عندما تقوم ببحث سريع على الإنترنت عن زوجات نجوم كرة القدم، لن تتفاجأ كثيراً بما ستجده من نتائج. «تعرّف على زوجات اللاعبين الأكثر إثارة»، «شاهد أجمل زوجات اللاعبين»، وغيرها الكثير من العناوين الـ«هابطة». هكذا هنّ إذاً في نظر وسائل الإعلام، نساءٌ ساذجات وعاشقات للموضة والتسوق. لكن إذا كثّفت جهودك وبحثت خلاف ما يشاع، ستكتشف أنّ الكثيرات صاحبات مِهن ناجحة، بل حتى يتفوقن على أزواجهنّ. إلا أنّ شهرة الشريك الساطعة تحجب نجاحهن عن الجمهور. دائماً ما يحتلّ لاعبو كرة القدم العناوين الرئيسيّة للصحف، سواء كان الأمر متعلّقاً بأدائهم مع الفرق أو بنشاطاتهم خارج الملاعب. ولطالما كانت زوجات وصديقات اللاعبين يرافقن شركائهنّ في المباريات المحلية والدولية، إلا أنهنّ كنّ يملن إلى البقاء في «الخلفية». الوضع اختلف تماماً خلال نهائيّات كأس العالم 2006 في ألمانيا. حينها، خطفت زوجات لاعبي منتخب إنكلترا الضوء بعدما رافقتهنّ عدسات المصورين في شوارع مدينة بادن الألمانيّة ومحلاتها، وهنّ يتبضعن ويشترين الملابس والحقائب الباهظة الثمن. هوجمت النساء لاحقاً بعد اتهامهنّ بالتسبّب في فشل الفريق خلال المونديال، وذلك لتشتيت انتباه اللاعبين وتحويل معسكر المنتخب إلى ما أسماه المدرب السويدي إريكسون وقتها بـ«السيرك». هنا، برزت ظاهرة جديدة في عالم كرة القدم، وهي الـ«WAGS». وهو مصطلح استُخدم للإشارة إلى زوجات وصديقات الرياضيين «رفيعي المستوى». كنا نعتقد أنّ فكرة تعريف النساء من قِبل شركائهنّ قد اندثرت.
العديد من زوجات الرياضيين هنّ سيدات أعمال ناجحات

الغريب أننا في عام 2018، والمصطلح بقي متداولاً، كما لو أننا في القرن الثامن عشر، حين كانت قيمة المرأة تُعطى لها من خلال علاقتها مع الرجل. وكلما كانت العلاقة أقوى وأكثر نجاحاً، كانت المرأة ذات قيمة أعلى. لكن المفارقة أنّ الوضع لم يتغير بعد أكثر من قرنين، والمرأة لا يزال يُشار إليها على أنها زوجة فُلان، وحبيبة «عِلان»! بأي حال، بدأت حينها صورة جديدة تُشكّل حول هؤلاء النسوة. صُنّفن على أنهن كسولات ومغرورات ومدمنات تسوّق. وقد جسدت آبي كلانسي زوجة مهاجم ستوك سيتي بيتر كراوتش، هذه الصورة بشكل كبير عندما قالت عام 2006 إنّ حلمها هو «الزواج من لاعب كرة قدم، الحمل ومن ثم التسوق والاستمتاع» لبقية حياتها. أصبحت حياة هؤلاء النسوة حلم بعض الفتيات. كل ما عليكِ فعله هو العثور على «الأمير الساحر» كما في قصص أميرات ديزني، لتنعمي بالشهرة المفاجئة والثراء الفاحش، وتوفري سنوات من العمل المضني لكسب المال. ورغم أنّ الكثير من الفتيات لجأن إلى التقرّب من لاعبي كرة القدم للاستفادة من منافع الارتباط برجل يجني عشرات آلاف الدولارات في الأسبوع، إلا أنّ أخريات ظُلمن بسبب هذه التصرفات، التي تسببت بتنميط صورة النساء سلباً في أذهان الجماهير. فأصبحت أي امرأة ترتبط بلاعب كرة القدم، تُدفع بسرعة إلى هذا التصنيف السطحي، الذي يجعل الجماهير تعتقد أنها ترتاد الصالونات صباحاً، تقصد دور الأزياء ظهراً وتمرح في الحانات والملاهي الليلية مساءً. شهاداتها الجامعيّة وإنجازاتها المهنية تُضرب بعرض الحائط، إذ إنّ الأمر الوحيد الذي يعني الجمهور هو مقدار جمالها. على الفتاة تلبية المعايير الصارمة التي تم تعيينها لتحديد جمال الأنثى من رشاقة ونحافة وغيرها، ليقتنع الجمهور بأنها تستحق لقب صديقة اللاعب أو زوجته. والفضل بهذا يعود إلى وسائل الإعلام والصحف، التي تخصص مساحات كافية لنشر صور صديقات اللاعبين على الشاطئ، ولا تجد وقتاً للحديث عن اللاعبات أو الرياضيات المتميزات! والغريب أنه في كرة القدم يتم الحُكم على اللاعبين وتصنيفهم وفقاً لأدائهم في الملعب، إلا أنّ شريكاتهم يصنفن حسب مظهرهنّ. ورغم شيوع هذه الحالات، إلا أنّ هناك فئة من النساء برهنت العكس. كفة الميزان لم تعد ترجح لشركائهنّ اللاعبين. العديد من زوجات الرياضيين هنّ سيدات أعمال وصاحبات مسيرات مهنية فاقت نجاح نظيرها. لم تعد المرأة تعيش في ظل اللاعب، ولم تعد معتمدة عليه مادياً. دعمها له في المدرجات، تقابله مساندته لها في عملها. هكذا، كسرن بنجاح صورة الزوجة التي يجب أن تكون شبيهة بعارضة أزياء كي تحوز رضى الجمهور واهتمامه. والأمثلة على ذلك كثيرة.
فيكتوريا بيكهام

فكتوريا بيكهام

عملها الجاد كرائدة أعمال ومصممة أزياء هو ما جعلها في المرتبة الـ52 بين أثرى النساء في المملكة المتحدة، وواحدة من بين أقوى 100 امرأة في بريطانيا. زوجة اللاعب ديفيد بيكهام ليست مصممة وعارضة أزياء ومغنية فقط، بل كذلك مؤلفة، وحققت كتبها أفضل المبيعات. تمتلك بيكهام مجموعات إنتاج لأقمشة الدينم، إنتاج العطور ومجموعة للنظارات الشمسية بالإضافة إلى مجموعة من الفساتين الراقية. ويحاول ديفيد قدر الإمكان تقديم المساندة لزوجته عبر حضوره معها في الفعاليات الخيرية، أو في توقيع الكتب وفي عروض الأزياء. حازت بيكهام على جائزتي Glamour Magazine عام 2007.

آنا إيفانوفيتش

آنا ايفانوفيتش

لاعبة تنس صربيّة وزوجة اللاعب الألماني باستيان شفاينشتايغر. كانت آنا المصنفة الأولى عالمياً سابقاً، إذ أحرزت 15 لقباً، كما احتلت المركز الثاني في رولان غاروس عام 2007 وفي بطولة أستراليا المفتوحة عام 2008. غالباً ما ظهر «شفايني» في ملاعب التنس لتشجيع شريكته طويلة القامة (1.84 متر)، إلا أنها أعلنت اعتزالها اللعب عام 2016 بسبب الإصابات العديدة التي تعرضت لها. وكرمت الحكومة الصربية آنا على إنجازاتها بإصدار طابع بريدي يحمل صورتها.

شاكيرا
من لا يعرف قصة الحب القوية التي تجمع بين بيكيه وشاكيرا. شاكيرا مغنية بوب وروك كولومبية، ومن أشهر المغنيات اللاتينيات، إذ باعت أكثر من سبعين مليون ألبوم حول العالم، وحازت على العديد من جوائز الغرامي. خارج إطار عملها على الساحة الفنيّة، أسّست شاكيرا جمعيتها الخيريّة التي حملت اسم «الأقدام الحافية»، بُغيَة مساعدة الأطفال في موطنها كولومبيا للحصول على تحصيلٍ علميّ جيّد. كما عيّنتها منظّمة اليونيسف، سفيرةً للنوايا الحسنة وكرّمتها منظّمة الأمم المتّحدة عام 2010 نظراً إلى الجهود التي بذلتها في الأعمال الخيريّة.

ليزا مولر

ليزا مولر

تركز زوجة الألماني توماس مولر على رياضة الفروسية. إنها زوجة من نوع مختلف أثرت في اهتمامات زوجها أيضاً. ومنذ ارتباطها بمولر عام 2007، أصبح الألماني يهوى الخيول أيضاً. حصلت ليزا عام 2015 على الوسام الذهبي في بطولة دولية للفروسية، وهي تتدرب حالياً لدى البطلة العالمية السابقة إيزابيل فيرت، أعظم فارسة في تاريخ ألمانيا. عندما يسمح جدوله في بايرن والمنتخب الألماني، يرافق توماس مولر زوجته خلال فعاليات الفروسية، ويعتني بها وبخيولها، فكان معها في مهرجان الفروسية العالمي الشهير بمدينة آخن، كما كان حاضراً أيضاً في كأس العالم للفروسية في شتوتغارت، الذي شاركت خلاله ليزا في اختبارات بسيطة.

سارة كاربونيرو
تعمل زوجة حارس المرمى الإسباني إيكر كاسياس كمذيعة في قناة تيليسينكو وصحافية رياضية. فازت سارة بالعديد من الجوائز منها جائزة «غولدن غالان» سنة 2010 كأفضل مذيعة إسبانية، حيث رافقت بعثة المنتخب في مونديال جنوب أفريقيا. تملك كاربونيرو سلسلة مطاعم في مدريد تحمل اسم «سارة الكبيرة». ووصل أجرها السنوي عام 2013 إلى مليون يورو تقريباً، إذ ذكرت تقارير صحافية إسبانية أنّها تتقاضى من قناة «تيلي سانكو» راتباً قدره 600 ألف يورو، بالإضافة إلى 400 ألف يورو من الحملات الإعلانية التي تقدمها.

كولين روني
أثبتت زوجة الإنكليزي واين روني نجاحها في العديد من المشاريع التجارية المختلفة. بالإضافة إلى كتابة المقالات للصحف والمجلات الوطنية، قدمت كولين عرضاً تلفزيونياً خاصاً بها، يدعى «نساء كولين الحقيقيات»، والتي بحثت فيه عن غير عارضات الأزياء ليصبحن واجهات للحملات الإعلانية. أصدرت كتاباً حمل عنوان: مرحباً بكم في عالمي، إلى جانب DVD مخصص للتمارين الرياضية حقق أعلى نسب من المبيعات. عملت كولين كوجه إعلاني لعلامات تجارية كبرى، ويقدر صافي ثروتها بمبلغ 15 مليون باوند.