعياد رأس السنة، تلعب في الدوري الإنكليزي قرابة الـ6 مباريات لكل فريق في ثلاثة أسابيع، ما يولّد تعباً جسديّاً ينعكس سلباً على أداء الفرق في الأدوار اللاحقة من دوري الأبطال. الحصول على إجازة أعياد الميلاد من شأنه تقليص عدد الأندية في الدوري، إلغاء كأس الرابطة الإنكليزية إضافةً لإلغاء قاعدة إعادة مباريات التعادل في كأس الاتحاد الإنكليزي. أمرٌ سينهي مصادر مالية كبيرة للاتحاد والأندية. في إطار ذلك يسعى الاتحاد لوضع حلّ وسط يعود بالمنفعة على الطرفين، بغية إعادة أمجاد الكرة الإنكليزية أوروبيّاً، وإبراز المواهب المحلية من جديد.