استهل نادي الرياضي بيروت حملة الدفاع عن لقبه الآسيوي بخسارة قاسية من نادي ألفاريك طوكيو بطل اليابان بنتيجة (87 ـ 76)، في المباراة التي جمعت الفريقين ضمن المرحلة الأولى من بطولة آسيا لكرة السلّة والتي تستضيفها تايلاند. خسارة المباراة الأولى تفرض على ممثل لبنان والعرب الفوز بالمباراتين المتبقيتين ليحجز مكانه في نصف النهائي الآسيوي للمرة الثالثة على التوالي، بعدما حل وصيفاً في الموسم ما قبل الماضي، وأحرز اللقب في الموسم الماضي مع المدرب الحالي للفريق أحمد فرّان.مباراة قويّة قدمها نادي الرياضي بيروت في مستهل مشواره الآسيوي، ولكن بعض الأخطاء الصغيرة وعدم الانسجام بين اللاعبين أدت إلى خسارة اللقاء لحساب نادي ألفاريك طوكيو بطل اليابان. تأثّر نادي المنارة بغياب صانع الألعاب المميّز وائل عرقجي الذي لم يتعافَ من إصابته بقطع في الرباط الصليبي بعد، كما ترك غياب المدافع القوي جان عبد النور بداعي الإصابة (كسر في الإصبع) فراغاً كبيراً في خط الدفاع. وأكّدت المباراة الأولى من بطولة آسيا، أن حامل لقب الموسم الماضي بحاجة ماسّة إلى لاعب ارتكاز صريح للدفاع عن لقبه. والأكيد أن ما تحدّث عنه المدرب فرّان قبل اللقاء كان من أسباب الخسارة، وهو سوء التحضير نتيجة الإصابات، وانشغال بعض اللاعبين مع منتخب لبنان في تصفيات كأس العالم.
بداية اللقاء كانت ضعيفة من النادي البيروتي، وخاصة من قبل صانع الألعاب المجنس مارك لايونز، واللاعب المخضرم اسماعيل أحمد الذي يشارك في البطولة كمجنّس ثانٍ مع النادي اللبناني. تقدم النادي الياباني في بداية الربع الأوّل وأبقى على تقدمه في مختلف الفترات، بعدما نجح لاعبوه بإيقاف لايونز، ومنع أمير سعود من التسجيل من المسافتين المتوسطة والبعيدة (3 نقاط)، لينتهي الربع الأوّل بنتيجة (21 ـ 18). المهم في اللقاء بالنسبة إلى نادي الرياضي كان تألق اللاعب الجديد باسل بوجي بالتقاط الكرة (ريباوند) في 10 مناسبات؛ بينها 4 هجوميّة، كما قدّم مستوى جيّداً دفاعياً وهجومياً وسجّل 11 نقطة خلال اللقاء. في الربع الثاني، واصل اليابانيّون تفوّقهم وسط ضياع الدفاع اللبناني وخاصّة تحت السلّة. وكانت بارزة حاجة النادي البيروتي إلى لاعب ارتكاز صريح يعوّض اسماعيل أحمد السلّة، وهنا ظهرت الحاجة إلى اللاعب الأجنبي الثاني في النادي النيجيري كريستوفر أوبيكبا الذي لم يلتحق بالفريق نتيجة مشاكل في أوراقه، وبالتالي لم يكن اسماعيل أحمد قادراً على تعويضه في اللعب الدفاعي تحت السلّة، كون أحمد معتاداً خلال الفترة السابقة اللعب في المركز رقم (4) وليس (5) كلاعب إرتكاز صريح. وهنا تجدر الإشارة إلى أن أحمد شارك لمدّة 38 دقيقة من أصل 40 في اللقاء، وهو في عمر 41 سنة. وسّع لاعبو فريق الفاريك طوكيو النتيجة واستفادوا من سلاح الثلاثيات لينهوا الربع الثاني بنتيجة (41 ـ 32).
تأثّر الرياضي هجوماً ودفاعاً بعدم وجود لاعب الارتكاز النيجيري كريستوفر أوبيكبا


في الربع الثالث، تحسّن أداء رجال المدرب أحمد فرّان، بعد تحرر صانع الألعاب مارك لايونز، وتمكنه من اختراق سلّة الخصم في أكثر من مناسبة، كما عَمد المدرب فرّان إلى تغيير أسلوبه الدفاعي من (رجل لرجل) إلى دفاع المنطقة وذلك للحد من خطورة اليابانيين عن خط الرميات الثلاثية، لينتهي الربع الثالث بنتيجة (62 ـ 56) لمصلحة الفريق الياباني.
ومن النقاط التي أعطت التفوق لمصلحة اليابانيين هي اللاعبان المجنسان: الأميركي راين كيريك والصربي ميلكو بيليكا اللذان تمكنا من السيطرة تحت السلّة هجوماً ودفاعاً، فيما أثّرت الأخطاء على الفريق اللبناني بعدما ارتكب باسل بوجي خطأين في وقت مبكر، وثلاثة أخطاء ارتكبها حسين الخطيب. واستفاد مدرب نادي الفاريك الصربي لوكا بافيسيتش من الأخطاء اللبنانيّة، وتمكن من توظيف لاعبي الارتكاز لديه بصورة مثاليّة تحت السلّة اللبنانيّة.
في الربع الرابع والأخير من اللقاء، لم تنجح محاولات لاعبي الرياضي بالعودة في النتيجة، واستمر تفوق الفريق الياباني من المسافة البعيدة وتحت السلّة، وسط ضياع في الدفاع اللبناني، وعجز في التسجيل من المسافة البعيدة لينتهي اللقاء بنتيجة (87 ـ 76).
وخلال المباراة، سجّل صانع ألعاب الرياضي مارك لايونز 23 نقطة مع 2 ريباوند و3 تمريرات حاسمة، و5 سرقات للكرة (ستيل)، إضافة الى اعتراض واحد (بلوك شوت) وهي أرقام جيّدة للايونز في مباراته الأولى مع الفريق، من دون أن يخوض مباريات تحضيريّة، أو أن يشارك أيضاً في عدد كبير من التمارين مع الفريق.

نادي الرياضي مطالب بالفوز بمباراتيه المقبلتين

من جهته، سجّل اسماعيل أحمد 16 نقطة مع 12 التقاطاً للكرة (ريباوند) وأربع سرقات للكرة (ستيل)، وسجّل أمير سعود 17 نقطة، وباسل بوجي 11 نقطة وحسين الخطيب 7 نقاط، ورودريغ عقل نقطتين، فيما لم يقدم مروان زيادة الأداء المطلوب، وخاصة على المستوى الدفاعي، وهو الأمر الذي أجبر المدرب فرّان على إشراك اسماعيل أحمد في معظم فترات اللقاء.
ومن جهة النادي الياباني، سجّل لاعب الارتكاز راين كيريك 29 نقطة مع 13 ريباوند، فيما اكتفى ميلكو بيليكا بـ 14 نقطة والتقاط واحد للكرة، لكنهما نجحا في إيقاف المفاتيح الهجوميّة لنادي الرياضي تحت السلّة. أمّا دايكي تاناكا فسجّل 17 نقطة مع 3 تمريرات حاسمة. تجدر الإشارة الى أن نادي ألفاريك طوكيو هو من أبرز المرشحين للفوز بالبطولة، ويبلغ معدل الأعمار في النادي الياباني 28 عاماً، والطول 2 متر.
وبعد الخسارة من النادي الياباني، بات النادي البيروتي مطالباً بالفوز بمباراتيه المقبلتين، حيث يلتقي ظهر اليوم (11:30 بتوقيت بيروت) مع نادي مونو فامباير التايلاندي، ثم يواجه عصر السبت (16:30 بتوقيت بيروت) نادي ميرالكو بولتز الفيليبيني. وكان مونو فامباير قد فاز على ميرالكو بولتز بنتيجة (100 ـ 92) في الدور الأوّل.
وفي المجموعة الثانية، حقق نادي بيتروشيمي الإيراني فوزاً كبيراً على نادي سول نايتس الكوري الجنوبي بنتيجة (77 ـ 62)، رغم عدم مشاركة نجمه حامد أهدادي المصاب. كما خسر لايونز فلاينغ الصيني من نادي بايوان التايواني بنتيجة كبيرة (106 ـ 62)، مع الإشارة إلى أن النادي الصيني يلعب بالفريق الرديف وليس الأساسي.
البطولة مستمرّة وسيلعب الفريق اللبناني 5 مباريات في 6 أيّام إذا ما تمكن من الوصول الى المراحل الإقصائية، لكن التركيز يجب أن ينصب على مباراتي اليوم والغد، من أجل الوصول إلى مرحلة نصف النهائي. وبات الرياضي ينتظر تعثّر ألفاريك طوكيو، على أن يفوز بمباراتيه المقبلتين من أجل تصدّر المجموعة، مواجهة قويّة في المباراة نصف النهائيّة.