تنطلق اليوم جولة منتصف الأسبوع في الدوري الإنكليزي لكرة القدم. يلتقي مانشستر سيتي مع واتفورد (22:00 بتوقيت بيروت)، وكارديف مع ويستهام يونايتد، أما بورنموث فيواجه هيديرسفيلد تاون، وبرايتون مع كريستال بالاس، عند الساعة (21:45 بتوقيت بيروت). ولكن المباراتين المنتظرتين، هي آرسنال مع مانشستر يونايتد (الأربعاء 22:00 بتوقيت بيروت)، وتشيلسي مع وولفرهامبتون (الأربعاء 21:45 بتوقيت بيروت). تشيلسي هذه الأيّام يعاني خاصة على المستوى الهجومي، وسهام الانتقاد بدأت تطال المدرب الإيطالي ماوريسيو ساري.على الرغم من الانطلاقة القويّة لنادي تشيلسي الإنكليزي في الدوري، بدأت نقاط الضعف تظهر مع توالي المباريات. خسارةٌ مدويّة في معقل توتنهام أنهت سلسلة الفريق دون خسارات ليبدأ مسلسل الاتهامات والانتقادات بحق مدرب الفريق الإيطالي ماوريسيو ساري.
المشاكل بدأت تظهر منذ مواجهة مانشستر يونايتد في الجولة التاسعة من الدوري. حينها ظهر تشيلسي لأول مرّة عاجزاً عن خلق الفرص في حقبة ساري. تمكّن المدرب البرتغالي جوزي مورينيو آنذاك من تعطيل قوّة الفريق اللندني، بعد أن وضع لاعبين أصحاب بنية جسمانية كبيرة لخنق لاعب الوسط جورجينيو، عازلاً تماماً صلة الوصل بين الهجوم والدفاع. أسلوبٌ عاد بنقطة مهمة لشياطين مانشستر من ستامفورد بريدج. تكرر الأسلوب مع إيفرتون، حيث أثمر الأسلوب الدفاعي، و«خنق» جورجينيو وهازارد نقطة ثمينة لإيفرتون. وكانت الـ«فضيحة» عندما تكفل مدرّب توتنهام ماوريسيو بوكيتينيو بكشف عيوب جاره اللندني، وأمناه بهزيمة ثقيلة بثلاثة أهداف لهدفٍ واحد.
ألفارو موراتا

يعاب على ساري ضعف مرونته التكتيكية وتعصبه الأعمى لأفكاره، فعلى الرغم من خسارته معركة الوسط في أغلب المباريات الكبيرة، يرفض الإيطالي إعادة الفرنسي أنغولو كانتي لمركزه الأساسي كلاعب ارتكاز، التوظيف الذي جعل فريقي تشيلسي وليستر سيتي يفوزان في الدوري لعامين متتاليين من قبل. تمكّن اللاعب من فرض نفسه كأحد أهم ركائز الفريق مع أنطونيو كونتي. مستوى مميز وأداء ثابت طيلة موسمين جعلا اللاعب يفوز بجائزة أفضل لاعب في موسم 2017، كما مكّن النادي من التتويج بلقبي الدوري وكأس الاتحاد. إضافةً إلى ذلك ساهم أنغولو بشكلٍ كبير في تتويج منتخب فرنسا بلقب كأس العالم في المونديال الأخير، بعد أن قدّم مستوى مميزاً برفقة الديوك. مجيء ساري إلى ستامفورد بريدج جلب ثقافةً جديدة على كانتي، وعلى الفريق بالمجمل. الاستحواذ وتدوير الكرة في منتصف الملعب أمرٌ لم يعهده اللاعب الفرنسي مع أسلافه من المدربين، حيث اقتصر دوره مع كلاوديو رانييري، أنطونيو كونتي وديديه ديشان على افتكاك الكرة وتغطية المساحات التي يصنعها لاعبو الهجوم في الهجمات المرتدة. بالاعتماد المفرط على الاستحواذ، قلّت الحاجة إلى كانتي بالافتكاك، فتغير مركزه ودوره وبات مطالباً بأدوارٍ لم يعرفها من قبل. توظيف كانتي بمركز المحور ومطالبته بأدوار هجوميّة أضعفت اللاعب كثيراً، في ظلّ عدم وجود القدرات اللازمة لديه لتلبية متطلبات مركزه الجديد. أمرٌ أخلّ بتوازن الفريق في المباريات الكبرى لخسارة فاعليّة كانتي وجورجينيو في آنٍ معاً. في ظل عدم التوازن في خط الوسط، سمح نادي تشيلسي لمنافسيه بالوصول إلى مرماهم في 24 مناسبة، أكثر من أندية واتفورد، ليستر سيتي وهادرسفيلد. سهولة في اختراق العمق والوصول إلى مرمى الفريق، أمرٌ لم يكن يحدث عندما كان كانتي يتمحور أمام قلبي الدفاع. يعاني هذان الأخيران كثيراً من هذه النقطة، فديفيد لويز وأنطونيو روديغير ليسا من نوعية المدافعين القادرين على حماية المرمى إذا لم يوجد تأمين لصيق من لاعب الارتكاز. تشكل قدرات المدافعين الهجومية المتمثلة ببناء الهجمات والتمريرات الطولية أبرز مميازتهما، فيما ظهر ضعفهما الدفاعي في أغلب المباريات، نظراً لعدم وجود لاعب يحمي هفواتهما من خط الوسط.
يرفض ساري إعادة كانتي لمركزه الأساسي كلاعب ارتكاز


شكّل العقم الهجومي أحد أبرز الأسباب التي ساهمت في تراجع الفريق إلى المركز الرابع أخيراً، حيث ساهم المهاجم ألفارو موراتا في إضاعة العديد من النقاط على تشيلسي. نشأ اللاعب في ريال مدريد، وعلى الرغم من صنعه الفارق عند كل مشاركة، لم يحظَ موراتا بثقة المدربين الذين تواتروا في فترة وجوده على دكة البدلاء، ما جعله يفكر في مغادرة النادي. عام 2016، كان له ما أراد. غادر اللاعب إلى يوفنتوس حيث ساهم مستواه اللافت وأهدافه الحاسمة في تأهّل اليوفي إلى نهائي دوري الأبطال، بعد إقصائه للريال في دور النصف نهائي. تألُّق اللاعب دفع إدارة تشيلسي لجلبه كأغلى صفقة في تاريخ النادي، ليشكّل خير بديل لدييغو كوستا على الورق. بين الورق والواقع تغيّرت الكثير من الأمور. على الرغم من بدايته الجيدة مع أنطونيو كونتي، فقد اللاعب الإسباني مستواه منذ منتصف الموسم، حيث أضاع العديد من الأهداف السهلة التي حالت دون تأهل تشيلسي إلى دوري أبطال أوروبا.

ويليان

تأمّل اللاعب من استعادة مستواه مع ماوريسو ساري، ممنيّاً النفس بتكرار أرقام درايس ميرتينز مهاجم نابولي، حيث ارتأى أن أسلوب المدرّب الإيطالي الهجومي سيخدم إمكانياته فيتسنى له بالتالي تسجيل العديد من الأهداف، وهو ما لم يحدث. على الرغم من مشاركته أساسياً في أغلب مباريات الموسم حتى الآن، لم يسجل موراتا إلا خمسة أهداف في 12 مباراة، فيما أضاع العديد من الأهداف التي ساهمت في نزف النقاط. أدّت رعونة اللاعب أمام المرمى إلى فقدان ثقة زملائه به، حيث يظهر جليّاً مدى ارتياح لاعبي الأجنحة والوسط بوجود أوليفييه جيرو أساسيّاً على حسابه. بالرغم من كونه واجهةً لسوء نتائج الفريق، لا يعد موراتا السبب الوحيد في تخبط مستوى تشيلسي أخيراً، حيث ينال المدرب جزءاً من المسؤولية أيضاً. يفتقر أسلوب ساري لعنصر المغامرة، لاعبون شباب كلوفتوس تشيك، هودسون أودوي وناثان أمبادو اقتصرت مشاركاتهم على دقائق معدودة على الرغم من المواهب الكبيرة التي يتمتع بها اللاعبون، فيما أصر ساري على إشراك ديفيد لويز وويليان في أغلبية المباريات رغم تراجع مستواهما. يعد تشيلسي أقل الفرق في الدوري الإنكليزي الممتاز تبديلاً للاعبين هذه السنة.
نغولو كانتيه

أمرٌ ليس بغريبٍ على ساري الذي حقّق هذا الرقم في أول موسم له مع نابولي، فيما احتل المرتبتين الثالثة والثانية من ناحية تغيير اللاعبين في الموسمين اللاحقين. بعيداً عن المشاكل الفنية، يظل الإخفاق الإداري في تحصين الجبهة اليمنى أحد أكبر المشاكل التي يعاني منها الفريق. لطالما شكّل العقم في هذه الجبهة نقطة الضعف الفاصلة بينه وبين المنافسة الدائمة على اللقب، حيث يفتقر الشقّ الأيمن من الفريق لعنصر الإبداع وخلق الفرص. يفتقد كلّ من الظهير الأيمن سيزار أزبيلكويتا، لاعب المحور أنغولو كانتي والجناح الأيمن ويليان للإمكانات الهجومية اللازمة للتسجيل أو الصناعة، ما يزيد الضغط على الجبهة اليسرى للفريق. في ظل النتائج السيئة أخيراً، سيتعين على ساري إعادة النظر في أوراقه، حيث ستثير قراراته الفنية تساؤلات الجماهير، طالما يعجز الفريق عن تحصيل النتائج المرجوة.
بسبع نقاط خلف المتصدر، يبدو أن حلم الدوري بات صعب المنال نظراً لصعوبة إيقاف قطار مانشستر سيتي. ولكن سيتّصف موسم ساري بالنجاح إذا تمكّن تشيلسي من التأهّل لدوري أبطال أوروبا، إضافةً لتحقيقه بطولة ثانوية من البطولات التي ينافس عليها الفريق، بانتظار ما سيسفر عنه تناغم التشكيلة في المواسم المقبلة، بعد تعزيز صفوف الفريق بالصفقات اللازمة لخدمة أسلوب ساري.