سيكون عشاق كرة القدم الأوروبيّة على موعد مع سهرة كرويّة «دسمة» عندما يحلّ نادي فالنسيا الإسباني ضيفاً ثقيلاً على نادي «الشياطين الحمر» مانشستر يونايتد مساء اليوم على ملعب أولد ترافورد. المواجهة لا تقبل القسمة على اثنين، خاصة بالنسبة إلى المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بعد النتائج السيئة التي يقدمها مؤخراً، والتي كان آخرها الخسارة الكبيرة أمام ويستهام يونايتد في لندن قبل أيّام بثلاثة أهداف لواحد.يدخل نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي اللّقاء مع فالينسيا بأسوأ أحواله، نتائج مخيّبة للفريق، تلتها مشاكل حول إدارة سوق الانتقالات، ثمّ مشاكل بين المدرّب واللّاعبين، أدّت إلى أسوأ بداية للشّياطين الحمر في الدّوري الإنكليزي الممتاز منذ 27 عاماً. تفاقمت المشاكل في ما بعد، بعد خروج اليونايتد من كأس الرّابطة الإنكليزيّة على يد ديربي كاونتي، وقد يساهم التّعثّر في دوري الأبطال بخروج مورينيو خارج «مسرح الأحلام».
أسلوبٌ دفاعي بحت، بغضّ النّظر عن المنافس ومكان المباراة، نهجٌ اتّبعه المدرّب البرتغالي منذ وصوله للإشراف على تدريبات واحد من أهم الأندية الإنكليزية والعالمية. هذه الفلسفة لاقت مشاكل جمّة مع لاعبي الفريق والجماهير، خاصّةً أنّ أسلوب مورينيو الدّفاعي لم يجلب النّتائج المرجوّة، وقد جعل من اليونايتد أحد أسوأ الأندية الإنكليزيّة دفاعيّاً، بعد أن استقبلت شباكه 12 هدفاً في 7 مباريات، ما جعله يقبع في منتصف الجدول، محتلّاً المركز العاشر، برصيد 10 نقاط.
لا شيء يشفع لمورينهو، كلّ الطّرق أُغلقت في وجهه، أو بالأحرى أَغلقها هو بوجه نفسه، فيما يظلّ فالنسيا الطّريق الوحيد الّذي قد يعود منه الـ «سبيشيل وان» إلى الطّريق الصّحيح. لا يخفى على أحد غضب لاعبي اليونايتد من أسلوب مورينيو، إذ ظهرت بعض الحساسيّات بين المدرّب ولاعبه الفرنسي بول بوغبا، بعد أن انتقد هذا الأخير أسلوب المدرّب الدّفاعي أمام وسائل الإعلام، وهذا الأمر جعل مورينيو ينزع منه شارة القيادة، ويبقيه فترةً على مقاعد البدلاء. الخلافات بين المدرب ونجم الفريق لم تَرُق للعديد من اللاعبين الذين انقسموا هم أيضاً بين داعم للمدرب، وداعم للاعب. حتى أن جماهير أولد ترافورد بدأت تطالب برحيل مورينيو عن النادي بسبب النتائج السلبيّة، وهي الجماهير ذاتها التي طالبت قبله برحيل دايفيد مويز ولويس فان خال، علّها تستعيد فرحة الانتصارات الغائبة منذ رحيل السير أليكس فيرغسون.
وفي ظلّ الأجواء المتوتّرة في النّادي، والّتي تفاقمت بعد الهزيمة الأخيرة أمام ويستهام يونايتد بنتيجة 3-1، لاحت في الأفق أخبار تشير إلى اقتراب المدرّب الفرنسي زين الدّين زيدان من تدريب مانشستر يونايتد، خلفاً لمورينيو في حال إقالته. تتأمّل الجماهير بأن ينجز زيدان ما قام به مع ريال مدريد. ظروفٌ مشابهة عاشها المدرّب الفرنسي فور قدومه إلى «الميرينغي»، تمثّلت بغضب عارم في غرفة الملابس بين اللّاعبين والمدرّب السّابق رافا بينيتيز، وبالنّتائج المتردّية، ومع ذلك، استطاع زيدان وقتها السّيطرة على غرفة الملابس، وتكوين منظومة متوازنة جلبت كأس دوري أبطال أوروبا في نهاية موسمه الأوّل، تلاها كأسان آخران لنفس المسابقة، ولقب الدّوري الإسباني، إضافةً إلى تحقيقه لقب السّوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية في مناسبتين، ولقب السّوبر الإسباني في مناسبة واحدة، وتأمل الإدارة حسم الصّفقة سريعاً لاستعادة شيء من هيبة اليونايتد المفقودة. على مستوى اللاعبين، ستكون مباراة فالنسيا عاطفيّة للّاعب خوان ماتا، الّذي سيواجه فريقه السّابق، في المباراة المصيريّة الّتي من الممكن أن تكون الأخيرة في مسيرة مورينيو مع اليونايتد.
على الجانب الآخر، يعيش فالنسيا أحد أسوأ مواسمه على الإطلاق. مفاجأة الموسم الماضي، والّذي بدأ موسم 2017 ـ 2018 كمنافس حقيقي على اللّقب، وأنهى الموسم بالتّأهّل إلى دوري أبطال أوروبا، بعد أن احتلّ المركز الرّابع، يعيش اليوم أوضاعاً صعبة.
«الفريق العظيم» كان أحد أفضل الفرق العالميّة في مطلع الألفيّة، خسر نهائيّي دوري الأبطال أمام كلّ من ريال مدريد وبايرن ميونخ عامي 2000 و2001، واستطاع تحقيق لقب الدّوري الإسباني مرّتين بين عامي 2001 و2004، وعلى الرّغم من تأهّله إلى دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي بعد غياب ثلاثة مواسم، إلّا أنّ الفريق يمرّ اليوم بفترات صعبة، تجلّت بعد أن فاز مرّة واحدة خلال هذا الموسم، خسر مرّة واحدة، وتعادل خمس مرّات، ليحتلّ المركز الرّابع عشر بثمان نقاط بعد مضي سبع جولات من عمر الدّوري الإسباني. يعاني الفريق من عدّة إصابات، أبرزها إصابة سانتي مينا وفيران توريس، اللّذين لم يُستدعيا للمباراة، فيما سيعود كلّ من إيزيكيل غاراي، كريستيانو بيتشيني ولويس غايا، بعد أن غابوا عن المباراة الأخيرة أمام ريال سوسيداد، والّتي شهدت على الفوز الأوّل والوحيد للـ«خفافيش»، ما سيعطي دفعة قويّة للنّادي الإسباني كي يفوز في المباراة، ليتمسكّ بأمل التّأهّل إلى دور الـ16، بعد أن مُني بهزيمة في المباراة الأولى أمام يوفنتوس، على أرضه وبين جماهيره.
التقى الفريقان ستّ مرّات في دوري الأبطال، ومرّتين في الدّوري الأوروبي، فاز فالنسيا في مباراة واحدة، مقابل فوز اليونايتد في مباراتين، وسيطر التّعادل على خمس مرّات في تاريخ المواجهات. مباراة كبيرة، بين فريقين كبيرين تاريخيّاً، يعيشان أحد أسوأ مواسهما على الإطلاق. فوزٌ قد يشكّل طوق النّجاة لأحد المدرّبين، وانطلاقة جديدة للفريقين بحثاً عن استعادة التّوازن للعودة إلى الطّريق الصّحيح.