في «بلد العجائب» انطلق الموسم الكروي من بطولة الدرجة الثانية لكرة القدم. هكذا، ولأسباب لا يعلمها إلى الله، افتتحت أندية «دوري المظاليم» المنسية الموسم بدلاً من أن ينطلق بافتتاح دوري الدرجة الأولى كما في معظم دول العالم. أسبوع تأخير لبلد سيشارك منتخبه الوطني في أهم بطولة قارية، وهي كأس آسيا في الإمارات في كانون الثاني 2019. قد يكون لبنان البلد الوحيد في العالم الذي لم تبدأ بطولته الأقوى بعد. وقد يكون لبنان البلد الوحيد الذي يترافق فيه دوريه بالمدارس فينطلق مع انطلاق الموسم الدراسي! مسكين المدير الفني لمنتخب لبنان المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش غير القادر على وضع روزنامة محددة لاستعداداته. تارة يقرر إقامة حصتين تدريبيتين قبل السفر إلى الأردن لخوض مباراتين وديتين مع منتخبي الأردن وعُمان، لتطير حصة بسبب تأجيل مباراة السوبر بين النجمة والعهد يوماً واحداً. وتارة أخرى يضع في حسابه أن الدوري سينطلق في 14 أيلول ليتأجل الانطلاق أسبوعاً، في وقت يحتاج إلى كل دقيقة ليتحضّر لاعبوه سواء معه في التمارين الخاصة بالمنتخب أو مع فرقهم. صحيح أنهم يتدربون مع أنديتهم لكن خوض المباريات هو أكثر ما يرفع من مستوى اللاعبين. لم يشاهد معظم الجمهور اللبناني مباراة لبنان الودية الثانية مع عُمان والتي جاءت بعد 72 ساعة على اللقاء الأول مع الأردن. ولو شاهد الجمهور اللبناني منتخبه والحالة البدنية التي ظهر عليها لعرف مدى فداحة مستوى اللياقة عند اللاعبين ومدى الحاجة إلى انطلاق المنافسات بأسرع وقت.
لم تشهد الجولة الاولى نسبة تسجيل عالية حيث سُجّلت 9 أهداف في ست مباريات

سبب التأجيل «المعلن» أصبح معروفاً للجميع، وهو عدم موافقة القوى الأمنية على إقامة مباراة النجمة والأنصار في أيام عاشوراء على أي ملعب في لبنان. لكن يبدو أن هناك سببين غير مباشرين هما الهروب إلى الأمام والضعف. هروب القوى الأمنية وضعف الاتحاد اللبناني لكرة القدم. اتحاد غير قادر على فرض إطلاق موسمه حتى لو أنه فُرِض عليه تأجيل مباراة واحدة. في لبنان، يستطيع «طرف ما» أن يطيح بمباراة ما، طالما أنه «قريب» من «مرجع أمني» وعلى علاقة به. والأخير يحبه لأنه «بيضحكه»، كما ينقل مصدر تابع قصة التأجيل. وفي لبنان، تطير مرحلة كاملة بسبب مباراة واحدة، كما لو أننا في «مسلسل تركي»، علماً أن لدى الاتحاد أكثر من خيار للحؤول دون إطلاق الموسم ببطولة الدرجة الثانية. والأنكى أن الأندية تعبّر عن ارتياحها للتأجيل لأنها كسبت أسبوعاً إضافياً من التحضير، علماً أن الموسم الماضي انتهى في أيار أي قبل أربعة أشهر ونصف.
المهم، أن دوري الدرجة الثانية انطلق، كاشفاً عن تقارب كبير بين الأندية. المباريات الستة لم تشهد نسبة تسجيل عالية حيث سُجّلت 9 أهداف في ست مباريات، وقد يكون هذا مفهوماً كونه الأسبوع الأول. لكن المباريات أظهرت تقارباً في المستوى بين الفرق، فالبرج المرشّح الأبرز لحجز بطاقة من بطاقتي الصعود إلى الدرجة الأولى لم يستطع الفوز على الأهلي النبطية في كفرجوز وتعادل معه سلباً. صحيح أن البرج كان أفضل وأهدر العديد من النقاط، لكن في الوقت عينه لم يحقق النتيجة المرجوة في أول مباراة له. وفي الوقت عينه، كان الجار والفريق الثاني في البلدة شباب البرج يفوز على الشباب العربي 1 - 0 على ملعب كفرجوز بهدف سجله حسن خاتون في مباراة متقاربة كان بإمكان الشباب العربي أن يخرج متعادلاً على الأقل منها.
في مكان آخر وعلى ملعب الصفاء، كان هومنتمن المرشّح الجدي للصعود يتعادل مع مضيفه الحكمة 1 - 1. تعادل هومنتمن مع فريق بدأ تمارينه قبل خمسة أيام فقط من انطلاق الدوري، لكنه أظهر أنه قادر على أن يكون رقماً صعباً حين يرتفع مستوى لاعبيه مع مرور الأسابيع. الإصلاح البرج الشمالي من جهته، حقق فوزاً صعباً على ضيفه ناصر برالياس 1 - 0 على ملعب صور. هي المباراة الأولى للإصلاح بعد سقوطه إلى الدرجة الثانية الموسم الماضي، ويبدو أن فريق صور الثاني لن يكون مرشحاً جدياً للصعود إلى الدرجة الأولى. وفي صيدا، كان فريق المدينة الأهلي صيدا يسقط أمام ضيفه المبرة 1 - 2، في لقاء أهدر فيه صاحب الأرض ركلة جزاء، وخرج خاسراً أمام فريق يبقى مرشحاً للصعود ولو بحظوظ أقل من أندية أخرى كالبرج وهومنتمن وشباب البرج. حتى دوري الدرجة الثانية يبقى طويلاً.