جميع الفرق الأوروبية من الممكن أن تمرّ بأزمة خلال الموسم، وهذا ما يحدث الآن مع أبرز الأندية، ريال مدريد في إسبانيا، مانشستر يونايتد في إنكلترا. ولكن أن يمرّ كبير ميونيخ، الذي سيطر على لقب الدوري الألماني في السنوات الأخيرة، والذي لم يلاقِ أيّة منافسة من باقي فرق الدوري، بأزمة محلّية، فهذا يعني بأن هناك مشكلة كبيرة يعيشها الفريق البافاري حالياً. لم يحقق فريق المدرب الجديد الكرواتي نيكو كوفاتش أي انتصار في آخر أربع مباريات للنادي في مختلف البطولات. تعادل أمام أوغسبورغ، خسارة أمام هيرتا برلين، تعادل جديد أمام أياكس أمستردام في الجولة الثانية من بطولة دوري الأبطال وعلى أرضيّة الـ«آليانز آرينا»، وخسارة كبيرة بثلاثية نظيفة على الملعب ذاته في الدوري أمام بوروسيا مونشنغلادباخ. أربع مباريات متتالية، لم يحقق فيها الفريق البافاري الفوز، ما يضع الكثير من علامات الاستفهام على أداء المدرب الجديد للفريق، مدرب نادي فرانكفورت الألماني السابق، كوفاتش. خلف المدرب كوفاتش، مدرباً يعتبر واحداً من أعظم المدربين الذي مرّوا في تاريخ النادي، المدرب الألماني الكبير يوب هاينكس. مدرب حقق الخماسية التاريخيّة مع البايرن في 2013، من بينها لقب دوري الأبطال على حساب غريمه التقليدي بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية التي أقيمت على أرضية الملعب الإنكليزي ويمبلي. مدرب له تاريخ كبير، حيث حقق لقب دوري الأبطال مع ريال مدريد في 1999. فأن تخلف مدرباً بحجم يوب هاينكس، مهمّة لن تكون سهلة بالنسبة إلى أي مدرب يأتي من بعده. المدرب الكرواتي، حقق لقب كأس ألمانيا الموسم الماضي، عندما تمكن من الانتصار على فريقه الحالي بايرن بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. بالإضافة إلى تحقيقه للقب كأس السوبر الألماني مع البايرن، عندما فاز على فريقه السابق فرانكفورت مع بداية هذا الموسم. انطلاقة البايرن كانت جيّدة نسبياً للدوري، إلا أنه سرعان ما دخل في عدّة مشاكل، أدّت إلى تقهقر الفريق وفقدانه صدارة الدوري لصالح الغريم بروسيا دورتموند.
فشل بايرن ميونيخ بتحقيق الفوز في 4 مباريات متتالية


المباراة الأخيرة في الدوري أمام «غلادباخ»، كانت بمثابة «النتيجة» التي أدّى إليها هذا المستوى الضعيف للنادي في المباريات السابقة. ثلاثة أهداف من دون رد، وفي الآليانز آرينا، نتيجة لم يتلقاها البايرن منذ مدّة طويلة. أصبح كوفاتش الذي يقود الفريق في موسمه الأول، في وضع لا يحسد عليه أبداً. بعد نهاية اللقاء، قال حارس المرمى الألماني مانويل نوير «بدأنا اللقاء بشكل جيد، ثم تلقينا الهدف الأول الذي باغتنا تماماً، وبعدها أصبحنا نركض خلف النتيجة، خلال استراحة الشوطين، قلنا بأنه يجب علينا أن نكرر ما قدمناه في بداية اللقاء لكننا فشلنا في ترجمة الفرص الكثيرة التي حصلنا عليها». ولم يكن موقف المدرب كوفاتش مغايراً لما قاله لاعبه نوير، إذ قال: «بدأنا المباراة جيداً في الدقائق العشر الأولى ثم قمنا بالكثير من الأخطاء الفردية، وتلقينا الأهداف بهذه الطريقة «الساذجة»، ثلاث تسديدات، ثلاثة أهداف». تصريح المدرب نوعاً ما يمكن وصفه بالـ«واقعي»، ولكن الاعتراف بالخطأ لا يبرره، ومن المتوقّع أن تكون مباراة بايرن ميونيخ المقبلة أمام فريق فولفسبورغ وفي ملعب «فوفلزفاغن آرينا»، بمثابة الفرصة الأخيرة لكوفاتش وللاعبين الذي فقدوا الثقة بمدربهم. ذكرت تقارير صحافيّة ألمانيّة، بأن صانع الألعاب الكولومبي للبايرن هاميس رودريغيز قد وجّه كلاماً حاداً لكوفاتش قائلاً: «نحن لسنا فرانكفورت!». من جهتها ذكرت التقارير ذاتها بأن الجناح الهولندي آريين روبين مستاء من عدم مشاركته بشكل مستمر. كلّها أمور، توضح للجميع بأن غرفة ملابس النادي البافاري غير مستقرة والثقة بين اللاعبين ومدربهم قد اهتزّت، ولكن لكل قصّة نهاية، وربّما تكون مباراة فولفسبورغ هي نهاية قصّة مدرب كرواتي لم يقدر على قيادة سفينة البايرن.
عودة «المارد الأصفر»
من جهته يعيش الغريم التقليدي للبايرن، بوروسيا دورتموند أفضل حالاته. ويتصدّر «المارد الأصفر» ترتيب الدوري بفارق أربع نقاط عن النادي البافاري، بعد أن حقق انتصاره الأخير على أرضه في «سيغنال إيدونا بارك» برباعية مقابل ثلاثة أهداف أمام أوغسبورغ. ويدين النادي للاعبه الإسباني المعار من برشلونة باكو ألكاسير الذي سجّل ثلاثة أهداف «هاتريك». ويشهد هذا الموسم تألّق الشاب الإنكليزي جيدين سانشو (18 عاماً) مع دورتموند، حيث يتصدّر قائمة أكثر صانعي الأهداف في الدوريات الخمسة الكبرى بواقع 7 تمريرات حاسمة (رغم عدم مشاركته سوى في المباراة الأخيرة أمام أوغسبورغ أساسياً).