أسبوعٌ واحدٌ مرَّ على الإطلالة الإعلاميّة لرئيس لجنة الحكّام في الاتحاد اللبناني لكرة القدم، محمود الربعة، للدفاع عن الحكام المحليين وتوضيح بعض النقاط المتعلّقة بحمايتهم والأخطاء التي ارتكبوها خلال البطولة الجارية. حينها سَأل الربعة، وهو عضوٌ في اللجنة التنفيذية لاتحاد اللعبة المحلّي، عما إذا كان لنادي الأنصار شيءٌ على التحكيم هذا الموسم، وذلك على أثر البيان الذي صدر عن إدارة النادي بعد المباراة الأولى أمام النجمة، وتلاه قبل أسبوع على حديث الربعة، مقابلة إعلامية لرئيس نادي الأنصار نبيل بدر، الذي اعتبر أن الحكام يتأثرون بالبيئة حولهم. لعب «الأخضر» مباراته الثامنة في الدوري، وتعادل مع طرابلس بهدفٍ متأخّر، ليخرج ببيانٍ ناري، هاجم فيه الاتحاد اللبناني وعرَض الحالات التحكيمية في مباراته الأخيرة، مهدداً بالانسحاب من البطولة. بيانٌ قيل إنه صدر عن الرئيس نبيل بدر وأمين السر عباس حسن دون العودة إلى باقي أعضاء الإدارة، في حين يؤكّد مدير النادي بلال فراج لـ«الأخبار»، أن الإدارة ملتزمةٌ بكلام بدر. أما الاتحاد، فثبّت أمس الثلاثاء نتيجة المباراة.
في بيان الأنصار تصويبٌ على ثلاث حالاتٍ تحكيمية خلال المباراة مع طرابلس، من بينها عدم احتساب هدفٍ للسنغالي الحاج مالك تال بداعي التسلل، في حين كانت النتيجة تُشير إلى تقدّم «الأخضر» بهدفين مقابل هدف واحد، إلا أن لجنة الحكام رأت أن التسلل موجود وقرار الحكم بعدم احتساب الهدف كان صحيحاً، كما رأت أيضاً، أن ركلة الجزاء التي حصل عليها الأنصار وسُجّل عبرها هدف التعادل، لم تكن صحيحة، وهذه حالةٌ لم يتطرّق إليها البيان بطبيعة الحال. الحالة الثانية كانت في عدم طرد لاعب طرابلس عبد الله عيش في الدقيقة 84 من عمر المباراة، حين كان الأنصار لا يزال متقدماً في النتيجة، وهو قرارٌ غير صحيح من الحكم جميل رمضان، وأقرّت به لجنة الحكام. أما الحالة الثالثة فكانت في تأخّر انطلاق الشوط الثاني 17 دقيقة بسبب اعتراض فريق طرابلس على قرار الحكم الأول باحتساب ركلة جزاء غير صحيحة للضيوف.
كلام الأنصار عن مقاطعة المنتخب لاقى ردود فعل مستنكرة


بالنتيجة، أخفق الجهاز التحكيمي في قيادة المباراة، فقد أعطى الحكم رمضان فرصةً للأنصار بالتعادل عبر احتساب ركلة جزاء غير صحيحة، وتعرّض للضغط من قبل النادي المضيف، أثّر في عدم اتخاذه قرارٍ طرد اللاعب الطرابلسي قبل ست دقائق على نهاية المباراة، في جولةٍ عرفت خطأين آخرين خلال مباراة النجمة والصفاء، وحالة مؤثرة صحيحة أيضاً في لقاء العهد والسلام زغرتا.
بيانُ الأنصار تلاه تصريحٌ لرئيس النادي نبيل بدر، لمّح فيه إلى إمكانية عدم خوض المباراة المقبلة أمام الإخاء الأهلي عاليه، إذا ثبّت الاتحاد نتيجة لقاء طرابلس، وهو ما حصل بعد أقل من 24 ساعة. أمّا الجمهور، فكان في صفّ الإدارة والرئيس، دون الانتباه إلى تداعياتِ مثل هكذا قرارات، تؤدّي إلى حسم نقاط وشطب نتائج والهبوط إلى الدرجة الثانية.
إدارة طرابلس بدورها، ردّت على بيان الأنصار بعرض حالاتٍ تحكيميةٍ جديدة. وقالت إن لاعب الأنصار الحاج مالك تال «بصق» على لاعب طرابلس عبد الله عيش، كما اعتدى مساعد مدرب الضيوف على اللاعب عينه وشتم زميله حارس المرمى. وذهب بيان طرابلس إلى ما لا يعني الحكام، كخلع بعض مشجعي الأنصار سياج الملعب وتكسير المقاعد ومحاولتهم الوصول إلى اللاعبين بعد المباراة (بحسب البيان).
سيخوض الأنصار مباراته المقبلة، وإذا لم يفعل فسيتحمّل تبعات قرار الانسحاب، كما فعل النجمة في الموسم ما قبل الماضي. الأكيد أن رسالة النادي وصلت، وأن الحكم الذي يُصيب ويُخطئ سيحسب ألف حسابٍ قبل اتخاذ قراره في مباريات «الأخضر»، هذا ما إذا لم يستبعد الحكم رمضان عن مباريات الأخير، كما حصل مع الحكم محمد درويش، الذي غاب عن قيادة مباريات الأنصار بعد الأسبوع الأول من الدوري المحلي.
على أبواب عام 2019، لا تزال الأندية تُهدد بالانسحاب من المباريات والبطولات بحجّة التحكيم وغيرها، ولا يزال الاتحاد متساهلاً في اتخاذ قرارات جديّة لحماية الحكام، بعدما كان قد حظر على أي جمعيةٍ أو شخصٍ إلقاء البيانات والتصاريح التي تمس الحكام والتحكيم بالسوء، فيما يُحسب لاتحاد اللعبة عدم الخضوع للتهديدات.



المنتخب كبش الفداء

في الفقرة ما قبل الأخيرة من بيان نادي الأنصار، أشارت الإدارة إلى أنها ستلتزم بقرار الجمهور في حال طلب الانسحاب من الدوري، و«ما ينجم عنه من تداعيات»، من عدم مشاركة اللاعبين في أي نشاطات تحت سلطة الاتحاد، «أو حتّى المنتخب الوطني». هكذا، وقع المنتخب ضحيّة التجاذبات بين إدارة الأنصار وإتحاد اللعبة، لكن الواقع يقول غير ذلك. عدا عن التهديد الذي اعتبرته معظم الجهات غير مقبول بمقاطعة المنتخب، وخاصّة على أبواب المشاركة في بطولة كأس آسيا التي تنطلق بعد حوالى شهرين من الآن، لا يحق لنادٍ أن يمنع لاعبيه من الانضمام إلى المنتخب، إذ إن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» ينص على «إجبار» الأندية على السماح للاعبي فرقها بالانضمام إلى المنتخب لدى الاستدعاء الدولي، دون الاعتراف بأي اتّفاق بين النادي واللاعب الذي يخالف هذا الأمر. وبالتالي، فإن تهديد الأنصار ليس قانونياً بالدرجة الأولى، وليس وطنياً أيضاً، بحسب ما عبّرت معظم الجهات، كما أنه لاقى ردود فعل غير مرحبة.


الإتحاد يُغرّم الأنصار

غرّم الاتحاد اللبناني لكرة القدم نادي الأنصار مليون ليرة لبنانية، سنداً للمادة 1_22 من نظام العقوبات، كما حمّله كلفة الأضرار في ملعب بلدية طرابلس البالغة قيمتها 960 دولاراً. وفي السياق عينه، أوقف الاتحاد مدير فريق الصفاء يوسف بعلبكي عن العمل الإداري، ومنعه من دخول الأماكن المخصصة للجهازين الإداري والفني والمنصة الرئيسية مدة ستة أشهر، سنداً للمادة 3_4 من نظام العقوبات.