لم ولن تتوقّف مباريات النادي الملكي ريال مدريد الصعبة هذا الموسم، سواء في الدوري والكأس المحليين أو المسابقات الأوروبيّة. بعد الخسارة الأخيرة و«المذلة» إذا صح التعبير للفريق الأبيض ولمدربه غولين لوبيتيغي أمام النادي الأندلسي إشبيلية، يستقبل ريال مدريد اليوم ثاني الترتيب العام في الدوري الإسباني على أرضيّة ملعبه ومعقله سانتياغو بيرنابيو، الفريق الذي يعيش الآن «صحوة»، بعد بداية سيئة في الليغا، قطب العاصمة الثاني أتلتيكو مدريد «العنيد». ربّما ستكون هذه المباراة الأصعب بالنسبة إلى الفريق الذي حتّى الآن لم يصنع لنفسه شخصيّة، كان قد افتقدها منذ رحيل هدافه التاريخي البرتغالي كريستيانو رونالدو، وبشكل مباشر وأكثر وضوحاً، منذ رحيل مدرب الفريق السابق، الفرنسي زين الدين زيدان. على أرضية الملعب، وحتّى هذه اللحظة، لم يلحظ مشجعو النادي الملكي بأن فريقهم يسير على السكة الصحيحة، بل إن الأمور تذهب بعكس ذلك تماماً. ريال مدريد تائه، ولم يجد نفسه حتى الآن.خسارة ريال مدريد الأخيرة في ملعب سانشيز بيثخوان، ليست مجرد خسارة وحسب، بل إنها تحمل أكثر من علامة سلبيّة جانبية بالنسبة إلى الفريق. أولاً، خط دفاع الـ«ميرينغي» كان مهزوزاً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، كيف لا وقد تلقت شباك الفريق ثلاثة أهداف في شوط واحد. ماذا يمكن أن يعني ذلك؟ ببساطة، الأمور واضحة، الدفاع ليس مطمئنَاً وعلى لوبيتيغي أن يتجاهل أفكاره الهجومية، غير مكترث لما قد يكلّفه من خسائر على الصعيد الدفاعي. شهدت مباراة ريال مدريد الأخيرة، دخول المهاجم الدومينيكاني ماريانو دياز بديلاً من المهاجم الفرنسي كريم بنزيما. لم يقدم دياز ما يمكن ذكره، إلّا أن تحركاته تبرهن يوماً بعد يوم، أن هذا اللاعب الشاب سيصبح ذا شأن في السنوات المقبلة، ويجب على المدرب لوبيتيغي إعطاءه فرصاً أكبر ودقائق أكثر من اللعب. نأتي إلى النجم الإسباني ماركو أسنسيو، لاعب شاب وموهوب، بل إنه من الممكن تصنيفه من بين أفضل خمس مواهب في العالم، لكن مشكلته الوحيدة والكبيرة في الوقت عينه، عدم الثبات في المستوى. يقدم أسنسيو في بعض المباريات أداءً يجعل الجماهير تشعر بأنه من «طينة اللاعبين الكبار»، ولكن في مباريات أخرى، يعود ليصبح لاعباً عادياً لا يمكن الاعتماد عليه. وبلغة كرة القدم، لا يكون اللاعب الذي يحمل الفريق على ظهره.
اللاعب الوحيد اليوم في الفريق الملكي الذي يمتلك هذه الخاصية، هو البرازيلي كاسيميرو، ثبات في المستوى في كل المباريات، ولكن هذا لا يكفي لتحقيق البطولات. خاصة أن ريال مدريد بعد رحيل كريستيانو رونالدو، يجب بحسب العديد من المحللين أن يتحول إلى فريق المجموعة، وليس فريق النجم الواحد غير الموجود.
يعاني ماركو أسينسيو من عدم ثبات في المستوى


من جهته يعيش «الروخي بلانكوس» أتلتيكو مدريد أفضل فتراته في الآونة الأخيرة، فقد حقق فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني ثلاثة انتصارات متتالية، من بينهم الانتصار في ملعب لويس الثاني على نادي الإمارة الفرنسية موناكو بهدفين مقابل هدف. تشكيلة الفريق الثاني في العاصمة الإسبانية مدريد جاهزة ومن دون إصابات. سيدخل المدرب دييغو سيميوني اللقاء الأهم أمام الريال بتشكيلة كاملة، وبلاعبيه الأساسيين المعتادين على أجواء الديربي. آخر مباراة جمعت بين الفريقين، كانت في كأس السوبر الأوروبي مع بداية الموسم الحالي، والتي حقق فيها «الأتلتي» انتصاراً كبيراً بأربعة أهداف مقابل هدفين للريال. كل من دييغو كوستا وأنطوان غريزمان بطل العالم مع منتخب بلاده فرنسا، سيكونان جاهزين للموقعة التي لطالما حبّذا التسجيل فيها. وبالتالي فإن القوة الضاربة في الهجوم، ستسبب مشاكل كبيرة لدفاع النادي الملكي.
وفي مباراة ثانية في هذه الجولة، يستضيف النادي الكاتالوني برشلونة في ملعبه الكامب نو فريق عنيد ومن الممكن أن يبعثر أوراق المدرب أرنستو فالفيردي أكثر من ما هي مبعثرة، الفريق الباسكي أتلتيك بلباو. تعادل وخسارة في الجولتين الأخيرتين لبرشلونة. نتائج لم نعتد عليها من قبل «البلاو غرانا»، خصوصاً أن الفريق أنهى الموسم الماضي في الدوري الإسباني بخسارة وحيدة طوال 38 مباراة. ما حدث في مباراة جيرونا، وفي مباراة الفريق الأخيرة أمام ليغانيس، ليس بالجديد بالنسبة إلى النادي الكاتالوني. فدائماً ما كان الفريق مهزوزاً من الناحية الدفاعيّة، وقائد هذا «الزلزال الدفاعي» الذي عصف ببرشلونة في المباراتين الأخيرتين، جيرار بيكيه. يجب بحسب العديد من المراقبين على المدرب فالفيردي والذي بدوره لم يستقر على تشكيلة وأسماء محددة منذ بداية الموسم، أن يمتلك القليل من شجاعة المدرب الذي بإمكانه أن يُجلس لاعباً لا يقدّم مستوى جيداً على مقاعد البدلاء. ومن بين هؤلاء اللاعبين، بيكيه والـ«متراخي» لويس سواريز الأوروغواياني.
سيكون الاعتماد الأول كالعادة على نجم الفريق الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي يحتل المركز الثاني في ترتيب هدافي الدوري برصيد خمسة أهداف خلف البرتغالي أندريه سيلفا مهاجم إشبيلية. استعاد الفريق الكاتلوني خدمات لاعبه البرازيلي مالكوم دي أوليفيرا، لاعب بوردو الفرنسي السابق، والذي دخل مكان الشاب الفرنسي عثمان ديمبيلي في المباراة الأخيرة للفريق. مباريات صعبة ستكون لكبيري إسبانيا، الريال يستضيف الأتلتيكو في الديربي الكبير، والبارسا يستضيف الباسكيين متمثلين بأتلتيك بلباو. مباريات ستحمل معها الكثير من الأجوبة لأسئلة الجولة الماضية التي وُجّهت لمدربي الفريقين، فالفيردي ولوبيتيغي.
وفي باقي المباريات يلتقي إيبار مع إشبيلية وريال سوسيداد مع فالنسيا يوم السبت، أما يوم الأحد فيلتقي هويسكا مع جيرونا، وفياريال مع بلد الوليد، ليفانتي مع ديبورتيفو ألافيس، إضافة إلى ريال بيتيس وليغانيس.



زيدان يُقرّب مبابيه من الريال
أعلن موقع «تريبونا» الإسباني أن المدرب الفرنسي زين الدين زيدان نصح مواطنه كيليان مبابيه، نجم باريس سان جيرمان، بالانتقال إلى ريال مدريد، في أقرب وقت ممكن. وأشار الموقع إلى أن زيدان التقى مبابيه، قبل أيّام في حفل الفيفا في العاصمة الإنكليزية لندن. وقال زيدان لأفضل لاعب شاب في مونديال روسيا الأخير «مبابيه، عليك اللعب في فريق ريال مدريد». يذكر أن ريال مدريد حاول أكثر من مرة، الحصول على خدمات مبابيه، خاصة في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، لتعويض رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى نادي يوفنتوس الإيطالي. يُشار إلى أن كيليان مبابيه يرتبط بعقد مع باريس سان جيرمان الفرنسي يمتد حتى عام 2022، بينما تبلغ القيمة السوقية للاعب، نحو 150 مليون يورو.