عقدت إدارة نادي النجمة أمس الجمعة، مؤتمراً صحافياً في فندق «موفنبيك»، أعلن خلاله رئيس النادي أسعد صقال، تنفيذ بعض المشاريع التي من المقرر العمل بها في الأيام المقبلة، في إطار تحويل النادي إلى مؤسسة، ضمن مشروع باسم «رؤية 2020»، بما أن ولاية الإدارة الحالية تنتهي بعد سنتين. وفيما غاب عن المؤتمر نائب الرئيس صلاح عسيران، وأمين السر سعد الدين عيتاني، عرض صقال أربعة مشاريع، قال إنها «تندرج ضمن الشق التمويلي للنادي بهدف دعمه بطرق محددة». أوّل المشاريع إصدار بطاقات عضوية للمشجعين باسم «نجماوي»، (ثمن البطاقة 100 دولار)، تُقدِّم لحامليها حسومات ماديّة لعددٍ من الأندية الرياضية والمطاعم والمؤسسات الترفيهية، وتُساهم في إحصاء أعداد المشجّعين. أمّا ثاني المشاريع، فكان التعاون مع شركة محطّات المحروقات «هيبكو»، التي ستقدّم إلى النادي مبلغ 500 ليرة لبنانية عن كل تنكة بنزين يعبّئها حاملو بطاقات لمشجعي النادي تصدر عن الشركة. وعرض رئيس النادي تطبيقاً إلكترونياً خاصاً بالنادي (ثمنه 3 دولارات يحصل النادي على دولارين منها)، يُمكّن الجماهير من متابعة أخبار النادي وبياناته والنتائج والإحصاءات، فيما كان رابع المشاريع تأليف «مجلس شرف» للداعمين مادياً، يقدّم المنتسبون إليه اقتراحات مشاريع إلى الإدارة، ويعطون رأيهم في المشاريع الصادرة عن الأخيرة، دون التدخّل بعملها، في خطوة تهدف إلى دعم صندوق النادي عبر أشخاصٍ منتسبين إلى هذا المجلس بدلاً من الحصول على الدعم مباشرةً من الجمهور. ورأى صقال أن هذه المشاريع من المتوقّع أن تدرّ على النادي أكثر من ثلاثة ملايين دولار في السنة بالحدّ الأدنى. وأشار صقال إلى انطلاق مشروع تأهيل ملعب النادي في المنارة، إذ سيُرمَّم السور الخارجي وستؤهَّل غرف الملعب والكافيتيريا وستركَّب مقاعد للمدرجات، على أن يصبح جاهزاً بعد نحو ستة أشهر، ومؤهلاً لاستضافة مباريات دوري الدرجة الأولى، من دون أن يعتمده النادي ملعباً له في البطولة، نسبةً إلى سعته الصغيرة مقارنةً بأعداد الجماهير. وخلال المؤتمر، تطرّق رئيس نادي النجمة أسعد صقّال إلى ما ورد في جريدة «الأخبار» في عددها الصادر أمس، الجمعة 14 أيلول 2018، حول قانونية توقيع اللاعب محمد جعفر، موضحاً أن القضية تنقسم إلى شقين: واحد يتعلق بوزارة الشباب والرياضة، والآخر بالاتحاد اللبناني لكرة القدم. ورغم أن صقال اتهم «الأخبار» بالبلبلة، إلا أنه أكد صحة ما نٌشِر فيها، ففيما يتعلق بشق العلاقة مع الوزارة، اعترف صقال بأن هناك خطأً حاصلاً بعدم إبلاغ وزارة الشباب والرياضة بتعيين أسعد سبليني أميناً عاماً بالوكالة، وهو أمرٌ سيُصحَّح بعد إبلاغ الوزارة بتعديل النظام العام للنادي بحيث يصبح للنادي منصب جديد، هو الأمين العام بالوكالة، وأن سبليني سيشغل هذا المنصب. وبغضّ النظر عن اعتراف صقال بالخطأ الذي تحدثت عنه «الأخبار»، خصوصاً أن وزارة الشباب والرياضة قد أرسلت كتاباً إلى الإدارة ترفض فيه الكتابين المرسلين والموقّعَين من سبليني وتطلب توقيع أمين السر سعد عيتاني (الصورة منشورة على الويب)، يبدو أن اللجنة الإدارية للنادي لا تملك الدراية الكافية بالقوانين حتى يقول الرئيس الصقال إن الخطأ سيصحح الاثنين، ذلك أن تعديل النظام العام للنادي لا يكون عبر اللجنة الإدارية، بل عبر جلسة عامة للجمعية العمومية تعدّل النظام وتُرسَل نسخة منه إلى مصلحة الرياضة في الوزارة، التي تدرس النظام الجديد، فإما أن توافق عليه، أو تطلب تعديل بعض بنوده، أو ترفضه. وبعد ذلك يُرسل النادي كتاباً يحدد فيه اسم الشخص المعيَّن أميناً عاماً بالوكالة، ليجري تعميم اللجنة الإدارية الجديدة من قبل الوزارة على الجهات المعنية، ومنها الاتحاد اللبناني لكرة القدم. ولأن صقال اعترف أصلاً بوجود خطأ سيُصحَّح ــ حتى لو كان يجهل الطرق القانونية الصحيحة ــ عازياً الأمر إلى «السهو»، فإن ذلك يساعد على تحقيق النتيجة المرجوة، وهي مراعاة القوانين واحترامها. وفي ما يخص الشق الثاني، المتعلّق بالعلاقة مع الاتحاد واعتبار توقيع اللاعب محمد جعفر قانونياً، نظراً لوجود رسالة من النادي موقعة من قبل الرئيس صقال وأمين السر أسعد سبليني بتعيين سبليني أميناً عاماً بالوكالة، فيتبين أن ثمة رسالة بهذا الشأن أرسلت إلى الاتحاد بتاريخ 25/8/2017، وتفيد بأن سبليني هو أمين عام بالوكالة، لكن «الأخبار» يهمّها أن توضح ما يأتي:
أولاً: يحكم عمل الاتحاد اللبناني لكرة القدم بالكامل ثلاثة أنظمة: النظام الأساسي، النظام الداخلي ونظام العقوبات. ولا يوجد في الأنظمة الثلاثة أي ذكر لموضوع «أمين عام بالوكالة». والعلاقة بين الاتحاد والأندية مذكورة في النظام الداخلي وتنص المادة 5 ــ 18 منه ضمن فصل الأحكام العام في الصفحة 33 على ما يأتي: «يجب أن تكون كافة مراسلات الجمعية إلى الاتحاد موقعة من الرئيس (أو نائبه في حال غيابه) وأمين السر وممهورة بخاتم الجمعية». ولم تذكر المادة المذكورة أو أي مادة أخرى مسألة أو مصطلح «أمين عام بالوكالة». لو كان هذا المبدأ موجوداً لذُكر في النص كما ذُكر من ينوب عن الرئيس في حال غيابه. ومسألة «أمين عام بالوكالة» هي عبارة عن اجتهاد ليس موجوداً في النص من قبل الاتحاد، يُعتمَد لتسهيل عمل الأندية في حالات استثنائية في حال عدم قدرة أمين السر القيام بواجبته إما بداعي السفر أو الإيقاف أو الاستقالة لحين تعيين أمين سر جديد، وليس لفترة مفتوحة. فأي كتاب لاعتماد أمين سر بالوكالة يجب أن يكون لفترة محدودة وليس لمدة غير محددة، وغير ذلك يكون مخالفاً لروح المبدأ المعتمد، وهو اجتهاد، وليس نصاً. وعليه، يبدو النص بموادهِ واضحاً في قضية محمد جعفر، حيث ليس هناك ما يستوجب اللجوء إلى أمين سر بالوكالة، نظراً لكون أمين السر قادراً على ممارسة مهماته.
ثانياً، وفي ما قاله صقال عن «كيفية تسيير العمل الإداري إذا كان أمين السر غائباً أو معتكفاً، وإذا ما كان المطلوب وقف العمل»، فبمراجعة القانون، يتضح أن الأخير ينص على عقد جلسة إدارية قانونية النصاب وتعيين أمين سر جديد، وليس تعيين «أمين سر بالوكالة».
وفي سياقٍ منفصل، وجّهت إدارة نادي النجمة عبر وكيله محمد عراجي كتاباً إلى المؤسسة اللبنانية للإرسال «LBCI»، تطُالب فيها بوقف نشر فيديو إعلاني لإحدى حلقات برنامج «بكل طائفية»، المقرر البدء بعرضه في أواخر أيلول الجاري، واستبدال فيديو آخر به لا يظهر فيه جمهور النجمة، «تحت طائلة غرامة إكراهية قدرها ألفا دولار عن كل يوم تأخير»، وتقديم اعتذار علني للنادي وجمهوره «لما في الإعلان من إساءة إلى النادي وتشهير به، ملحقاً به أضراراً مادية ومعنوية واجتماعية». وجاء في كتاب النجمة إنذارٌ بمراجعة القضاء لملاحقة المؤسسة الإعلامية وإدانتها «بجرائم القدح والذم والتشهير» في حال التأخّر في وقف الفيديو واستبدال آخر به لا يمتّ بصلة إلى النادي. وكانت المؤسسة اللبنانية للإرسال قد نشرت في 22 آب الماضي على موقع «يوتيوب» فيديو إعلانياً (13 ثانية) يظهر فيه قسمٌ من مشجعي النجمة خلال مباراة فريقهم مع الأنصار، التي اُقيمت في الثاني من تشرين الأول 2017، ضمن الجولة الثالثة من بطولة الدوري اللبناني في الموسم الماضي، على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية، يرمون خلالها مقاعد أحد المدرجات على القوى الأمنية، مُرفَقاً بصوت مشجعين يرددون شعارات مذهبية، علماً بأن هذه الشعارات لم تصدر يومها من مدرجات النجمة، وهو ما أشار إليه كتاب النادي الموجّه إلى «LBCI»، باعتبار أن النادي «عابر لجميع الطوائف وليس لفئة معيّنة وجامع لكل الطوائف، وله تاريخ عريق بالعيش المشترك، كما جمهور نادي النجمة لا ينتمي إلى طائفة أو مذهب معيّن».