يستهل نادي الرياضي بيروت لكرة السلّة اليوم الخميس حملة الدفاع عن لقبه كبطل لأندية آسيا. بعثة النادي البيروتي وصلت قبل ثلاثة أيّام إلى تايلاند بمعنويّات عالية للمشاركة في البطولة القاريّة. وتضم مجموعة الرياضي: نادي ألفاريك طوكيو الياباني ومونو فامباير التايلاندي، إضافة الى ميرلكو بولتز الفيليبيني. تحضيرات حامل لقب الموسم الماضي لم تكن مثاليّة، على اعتبار أنّ معظم اللاعبين كانوا يشاركون في تصفيات كأس العالم برفقة المنتخب اللبناني الأوّل، وبالتالي فإن المجموعة لم تتحضّر إلا لأيّام قليلة قبل التوجه إلى تايلاند، وهو ما يمكن أن يؤثر على الفريق اللبناني. وتبقى خبرة بعض لاعبي الرياضي الكبيرة على المستوى الآسيوي كالقائد جان عبد النور، وأمير سعود، والمجنس مارك لايونز، كفيلة بتصحيح نقاط الضعف التي يمكن أن يعانيها نادي المنارة خلال البطولة الأبرز على مستوى الأندية في آسيا.لم يحصل معظم لاعبي نادي الرياضي بيروت على فترة الراحة الكافية قبل أن يتوجهوا إلى تايلاند للمشاركة في بطولة أندية آسيا والتي تقام بين 27 أيلول/ سبتمبر و2 تشرين الأول/ أكتوبر 2018. معروف أن عدداً كبيراً من لاعبي منتخب لبنان هم لاعبون في النادي البيروتي، أبرزهم: جان عبد النور، أمير سعود، باسل بوجي ووائل عرقجي (مصاب حاليّاً)، وبالتالي فإن أفراد المجموعة في الرياضي لم يتدربوا معاً لأكثر من يومين قبل البطولة، كما أن بعض اللاعبين الأساسيين لم يشاركوا في التدريبات بداعي إصابات طفيفة، أو تفادياً للإرهاق الكبير. المدرب أحمد فرّان، الذي أحرز اللقب الآسيوي الموسم الماضي (2017)، كأصغر مدرب يحرز لقب بطولة أندية آسيا، سيدخل البطولة هذا الموسم مفتقداً جهود صانع ألعابه المميّز وائل عرقجي، الذي لم يتعاف تماماً من إصابته بالرباط الصليبي قبل أشهر، كما أن من المتوقع أن لا يشارك القائد جان عبد النور في المباريات الثلاث الأولى بعد أن أصيب أخيراً بكسر في إصبعه، ولم يتعاف تماماً من الإصابة بعد (سيشارك في الأدوار الإقصائية، نصف النهائي والنهائي في محاولة تأهل الفريق). وسيعتمد المدرب فرّان على الأميركي المجنس مارك لايونز (185 سنتم) كلاعب في المركزين (1 و2) أي كصانع ألعاب وكمسجّل أيضاً. وفي ذات المركزين سيشارك أمير سعود (187 سنتم) أيضاً، وهو ما من شأنه أن يعطي إضافة للفريق على مستوى التسجيل، وخاصة من المسافة البعيدة (3 نقاط). وسيكون هناك اعتماد كبير على باسل بوجي (203 سنتم) في المركزين (4 و5) بعدما وقّع معه الرياضي بدلاً من اللاعب المنتقل إلى نادي بيروت علي حيدر. وستضم تشكيلة الرياضي أيضاً: جان عبد النور، حسين الخطيب، كوستي قدسي، عزت القيسي، رودريك عقل (إعارة للبطولة فقط)، أمير كساب واللاعب مروان زيادة. كما سيشارك المخضرم اسماعيل أحمد كأجنبي ثانٍ مع الفريق.
المباراة الأولى للنادي الرياضي (اليوم الساعة 16:30 بتوقيت بيروت)، ستكون بمواجهة نادي ألفاراك طوكيو، وهو الفريق الذي من المتوقع أن ينافس الرياضي على صدارة المجموعة الثانية. والأكيد أن الرياضي سيعاني في المباريات الأولى نتيجة غياب عرقجي، وعبد النور، فالأوّل صانع ألعاب مميّز، أمّا الثاني فهو قائد الفريق وواحد من أفضل المدافعين في قارة آسيا، والنادي يعتمد كثيراً على اللعب الدفاعي.
ويضم الفريق الياباني عدداً من اللاعبين البارزين الذين يلعبون لمنتخب بلادهم، كما لديهم لاعبان مجنسان اثنان. أمّا الفريق التايلاندي مونو فامباير، فيتمتع بمستوى جيّد، لكنه يعتبر الأضعف في المجموعة (B) على الورق كونه لا يضم عدداً من اللاعبين طويلي القامة، وبالتالي إمكانية تفوقهم تحت السلّة ستكون أقل من باقي فرق المجموعة. ومن الأندية القويّة، سيكون نادي ميرلكو بولتز الذي سينافس بكل قوّة لنيل بطاقة العبور إلى الدور نصف النهائي، على اعتبار أن تشكيلته مكتملة ويضم عدداً من اللاعبين المميّزين، أبرزهم لاعب الارتكاز المجنس دياموند ستونز. ويتأهّل عن المجموعة ناديان من أصل أربعة.
مجموعة النادي البيروتي قويّة، والأكيد أن بطولة آسيا تختلف عن البطولات المحليّة أو البطولة العربية، لاعتبارات كثيرة؛ أبرزها نوعية اللاعبين ومستواهم العالي، حيث إن معظمهم سبق أن لعبوا لأندية أوروبية، أو في الدوري الأميركي للمحترفين «NBA»، وبالتالي فإن المستوى يكون أعلى. ولكن من جهة ثانية، ستكون مناسبة مهمة للاعبين صغار السن في الرياضي للاحتكاك مع لاعبين على مستوى عال في القارة الآسيوية وبالتالي تحصيل خبرة أكبر.
الأكيد أن نادي الرياضي يمتلك جميع المؤهلات التي تمكنه من الذهاب بعيداً في البطولة الآسيوية، وخاصة أنّه حامل لقب الموسم الماضي، ووصيف الموسم ما قبل الماضي عندما كان يشرف عليه مدرب منتخب لبنان الحالي اليوناني ــــ السلوفيني سوبودان سوبوتيتش، وبالتالي فإن خبرة اللاعبين كبيرة، وكذلك خبرة الجهاز الفني في المواعيد الكبرى. وستكون هذه البطولة فرصة مهمة لرؤية لاعب النادي الجديد مارك لايونز الذي يعول عليه كثيراً المدرب أحمد فرّان، والذي صرّح في أكثر من مناسبة بأن اللاعب يمتلك قدرات كبيرة على المستوى الفني ستساعد الفريق في جميع البطولات التي سيشارك بها.
مهمة صعبة للنادي الرياضي في تايلاند، لكنها بالتأكيد ليست مهمة مستحيلة لحامل لقب الموسم الماضي، والساعي إلى الدفاع عن لقبه هذا الموسم. يمتلك الرياضي الأسماء، والخبرة، كما يمتلك أيضاً الإرادة. لاعبو الفريق حققوا نتائج إيجابية مع المنتخب الوطني، وسيخوضون البطولة الآسيوية للدفاع عن اللقب وإبقاء الكأس القاريّة في بيروت.