بسبب هذه النتائج الكارثية تواجه ألمانيا خطر عدم التأهل إلى اليورو المقبل
ما يزيد طين ألمانيا بلّة، أنّ «المصيبة» الألمانية لا تكمن فقط في الهبوط للتصنيف أو الدرجة الثانية من بطولة دوري الأمم الأوروبية في النسخة المقبلة، والابتعاد عن كبار القارة العجوز، الأمر من الممكن أن يكون أسوأ بكثير. يتنافس المنتخب الألماني حالياً مع المنتخب البولندي على «لقب» أسوأ منتخب في الدرجة الأولى من دوري الأمم الأوروبية. وفي حال خسارة المنتخب الألماني أمام هولندا، من المتوقّع أن يكون منتخب «المانشافت» هو الأسوأ من منتخبات التصنيف الأول بعد نهاية الجولة الأخيرة، ما يعني أن ألمانيا ستهبط أيضاً إلى التصنيف الثاني في تصفيات كأس أمم أوروبا المقبلة. الأمر يبدو معقداً بعض الشيء.
هناك تصفيات كأس أمم أوروبا 2020 التي ستبدأ العام المقبل. وسيكون هناك منتخب من بين كل من ألمانيا وبولندا سيحتّم عليه أن يكون ضمن التصنيف الثاني من القرعة التي ستحدد منتخبات المجموعات العشر من تصفيات كأس الأمم الأوروبية. حينها، سيقع منتخب المدرب يواكيم لوف مع أحد عمالقة القارة الأوروبية، ومن الممكن أيضاً أن تتجدد المأسأة، ولا تتأهل ألمانيا لبطولة الـ«يورو» المقبلة. ولكي تتجنب ألمانيا هذا الـ«سيناريو» الكارثي عليها أن تحقق الفوز على المنتخب الهولندي، أو أن تنتظر نتيجة لمباراة أخرى، آملةً أن تخسر بولندا أمام البرتغال بنتيجة كبيرة في العاصمة البرتغالية لشبونة، الأمر الذي يصعب حدوثه. إذاً، سيكون مصير يواكيم لوف بين يديه، إمّا الفوز على هولندا (مفاجأة دوري الأمم الأوروبية)، أو أن ينال منتخب بلاده لقب أسوأ منتخب في منتخبات التصنيف الأول، ما سيصعّب الأمور عليه في تصفيات كأس الأمم الأوروبية.
الطواحين تدور مجدداً
منذ تولّي رونالد كومان زمام القيادة، يمرّ المنتخب الهولندي بلحظاتٍ استثنائيّة تمكّن من خلالها من الفوز على بطلي النسختين الماضيتين من كأس العالم. الانسجام الذي غاب عن الهولنديين منذ 2014، عندما حصد الطواحين المركز الثالث بعد الخروج من نصف النهائي على يد الأرجنتين، ظهر في بطولة دوري الأمم الأوروبية الحالية. منظومةٌ شابة تسير على منوال أسلافها في سبيل إعادة أمجاد المنتخب البرتقالي من جديد. على الرغم من النتائج المبهرة أخيراً، إلا أنّ أداء المنتخب في حقبة كومان تشبه الرجل نفسه أكثر من البلد. يلوح شبح إيفرتون بين أبناء كرويف، الفريق الأسبق للمدرب الهولندي الجديد، حيث يحسب المشاهد أن «التوفيز» قد تقمّص منتخب الطواحين، وأنّ النتائج الآتية ما هي إلا انعكاسات لأسلوبٍ دفاعي يشبه الفريق الأزرق، أكثر من المنتخب الهولندي. لطالما تحلّت هولندا بصبغةٍ خاصة ألفها المشاهدون في عالم المستديرة. ثقافةٌ هجوميةٌ اكتسبها المنتخب منذ أيام يوهان كرويف، رائد أسلوب الهجوم والكرة الشاملة في مجال الكرة. إرثٌ كبيرٌ أثقل كاهل كومان، الرجل الذي ارتأى أنّ الدفاع خير حلّ لانتقال هولندا من محطة جيل 2014 إلى الجيل الحالي، في ظلّ كثرة التطلعات والضغوطات على المدرب بعد الغياب عن بطولتي يورو 2016 ومونديال روسيا 2018. منظومةٌ شاملة شكلها المدرب الخمسيني، تألق من خلالها كلّ من فينالدوم نجم ليفربول، قلبي الدفاع فان دايك ودي ليخت ودي يونغ، فيما كان التألق الأكبر في بطولة دوري الأمم الأوروبية لنجم أولمبيك ليون اللاعب ممفيس ديباي، الذي يعيش أحد أفضل أيام مسيرته الكروية بعد أن ساهم بـ41 هدفاً بين تسجيل وصناعة في آخر 52 مباراة بين المنتخب والفريق. اليوم، بعد الغياب عن مصافّ الأندية الكبيرة، لم تتحمل الجماهير الهولندية كبوة كروية جديدة، فاقتصر الطلب ببساطته على التأهل إلى نهائيات بطولة دوري الأمم الأوروبية. بعد القرعة خفضت التطلعات لدى دخول كل من فرنسا وألمانيا في مجموعة هولندا، ليجمع الكل على أن هولندا الحلقة الأضعف في المجموعة، وأن مواجهتها ستكون بمثابة حسن التصنيف لدى عبور كل من بطلة العالم فرنسا، أو المنتخب الباحث عن نفسه، ألمانيا. خلال البطولة، تغيّر كل شيء. فوزان من ثلاثة على روّاد المجموعة من ناحية التطلعات، أعطى هولندا الأمل الأكبر في التأهل إلى نصف نهائيات الصيف المقبل. فوزٌ أمام ألمانيا على أرضها اليوم، وهو المنتخب الذي خرج من بطولة دوري الأمم قبل المباراة، سيتكفّل بتأهل هولندا كأول المجموعة، فيما تعوّل فرنسا على فوز المانشافت لتتمكن من التأهل إلى الدّور الحاسم.