يستضيف نادي بروسيا دورتموند الألماني، نادي موناكو الفرنسي في ثاني مباريات دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، على ملعب السّيغنال أدونا بارك في ألمانيا. مباراةٌ يطمحُ منها دورتموند إلى تعزيزه صدارة المجموعة بفوزٍ ثانٍ تواليّاً، فيما يطمح موناكو لاستعادة هويّته الغائبة هذا الموسم.موسمٌ رائع يعيشه بروسيا دورتموند. النادي يتصدّر الدّوري الألماني «بودسليغا» بعد أن استغلّ تعثّر بايرن ميونخ في الجولتين الأخيرتين. نتائج رائعة تمثّلت بتحقيقه أربعة انتصارات وتعادلين في الدّوري، ليكون الفريق الوحيد الّذي لم يهزم حتّى الآن في الدّوري الألماني. نتائج مميّزة على أرضه حقّق من خلالها العلامة الكاملة في الدّوري، بعد أن فاز بجميع مبارياته الّتي واجه بها كلّ من لايبزيغ، وإينتراخت فرانكفورت ونورنبرج. يدخل دورتموند اللّقاء في دوري الأبطال منتشياً بفوزين عريضين جاءا أمام نورمبيرغ وباير ليفركوزن توالياً، مسجّلاً أحد عشر هدفاً في مجموع المباراتين، وظهرت شخصيّة الفريق في المباراة الأخيرة، الّتي عاد بها دورتموند أمام ليفركوزن بعد أن كان متأخّراً بهدفين نظيفين حتّى الدّقيقة 65. أوروبيّاً، حقّق النّادي الألماني فوزاً مهماً في مواجهته الأولى أمام نادي بروغ، بعد أن سجّل لاعبه الأميركي كريستيان بوليزيتش هدفاً في الوقت القاتل.
منظومةٌ شابّة، يعوّل من خلالها النّادي على استعادة أيّام المجد. استعادة ماركو رويس لأدائه، أعاد قوّة الفريق الألماني، مع تألّق لاعبه الأميركي كريستيان بوليزيتش والإنكليزي جيدين سانشو. ويأمل الأنصار بإعادة تحقيق إنجاز موسم 2013، عندما حقّق النّادي مركز الوصافة في دوري أبطال أوروبا.
مباراةٌ يخوضها الفريق الألماني وهو في أفضل حالاته، بينما فريق الإمارة الفرنسية يعيش أسوأ فتراته. وسيسعى دورتموند من خلال هذه المباراة إلى الثّأر بعد المواجهة الأخيرة التي جمعت الفريقين وصبّت لمصلحة أبناء ليوناردو جارديم. إذ التقى الفريقان في موسم 2016 في ربع نّهائي دوري أبطال أوروبا، وفاز موناكو وقتها ذهاباً بنتيجة 3-2، بفضل لاعبه الشّاب كيليان مبابي الّذي سجّل هدفين في تلك الأمسية، فيما عاود الفوز على أرضه أيضاً بنتيحة 3-1، ليصعد موناكو وقتها إلى نصف النّهائي بعد أن أقصى دورتموند بمجموع 6-3. تغييرات كثيرة حصلت منذ ذلك الوقت في الناديين. جاء عدد من المدربين إلى دورتموند في السّنتين الأخيرتين، كما شهد النادي تغييرات كبيرة، فعاد «المارد الأصفر» إلى الواجهة من جديد. أمّا في موناكو فالمستوى تراجع هذا الموسم نتيجة بيع نجوم الفريق، كما أن موناكو يبدو مستسلماً، تاركاً السّاحة المحليّة لباريس سان جيرمان.
يعيش موناكو أحد أسوأ مواسمه على الإطلاق في الدّوري الفرنسي، النّادي الّذي فاز ببطولة الدّوري الفرنسي موسم 2016/2017، يقبع اليوم في المركز الثّامن عشر بستّ نقاط وفوزٍ واحد في بداية الدّوري، بعد 7 تعثّرات توالياً، إضافةً إلى خسارته مباراته الافتتاحيّة على أرضه في دوري الأبطال أمام أتليتيكو مدريد الإسباني بنتيجة 2-1. نتائج مخيّبة سبقها خسارة «مهينة» قبيل بداية الدّوري، حيث مني نادي الإمارة بخسارة مدويّة عندما واجه باريس سان جيرمان في كأس السّوبر، والّتي انتهت بخسارة فريق الإمارة 4-0.
موسمٌ متخبّطٌ يعيشه موناكو، جاء نتيجة سياسة الإدارة الاقتصاديّة، الّتي ارتأت استقطاب المواهب الشّابّة وتطويرها، ثمّ بيعها بأسعارٍ خياليّة، خير طريقة لكسب المال، حيث استطاع النّادي تطوير مواهب مثل أنطوني مارسيال، جايمس رودريغز، كيليان مبابي وتوماس ليمار، ثمّ بيعها لكبار أوروبا بمبالغ «فلكيّة». نتائج متردّية في الدّوري، قد يكون سببها أيضاً قلّة خبرة الفريق وعدم تجانسه إلى الآن، إذ يبلغ معدّل أعمار الفريق 22 عاماً، في ظلّ عدم وجود أسماء خبيرة عدا راداميل فالكاو، وكاميل غليك ودييغو بيناليو.
مباراةٌ مصيريّة قد تحمل معها خبر الإقالة، لمدرّب الفريق الفرنسي ليوناردو جارديم في حال الخسارة، حيث سيصعب بعدها التّأهّل إلى دور المجموعات الموسم المقبل، فيما يأمل دورتموند باستكمال موسمه المميّز الخالي من الهزائم، وتعزيز نسبة التّأهّل لدور الـ16، عندما يستضيف موناكو على أرضه وبين جماهيره.