فرض نادي الراسينغ التعادل على بطل لبنان العهد بهدفين لمثلهما، مهدّداً صدارته قبل لقاء النجمة وطرابلس غداً الثلاثاء والبقاع الرياضي والسلام زغرتا بعد غد الأربعاء. تعادلٌ هو الأول بين الطرفين منذ كانون الثاني/ يناير 2015، ليصل «الأصفر» إلى مباراته الـ 28 من دون خسارة، ويجمع رضا عنتر نقطته الـ 26 في الدوري. وفي صور، حقق الأنصار فوزه الأول بعد تغلّبه على التضامن بحضور جماهيري هو الأكبر في المباريات الأربع التي لُعبت منذ بداية هذه الجولة، فيما أسقط الشباب الغازية ضيفه الصفاء، ليزيد من متاعب المدرب الروماني تيتا فاليريو، بينما جدد الإخاء الأهلي عاليه فوزه على شباب الساحل.على ملعب مجمّع فؤاد شهاب الرياضي في جونية، أوقف الراسينغ ضيفه العهد، فارضاً عليه التعادل بهدفين لمثلهما، بعدما كان «الأصفر» متأخراً بهدفين للمرة الأولى في الدوري منذ خسارته أمام الأنصار 2-4 في الموسم ما قبل الماضي. مبدأ المداورة الذي يعتمد عليه المدرب باسم مرمر ساهم كثيراً في تلقّي فريقه هدفين في بداية المباراة، لأول مرة بعد تعادله مع النجمة في افتتاح الموسم الماضي. التشكيلة التي دخل فيها المباراة كانت جديدة من حيث الأسماء، وغريبة من ناحية تغيير المراكز. ربيع عطايا ومصطفى كساب أساسيان، والغاني عيسى يعقوبو في مركز الجناح الأيمن، فيما بقيَ السوري أحمد الصالح ومحمد حيدر وأحمد زريق على مقاعد الاحتياط، كما أن الفريق افتقد المهاجم محمد قدوح بداعي الإصابة. المدرب رضا عنتر غيّر هو الآخر في تشكيلته التي خسرت أمام البقاع الرياضي، فأشرك علي فحص المُعار من العهد في مركز الظهير الأيسر، ووضع طارق حلّوم إلى جانب سيرج سعيد في الوسط، معتمداً على حسين السيد كظهير أيمن. بواقعية تعامل مدرب الراسينغ مع المباراة. ترك المهاجم النيجيري إيمانويل أونييكا وحده في الهجوم، يسانده خضر سلامة، وحاول إغلاق المنافذ على ظهيري العهد. اُسلوب لعب الأخير لم يكن اعتيادياً. عرضيّات من الجهتين اليمنى واليسرى بوجود البلغاري مارتن توشيف في مقدّمة الهجوم، ومحاولات عقيمة من ربيع عطايا باختراق الوسط. ومن الهجمة الأولى، تمكّن سلامة من تسجيل هدف التقدّم للراسينغ، بعدما تسلم تمريرة من أونييكا على خط المنطقة، مسدداً بقوة على يمين الحارس مهدي خليل في الدقيقة (27). هدفٌ اعترض عليه لاعبو العهد بسبب وجود المهاجم النيجيري خارج الملعب وقطعه الكرة من أمام حسين زين. خمس دقائق مرّت، كان لاعبو العهد يحاولون فيها تعديل النتيجة سريعاً، قبل أن يُباغتهم أونييكا بهدفٍ ثانٍ، عقب مروره عن المدافع خليل خميس بعد كرة طويلة أرسلها يوسف الحاج. تشكيلة مرمر الجديدة تغيّرت مرات عديدة خلال الشوطين الأول والثاني، فوضع يعقوبو في مركز الجناح الأيسر، وأعاد عطايا إلى اليمين، معطياً الإشارة لحسين منذر بالتقدّم أكثر، قبل أن يعيد يعقوبو إلى مركزه الأول في وسط الملعب بعد دخول محمد حيدر، مغيّراً الرسم التكتيكي من 4-3-3 إلى 3-4-3 مع مشاركة السوري الصالح. ما عجز عنه لاعبو العهد طوال 68 دقيقة، فعله البديل أكرم مغربي الذي حصل على ركلة جزاء بعد خطأٍ من الروماني أندريه فيتيلارو، سجّل منها توشيف هدف تقليص الفارق، ورفع رصيده الشخصي من الأهداف إلى أربعة أهداف في الدوري. هبوط مستوى اللياقة البدنية لدى لاعبي المضيف، وعدم التغطية الصحيحة للمتقدّم حسين دقيق، سمحا له بتسجيل التعادل بتسديدة (على الطاير) في زاوية الحارس هادي خليل، الذي دخل مرماه هدفين، كأخيه مهدي. بعدها بدقائق، أنقذ الأخ الأصغر فريقه من هدفٍ ثالثٍ للعهد بعد تسديدة ذكيّة من محمد حيدر حاول وضعها خلف حارس الراسينغ، لكن الأخير أهدى فريقه تعادلاً ثميناً قبل لقاء الشباب الغازية.
مهاجمو التضامن صور لم يظهروا حتى الدقيقة الأخيرة


في مدينة صور، كان الأنصار يبحث عن تعويض انطلاقته المتعثّرة أمام النجمة، والتغلّب على الفريق الذي هزمه في إياب دوري الموسم المنصرم، وكان له ما أراد بالنتيجة عينها التي تكبّدها في كانون الثاني الماضي. بالتشكيلة نفسها التي خاضت اللقاء السابق، مع استبدال الحارس ربيع الكاخي بحسن مغنية، دخل «الأخضر» المباراة مدعوماً بجمهورٍ كبير أمام التضامن الذي افتقد كابتن الفريق بلال حاجو بداعي الإصابة. الفريق الصوري اعتمد كعادته على التكتّل الدفاعي والهجمات المرتدة، فيما كان لاعبو الأنصار يحاولون تسجيل هدفٍ مبكر لفتح الملعب الذي اُغلق أكثر مع خروج المهاجم الغاني ستيفان سارفو بسبب الإصابة. محاولات الفريق الضيف لم تنجح حتى ارتكب المدافع السنغالي داودا ديوب خطأً في منطقة الجزاء في الدقيقة 67، بعدما لمس الكرة بيده، مهدياً الأنصار ركلة جزاء سجّل منها التونسي حسام اللواتي الهدف الأول، أتبعه عباس عطوي «أونيكا» بهدفٍ ثانٍ بعد ثلاث دقائق، بتصويبة على يسار المرمى، مستثمراً عرضية نصار نصار. مهاجمو التضامن صور لم يظهروا حتى الدقيقة الأخيرة، حين ارتطمت كرة البديل عنتر بالعارضة، وحاول الغاني كوفي يبواه إيداعها في الشباك، لكن الحارس مغنية تصدّى لتصويبته. هكذا نجح الأنصار في تحقيق أول فوزٍ له خارج أرضه، قبل أن يلعب مع الراسينغ في جونية والبقاع الرياضي في النبي شيت وطرابلس على أرضه والسلام زغرتا في الشمال في المراحل اللاحقة.
لم يسبق للصفاء أن فشل في تحقيق أي انتصارٍ في أول اُسبوعين من الدوري منذ موسم 2009-2010، حين جمع نقطتين أمام النجمة والتضامن صور. تسعة أهدافٍ دخلت شباك الفريق أمام العهد والشباب الغازية في أول مباراتين، العدد عينه الذي تلقّاه الفريق في المباريات التسع الأولى من الموسم الماضي. حامل اللقب قبل ثلاثة مواسم مرّ بضائقةٍ ماديّة وإدراية لم تمنعه من البقاء منافساً، إلا أن انطلاقته هذا الموسم هي الأسوأ، على الأقل في السنوات العشر الأخيرة، رغم انتخاب إدارة جديدة وتعيين مدرب هو الأكثر نجاحاً بين مدرّبي الدوري، واستقدام 14 لاعباً جديداً. بعد السقوط الكبير أمام العهد بستة أهدافٍ دون رد، خسر الصفاء مباراته الثانية أمام الشباب الغازية 1-3 على ملعب صيدا البلدي. تشكيلة المدرب غاب عنها قائدا الفريق علي السعدي ومحمد زين طحان، إلى جانب الحارس محمد طه، فيما لم يُعرف ما إذا كان قرار إبعاد الثلاثي عن المباراة بقرارٍ من الجهاز الفني والإدارة، علماً بأنهم شاركوا في التمارين. سقوط الصفاء سمح للغازية بأن يحقق فوزه الأول في الدرجة الأولى بعد 23 مباراة. فوزٌ يدين به الفريق للعاجي كيكي جان كريستيان والغاني أنتيري مالك، اللذين سجلا الأهداف الثلاثة في الدقائق 6 و23 و41، في حين سجّل الكاميروني إرنست أنانغ هدف الصفاء الوحيد في الدقيقة 24.
وعلى ملعب العهد، تغلّب نادي الإخاء الأهلي عاليه على شباب الساحل بهدفٍ دون رد. هدف اللقاء الوحيد سجّله البديل خالد تكه جي بعد دقيقتين على انطلاق الشوط الثاني. ولم يصنع لاعبو الطرفين فرصاً مهمة، ليكتفي الفريق الجبلي بهدفٍ وحيد مشاركاً العهد الصدارة، فيما تكبّد الساحل خسارته الأولى، من دون أن يتمكّن من رد الدين للإخاء، بعد خسارته أمامه في الأسبوع الأخير من الموسم ما قبل الماضي قبل هبوطه إلى الدرجة الثانية.
يذكر أن هذه الجولة ستستكمل غداً الثلاثاء وبعد غد الأربعاء بلقاء طرابلس مع النجمة والبقاع الرياضي مع السلام زغرتا على أرض الأخير في المرداشيّة.



الثلاثينيّون يتألّقون
أهداف اللاعبين اللبنانيين الأربعة التي سجّلت في المباريات الأربع الأولى من الاُسبوع الثاني، سُجّلت جميعها عبر اللاعبين الذين تخطّوا سن الـ 30. خالد تكه جي قاد الإخاء الأهلي عاليه للفوز على الساحل بتسجيله هدف اللقاء الوحيد بعد دخوله بديلاً في الشوط الثاني، وعباس عطوي «أونيكا» أضاف الهدف الثاني في مباراة الأنصار والتضامن صور، فيما وضع خضر سلامة الراسينغ في المقدّمة بتسجيله هدف فريقه الأول بمواجهة العهد، وعادل حسين دقيق النتيجة لفريقه العهد أمام الراسينغ. المباريات شهدت مشاركات عدّة لاعبين تتخطى أعمارهم عتبة الثلاثين عاماً هذا الموسم، كعطوي وعلي الأتات في شباب الساحل، وأحمد القرحاني وحسن هزيمة ومحمد الموسوي ومالك الموسوي في البقاع الرياضي، وسلامة ومحمد صادق وسيرج سعيد في الراسينغ، وعلي ليلا وحمزة سلامة ومحمد سنتينا مع الغازية، فيما لم يكن حضور اللاعبين الشباب كبيراً، إذ كان أبرزهم يوسف الحاج وعلي فحص وهادي خليل في الراسينغ، وحسين منذر ومحمد قدوح في العهد، وعلي بحر وهادي مرتضى في التضامن، وشاكر وهبي في الإخاء.