قبل أكثر من عامين، اشترى رئيس نادي الحكمة السابق وبيروت الحالي نديم حكيم رخصة نادي هوبس ـ صور لكرة السلة الذي كان ينشط في الدرجة الثانيّة، وحوّل اسمه إلى بيروت. في تلك الفترة كان حكيم قد طوى صفحة ترشحّه لرئاسة نادي الحكمة. ولد بيروت وفي العام 2017 فاز ببطولة ـ الدرجة الثانية، بعد أداء مميّز قدّمه حينها. الموسم الماضي كان بيروت الحصان الأسود في دوري الدرجة الأولى، فوصل منذ موسمه الأوّل إلى الدور نصف النهائي. تشكيلة شابة يقودها المدرّب باتريك سابا صاحب الخبرة الكبيرة في كرة السلّة اللبنانيّة. يدخل النادي البيروتي هذا الموسم بعد سلسلة تعاقدات جديدة، وعينه على اللقب.يقدّم نادي بيروت لكرة السلّة أداءً مميّزاً خلال المواسم الماضية. النادي البيروتي وصل منذ موسمه الأول إلى نصف نهائي بطولة لبنان بعد أن تغلّب خلال الموسم الماضي على أندية الصف الأوّل وهي الرياضي وهومنتمن والشانفيل والحكمة. منذ ترؤسه النادي رفض نديم حكيم أن يكون مشروعه في بيروت ناتج من رد فعل أو عدم رضى عن ما حصل معه خلال فترة ترؤسه لنادي الحكمة، والمشاكل الإدارية والمالية التي عصفت بالنادي «الأخضر» ولا تزال. لطالما أكّد حكيم أن الهدف من بيروت هو بناء مؤسسة تدوم طويلاً. مشروع البناء يبدو ناجحاً حتى الآن، فالنادي يقدم مستويات مميّزة، وبات رقماً صعباً في كرة السلّة اللبنانيّة. والأهم اليوم أن النادي افتتح مشاركاته الخارجية من بوابة البطولة العربية التي استضافها على أرضه خلال الأيام الماضية في مجمع الشياح الرياضي، وحقق المركز الثاني بعد أن خسر المباراة النهائية بصعوبة، أمام نادي الاتحاد السكندري المصري.
تعتبر جماهير الحكمة أن مجد نادي بيروت بناه لاعبو الحكمة السابقون


تشكيلة جديدة عمل على تركيبها المدرب باتريك سابا، تعاقد مع علي حيدر وشارل تابت من نادي الرياضي ـ بيروت، فيما تخلى عن لاعبه باسل بوجي لمصلحة الرياضي أيضاً. وتلقى النادي ضربة قويّة بعد أن تعاقد مع لاعب هومنتمن المميّز إيلي شمعون، على اعتبار أن الأخير أُصيب خلال مشاركته مع منتخب لبنان خلال تصفيات كأس العالم ومن المتوقع أن يغيب عن الملاعب لمدّة ستة أشهر على الأقل. ووقع بيروت أيضاً مع رالف عقل، ليتناوب مع ميغيل مارتينيز على المركزين (1 و2). ويعوّل النادي كثيراً على اللاعب علي حيدر في المركز (4)، خصوصاً بعد الأداء الكبير الذي قدمه في البطولة العربية، وفوزه بجائزة الهداف في البطولة.
على مستوى اللاعبين الأجانب، كانت مشكلة بيروت الموسم الماضي على صعيد لاعب الارتكاز، ولكن المدرب سابا عمل على ترميم هذا الخلل بعد أن تعاقد مع اللاعب المميّز كيلي هانت، والذي قدّم مستوى جيّداً في البطولة العربية الأخيرة، وبالتالي فإنه لا خوف أقله في المراحل الأولى من الدوري على المركز (5) في التشكيلة. وكان من المقرر أن يلتحق لاعب الحكمة السابق تيريل ستوغلين بنادي بيروت ليكون مع الفريق في الدوري، إلّا أن الأمور معلّقة بعد الإشكال الكبير الذي حصل مع ستوغلين مؤخرا في نهائي الدوري الفينزويلي. ويعتبر ستوغلين من أبرز الهدافين حيث بلغت معدلاته في الدوريات التي شارك فيها 22.9 نقطة، مع 5 تمريرات حاسمة في المباراة الواحدة. ولكن تبقى الخطورة في لعب ستوغلين بطريقة فرديّة، في حين أن المدرب باتريك سابا يعتمد على اللعب الجماعي، وذلك في حال عاد ووقع لنادي بيروت.


ومن أبرز نقاط الضعف في النادي البيروتي هو اللاعب الأميركي كريس كرافورد الذي وعلى رغم الأداء الجيّد الذي يقدمّه، إلّا أنه لا يخدم المجموعة. وخلال البطولة العربية الأخيرة بدا واضحاً أن اللاعب يفضل اللعب بأسلوب فردي على أسلوب الجماعي، وهو ما لم يعجب المدرّب سابا. وبحسب مصادر متابعة من المقرر أن يوقع نادي بيروت خلال الفترة المقبلة مع لاعب أجنبي بدلاً من كروفورد ليكون في مركز (2 ـ 3).
تشكيلة مكتملة الصفوف وضعها المدرب سابا، استفادت كثيراً من المباريات الكبيرة في البطولة العربية، ومن الاحتكاك مع أندية كبيرة، خصوصاً هومنتمن بيروت وسلا المغربي والاتحاد السكندري المصري. وتعتبر البطولة العربية خير تحضير لبطولتي الدوري والكأس، خصوصاً أن بيروت سيواجه هذا الموسم أندية صعبة مثل الرياضي المدجج بلاعبين لبنانيين على مستوى عال جدّاً، إضافة إلى نادي الشانفيل الذي يمتلك في صفوفه لاعبين مميّزين أمثال أحمد إبراهيم وفادي الخطيب. كما أن نادي هومنتمن سيكون من الأندية الصعبة هذا الموسم.
اقترب النادي البيروتي من إنهاء تحضيراته لبطولة الدوري، والأكيد أن المدرّب سابا سيستمر بأسلوبه المعتاد في السنوات الماضية، وهو الدفاع القوي والاعتماد على الهجمات المرتدة عبر لاعبين سريعين أمثال ميغيل مارتينيز وإيلي شمعون (بعد عودته من الإصابة)، كما اللاعبيْن الأجنبييْن، على قاعدة أن من يدافع يهاجم. وفي ظل وجود علي حيدر وشارل تابت وكيلي هانت في المركزين (4 و5) يمكن القول أن المدرب سابا يمتلك قوّى لا يمكن أن يستهان بها تحت السلّة.
أيّام قليلة على انطلاق الدوري، ستكون كافية للمدرب لتصحيح أخطاء البطولة العربية، ومراقبة تحضيرات بقية الأندية، خصوصاً هومنتمن والرياضي اللذين يشاركان في بطولة الحريري التي يستضيفها نادي الرياضي على أرضه في المنارة.

لا جماهير لبيروت
في وقت يقدم نادي بيروت مستويات ونتائج مميّزة جعلته يفرض نفسه رقماً صعباً بفترة قياسيّة، إلا أن النادي يعاني من أزمة عدم وجود قاعدة جماهيرية كبيرة تسانده. الجميع يعلم أن جماهير نادي الحكمة (الأكبر في لبنان) لا تتعاطف مع نادي بيروت حتى في المباريات التي لا يواجه خلالها الحكمة. تعتبر جماهير «القلعة الخضراء» أن بيروت ولد من رحم الحكمة، وأن انتعاشة بيروت الماليّة، والاستقرار الإداري كان يجب أن يكون في الحكمة وليس في أي مكان آخر. هكذا هي الجماهير وهكذا تفكّر، فالأهم بالنسبة لها أن ينجح فريقها. حتى أن أنصار الحكمة يعتبرون أن نجاحات بيروت بُنيت بجهد لاعبي الحكمة الذين خرجوا من ملعب غزير مع خروج نديم حكيم. تعاير جماهير الحكمة نادي بيروت بأنّه لا يمتلك قاعدة جماهيرية، والأكيد أن النادي لن يقدر على جذب جماهير الحكمة لأن «الحكماوي» لا يغيّر ناديه وهذا معروف. وبالتالي وبحسب جماهير الحكمة فإن إدارة بيروت الحالية، والتي كان بعضها من إداريي الحكمة سابقاً سيكون عليهم أن يتصالحوا مع فكرة أن النادي لن تكون لديه قاعدة جماهيرية كبيرة في الفترة المقبلة. وما سيؤثر في الفريق خلال الدوري سيكون عدم وجود جماهير تسانده كما الحال في ملعب المنارة، أو في ملعب مزهر، وبالتالي فإن بيروت لن يكون لديه لاعب سادس هذا الموسم أيضاً.


أجانب سوبر في النهائيات
يبدو المدرب باتريك سابا راضياً عن تشكيلته الحالية التي سيبدأ بها الدوري، ولكن بحسب مصادر سلّويّة فإن نادي بيروت لن يقع بأخطاء الموسم الماضي، وسيلجأ للتعاقد مع أجانب على مستوى عالٍ، في حال وصل النادي إلى الأدوار النهائية من الدوري (نصف نهائي ونهائي). وقالت المصادر أن المراحل النهائية من البطولة ستشهد تغيير عدد من الأندية للاعبيها الأجانب كما حصل مع الرياضي والشانفيل الموسم الماضي، وبالتالي سيكون بيروت مجبراً على التعاقد مع لاعبين (سوبر) للذهاب بعيداً في بطولتي الدوري والكأس. كما أنّه من المقرر أن يشارك بيروت في بطولات خارجية كبطولة دبي.