تعود عجلة الدوريات الأوروبية للدوران من جديد، بعد أن توقّفت 12 يوماً متتالياً بسبب فترة التوقّف الدولي (مباريات منتخبات ودية إضافة إلى أحداث ومباريات بطولة دوري الأمم الأوروبية). كرة القدم «الفرقية» تستكمل في عطلة نهاية الأسبوع بمباريات كبيرة في مختلف الدوريات. لعلّ أبرز هذه القمم، هي تلك التي سيحتضنها ملعب «واندا متروبوليتانو» في مدريد، ما بين كل من متصدّر الدوري الإسباني برشلونة وثاني الترتيب وصاحب الأرض أتلتيكو مدريد. بينما ستكون الأنظار في إيطاليا مركّزة على ملعب «الأولمبيكو» الذي سيجمع بين كل من ميلان ولاتسيو في أهم مباريات الدوري الإيطالي هذا الأسبوع. أمّا في إنكلترا، فسيحمل مدرب الـ«بلوز» تشيلسي ساري راية «عدم الخسارة» هذه السنة في الدوري، حين يحلّ ضيفاً على فريق توتنهام في ويمبلي. مباريات مميّزة وأسبوع أوروبي «ناري» ينتظر محبي الكرة الأوروبية
عقدة سيميوني
يتسلّح الفريق الكاتلوني برشلونة بكل من نجمه الأرجنتيني ليو ميسي ونجمه البرازيلي فيليبي كوتينيو اللذين عادا من الإصابة، قبل مواجهة فريقهما مع أتلتيكو مدريد. ومع عودة كل من النجمين البرازيلي والأرجنتيني، سيفتقد مدرب برشلونة أرنستو فالفيردي للاعبه «المفضّل» الكرواتي ايفان راكيتيتش الذي تعرّض بدوره لإصابة خلال مباراة منتخب بلاده أمام المنتخب الإسباني. من المتوقّع أن يعيد كوتينيو التوازن في الفريق، ويساعد ميسي على صناعة أكبر عدد ممكن من الفرص.
من جهته، يسعى المدرب الأرجنتيني ومدرب اتلتيكو مدريد لكسر العقدة الملازمة له ولفريقه أمام العملاق الكاتلوني في بطولة الدوري، حيث لم يستطع أتلتيكو مدريد تحقيق الفوز على برشلونة في بطولة الدوري، منذ السنة التي وقّعت فيها إدارة «الروخي بلانكوس» مع سيميوني كمدرب أوّل للفريق. وسيعاني أتلتيكو مدريد من غياب قائد الفريق الأوروغواياني دييغو غودين إضافة إلى مواطنه خوسيه ماريا خيمينيز بسبب الإصابة. مباراة على الورق ستكون صعبة بالنسبة لأتلتيكو، خصوصاً أنه سيواجه المتصدّر وحامل اللقب، الذي مني بخسارة ثقيلة في الجولة الماضية أمام بيتيس، ممّا يعطي دافعاً كبيراً له لتقديم مباراة معوّضة لجماهيره. بينما ستكون المباراة بالنسبة لرجال سيميوني، لها أهداف كثيرة، وتختلف عن كسر العقدة، ففي حال فوزهم أمام برشلونة، سيتصدّر النادي الثاني في مدينة مدريد الدوري.
توقّفت الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى 12 يوماً متتالياً


ساري: مهمة ويمبلي
يستقبل نادي توتنهام هوتسبر الإنكليزي في «ويبملي» ثالث الترتيب العالم في الدوري، فريق تشيلسي. الأخير، ومع قدوم مدربه الجديد الإيطالي ماورتيسيو ساري، تغيّر شكله وبدا وكأنه فريق مختلف كثيراً عن تشيلسي السنوات الماضية. الأرقام بدورها تتحدّث عن الثورة التي قام بها ساري، حيث أنه أصبح أول مدرب في تاريخ الدوري الإنكليزي لا يخسر ولو خسارة واحدة مع مرور 12 جولة متتالية من الدوري. رقم مميّز من مدرب مميز، لطالما أمتع المشاهدين عندما كان مدرباً في نابولي. تغييرات كثيرة قام به ساري، لعل أبرزها تغيير دور لاعب الارتكاز تغولو كانتي، ليصبح دوره يتضمّن بعض المشاركات الهجومية، ما أعطى حرية أكبر للاعب نابولي السابق والذي كان تحت إمرة ساري نفسه، البرازيلي الإيطالي جورجينيو.


ما قد يقلق تشيلسي، هو التعادل الأخير للفريق في الجولة الماضية أمام ايفرتون، وفي ملعب الستامفورد بريدج، لم يقدم تشيلسي في تلك المباراة أداء يرتقي إلى مستواه الذي اعتادت الجماهير عليه هذا الموسم. تعادل سلبي رافقه استحواذ سلبي على الكرة. من جهته سيدخل المدرب الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو المباراة واضعاً نصب عينيه هدف انتزاع المركز الثالث من «البلوز». يملك الـ«سبيرز» في رصيده 27 نقطة، بينما يتفوّق تشيلسي عليه بنقطة واحدة، ممّا سيزيد من الثقة والدافع لدى هاري كاين وزملائه أمام تشيلسي.

مباراة دوري الأبطال
لا يزال الحديث يعتبر مبكراً عن هوية أصحاب المراكز الأربعة الأولى في الدوري الإيطالي، والذين سيتأهلون مباشرة لبطولة دوري الأبطال الموسم المقبل. إلّا أن نادياً كبيراً بحجم الميلان، بحاجة لأن يسيطر على هذا المركز (المركز الرابع)، طوال الموسم، ولم لا، يكون الطموح أكبر من ذلك، وانتزاع المركز الثالث من غريمه الإنتر.

وفي حديثنا عن هوية صاحب المركز الرابع، سيكون ملعب «الأولمبيكو» في العاصمة الإيطالية روما، جاهزاً غداً الأحد ليحتضن قمّة الجولة الثالثة عشرة من الدوري الإيطالي بين كل من لاتسيو صاحب الأرض، وميلان. الأخير، ومع كل هذه النتائج السلبية التي تكبدّها هذا الموسم، إلّا أن الفريق «اللومباردي» لا يزال قريباً جداً من المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال. يمتلك «الروسونيري» برصيده اليوم 21 نقطة. يبتعد بفارق نقطة واحدة عن نسور العاصمة الإيطالية لاتسيو الذين يمتلكون 22 نقطة. لاتسيو، وفي ظل التراجع الكبير الذي يشهده الثلاثي الذي فاجأ الكثيرين الموسم الماضي (تشيرو ايموبيلي، سيرغي ميلينكوفيتش سافيتش، لويس البرتو)، يعتبر الفريق الأقل حظاً في الظفر بنقاط المباراة الثلاث. بينما في الجهة المقابلة، ستلعب «روح المدرب» الحماسي دائماً، جينارو غاتوزو دوراً كبيراً في قلب النتيجة لمصلحة الفريق في أكثر الأوقات التي يحتاج فيها الفريق لغاتوزو من جهة، وللفوز من جهة أخرى.

الحكاية الصفراء

يستقبل نادي ماينز في ملعبه «أوبل أرينا» متصدّر الدوري الألماني دورتموند في أهم مباريات الجولة الـ12 من الـ«بوندسليغا». يسعى فريق المدرب السويسري لوسيان فافر إلى استكمال سلسلة النتائج الإيجابية هذا الموسم في الدوري. حيث لم يعرف «المارد الأصفر» طعم الخسارة حتّى الآن. يتصدّر دورتموند الدوري بفارق 4 نقاط عن أقرب ملاحقيه فريق بوروسيا مونشدغلادباخ الذي يملك برصيده 23 نقطة. وسيدخل زملاء قائد الفريق والذي أعاد للمتابعين الصورة التي يعرفونها عنه، ماركو رويس المباراة منتشين بالفوز الأخير في «الكلاسيكو» أمام الغريم التقليدي بايرن ميونيخ بثلاثة أهداف مقابل هدفين. أداء جميل من دورتموند هذه السنة، تماماً كما اعتادت جماهير ملعب «سيغنال ايدونا بارك» على مشاهدته، ولكن في الموسم الحالي، ترافقت النتائج الإيجابية مع الأداء الإيجابي للفريق. ويعتبر دورتموند من بين أكثر الفريق تسجيلاً للأهداف في الدوريات الخمسة الكبرى، حيث سجّل الفريق الألماني 33 هدفاً، ليحتل المركز الرابع (يحتل باريس سان جرمان المركز الأول بـ45 هدفاً، مانشسر سيتي 36 هدفاً، برشلونة 34 هدفاً). من المتوقّع أن يحصد دورتموند النقاط الثلاث من معقل فريق ماينز صاحب المركز التاسع، ولكن لا يمكن للمرء أن يتوقّع شيئاً في كرة القدم.


معركة «ليبرتادوريس»


سيكون ملعب الـ«المونيمونتال»» الملعب الخاص بنادي ريفر بلايت الأرجنتيني ممتلئاً عن آخره، حين يحتضن إياب نهائي كأس «الليبرتادوريس». «كلاسيكو» أرجنتيني ثان سيكون محبو كرة القدم على موعد معه، بعد أن انتهت مباراة الذهاب بنتيجة 2-2، حيث تمكّن فريق «الريفر» من انتزاع تعادل ثمين من معقل بوكا جونيور، ملعب «لا بونبونيرا». وفي لقطة تعبّر عن مدى تعلّق جماهير هذين الفريقين بفرقهما، امتلأ ملعب «لا بونبونيرا» عن آخره يوم أول من أمس، خلال الحصّة التدريبية التي تسبق المباراة النهائية. حضر إلى الملعب حوالى الـ49000 متفرج أرجنتيني مناصر لفريق حياته «البوكا». يحتاج فريق ريفر بلايت لفوز إذا كان يريد ضمان ظفره باللقب اللاتيني الأغلى، ولكن في الوقت عينه، يكفيه التعادل بنتيجة سلبية (0-0)، أو بنتيجة 1-1، ليكون الفائز في الـ«كلاسيكو». بينما سيحتاج رفاق بافون لاعب الـ«بوكا» للفوز أو التعادل بنتيجة أكبر من 2-2، ليضمن الفوز باللقب. مباراة ستكون حماسية بكل ما تعينه الكلمة من معنى، كيف لا، وهو كلاسيكو أرجنتيني بطابع قاري هذه المرة.