قبل بداية الموسم، رشّح النّقاد ثلاثة فرق للفوز بلقب الدّوري الإنكليزي الممتاز، تعويلاً على أدائهم في الموسم الماضي. وتبعاً لسوق انتقالاتهم الصّيفي، رشح الجميع مانشستر سيتي حامل لقب النّسخة الماضية، وليفربول، وبدرجة أقلّ تشيلسي، نظراً لصعوبة التّنبّؤ بمردود الفريق تحت إمرة مدرّبه الجديد ساري. وبعد ستّ جولات تبيّن صحّة التّوقّعات، إذ إنّ الفرق الثّلاثة تحتلّ قمّة الدّوري بنقاط متقاربة. تتغيّر مراكزها بعد نهاية كلّ جولة. وقد شهدت الجولة السّادسة، فوز كلّ من ليفربول ومانشستر سيتي بنتائج مقنعة، على كلّ من ساوثهامبتون و كارديف سيتي. الجديد، هو دخول كلوب اللّقاء برسم تكتيكي جديد، أشرك به الوافد شاكيري كصانع ألعاب، فيما أجلس الجوهرة الكينيّة نابي كيتا على مقاعد البدلاء، ووضع محمّد صلاح في مركز رأس الحربة، ليساعده على تسجيل هدف قد يعيد له ثقة الموسم الماضي. منح فيسلي هوت التّقدم لليفربول بعدما أحرز هدفاً بالخطأ في مرماه بعد عشر دقائق، وعزّز جويل ماتيب النّتيجة لليفربول بضربة رأس، إثر تمريرة من ركلة ركنيّة في الدّقيقة 21، فيما اختتم محمّد صلاح مهرجان الأهداف بهدف ثالث، بعد أن أكمل كرة شاكيري الثّابتة الّتي ارتدّت من العارضة، ليسجّل ثالث أهدافه في الدّوري بعد صيام دام مباراتين. فوزٌ عزّز من مركز ليفربول على رأس الدّوري.
بدوره، لم يسمح مانشستر سيتي لأبناء كلوب بأن يحلّقوا بالصّدارة، بل استطاعو أن يبقوا الفارق مع ليفربول بنقطتين، بعد أن اكتسحوا مضيفهم كارديف سيتي بخماسيّة نظيفة. الكون سيرجيو أغويرو تابع موسمه المميز، فافتتح التسجيل في الدّقيقة 32 من عمر المباراة، بعد تمريرة من بيرناردو سيلفا، الّذي سجّل بدوره رأسيّة محكمة في الدّقيقة 44، لينتهي الشّوط الأوّل بتقدّم الضّيوف 2-0. في الشّوط الثّاني، أجهز «العائد» غاندوغان باكراً على آمال كارديف، بعد أن سجّل هدفاً رائعاً جاء بعد تمريرة ثنائيّة مع رحيم ستيرلينغ، ثمّ دفع غوارديولّا بأفضل لاعب في الدّوري الإنكليزي عام 2015 رياض محرز على حساب سيرجيو أغويرو، ليتمكّن من تسجيل رابع وخامس أهداف الفريق في الدّقيقتين 67 و89.
إصابة نجم الفريق كيفن دي بروين، لم تضعف الفريق كثيراً كما كان متوقّعاً، إذ إنّ الفريق استطاع أن يعوّضه بالوافد الجديد رياض محرز وبيرناردو سيلفا، اللذين أعطا حلولاً كثيرة لسدّ فراغ غياب البلجيكي، والّذي أصيب بعد اختتام الجولة الأولى من الدّوري الإنكليزي، بينما وجد كلوب بصفقاته الجديدة، خير تعزيزٍ لهفوات الموسمين الماضيين، إذ استطاع بأوراقه الجديدة أن يرمّم خطوط الفريق كافّةً، ليظهر الفريق بصورة ترشّحه بقوّة للفوز باللّقب. الاستقرار الفنّي للفريقين، قلّة الإصابات وغناء الدّكّة بالبدلاء، مؤشّراتٌ ترفع من نسب فوز الفريقين باللّقب في نهاية الموسم، بنسبة أعلى من تشيلسي، الّذي لم يمتحن بشكل كبير حتّى الآن، والّذي قد يعاني مع تقدّم الجولات، في ظلّ عدم وجود رأس حربة مثالي للفريق.
من المتوقّع أن يستمرّ نسق مانشستر سيتي وليفربول بالتصاعد، والفوز بالعديد من المباريات. وقد تشكّل مواجهتا الفريقين لبعضهما البعض، الكلمة الحاسمة لمن سيحسم النّزال في النّهاية. مباراة الفريقين المنتظرة قد تشكّل «كلاسيكو» العالم الجديد، نظراً لقوّة الفريقين والإضاءة الإعلاميّة الكبيرة عليهما، في ظلّ تراجع قيمة كلاسيكو إسبانيا، بعد رحيل كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد.