لاعبون بدون لحى وأقراط في الأذن ولا وشوم. لاعبون إيطاليون فقط. هذا ما يريده سيلفيو برلسكوني الرئيس السابق لنادي ميلان الإيطالي من فريقه الجديد، بعد استملاكه نادي مونزا (الذي تأسس في 1912) وذلك بحسب البيان الذي نشره النادي على موقعه الرسمي. مغامرة جديدة يخوضها برلسكوني بعد أن دامت مغامرته الأولى لـ30 سنة مع ميلان. لكنه هذه المرة، يُخرج كل ما في جعبته من أفكار لم يكن قادراً على إشهارها في ميلان. في 1986، تمكّن الرئيس الحالي لنادي الدرجة الثالثة الإيطالية (سيري سي) مونزا، سيلفيو برسلكوني من شراء نادي ميلان، وقال حينها الجملة التي لم ولن ينساها أي مشجع للفريق الإيطالي العريق: «سوف أجعل إيطاليا مشهورة بميلان». جملة قالها برلسكوني، ونفّذها تماماً، حيث أن النادي الإيطالي تمكّن من تحقيق الكثير من الألقاب الأوروبية والمحلية في الفترة التي كان فيها رئيساً. بطولات عدّة. أصبح النادي الذي يحتل المركز الثاني في عدد مرّات التتويج بلقب الدوري المحلي وبلقب دوري الأبطال (18 لقباً في الدوري و7 ألقاب لدوري أبطال أوروبا). صار من بين أهم الفرق الأوروبية والذي يحسب له ألف حساب قبل مواجهته.في 2017، انتهت هذه العلاقة. لم يعد برلسكوني قادراً على انتشال «فريق حياته» كما كان يصفه دائماً، من الأزمة المادية والفنيّة التي عانى منها «الروسونيري» في السنوات الماضية. عجز مادي منعه من سد الديون. برلسكوني، فكّر ألف مرّة قبل أن يتنحى. مستثمرون صينيون استحوذوا على الأسهم «الميلانية»، لكنهم لم يكونوا مؤهلين لتسلم فريق بحجم ميلان، فانتقلت ملكية النادي مرّة أخرى إلى صندوق الاستثمارات الأميركي «إيليوت»، والذي لا يزال حتّى الآن هو المالك الأول للفريق اللومباردي. ترك برلسكوني ذكريات جميلة وسيّئة في آن واحد مع تركه لميلان. لعلّ أبرز الذكريات الجميلة، جلوسه على مدرّجات السان سيرو في كل المبارات التي يخوضها العملاق الإيطالي وتفاعله الواضح مع كل فرصة وكل لحظة من دقائق المباراة. يشعرك برلسكوني بأنّه ليس رئيساً، بل مشجّعاً «ميلانياً» عادياً، يتفاعل ويشجع ويلقي الشتائم. أمّا بالنسبة إلى الأمور السلبية وهي أكثر من الإيجابيات، فتتعلق ببرلوسكوني نفسه. برلوسكوني السياسي الفاسد. في فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً، يظهر برلوسكوني داخل غرفة ملابس ميلان، يقوم بإعطاء مدرب الفريق اللومباردي حينها، اللاعب السابق بيبو انزاغي بعض التعليمات، تخص كيف يعلّم الفريق ولاعبيه الهجوم. وكان الجميع يردد خلفه ببلاهة.
سنة صافية، من دون أي تحركّات من قبل برلسكوني، بعد نجاة ميلان منه. لم نعد نسمع به. ولم نعد نرى ذراعه الأيمن أدريانو غاليانو، الذي لم يفارقه طوال الـ30 سنة في ميلان. في 2018، عاد «الثنائي المرح» للظهور في الصحافة الإيطالية من جديد. هذه المرّة من بوّابة فريق يقبع في الدرجة الثالثة، فريق مونزا. غيّر برلسكوني رداءه الأحمر والأسود، إلّا أن أفكاره لم تتغيّر وشخصيّته «الكوميديّة السوداء» لاتزال نفسها. في تصريحات له لصحيفة «غازيتا ديللو سبورت» الإيطالية، قال برلسكوني: «سيكون فريقاً شاباً، ومكوناً من لاعبين إيطاليين فقط، وفي حالة ارتكاب الأخطاء عليهم احترام الحكم، وأن يكونوا مثالاً رائعاً للالتزام في الملعب ويعاملونه كرجل نبيل». وأضاف: «كل لاعبي الفريق لن يتركوا لحيتهم أو يضعوا وشماً، ودائماً عليهم ارتداء الثياب على الموضة».