قادمٌ من مقاطعة هارتفوردشير، في جنوبي إنكلترا. نادي الدبابير. يقدّم أهمّ بداية في تاريخه الكروي الإنكليزي. أربع ضحايا من العيار الثقيل. والضحية الأخيرة، توتنهام. «بعض الناس يرون الأشياء كما هي ويتساءلون لماذا، وآخرون يحلمون بأشياء لم تكن أبداً ويتساءلون لم لا» هو ما قاله الأديب جورج برنارد شو. المقيم قديماً في مقاطعة نادي واتفورد. يملك منزلاً ما زال موجوداً حتى الآن في مدينة أيوت سانت لورانس. مفتوح للمواطنين. قد تكون هذه الانطلاقة مستوحاة من أقواله. لتستمر معارك «الجيش الأصفر» الطاحنة. والخصم المقبل، مانشستر يونايتد.لم يستغرق الأمر طويلاً بعد فوز واتفورد بنتيجة 2-1 على توتنهام. رسالة بريد إلكتروني من أحد وكلاء المراهنات تظهر في صندوق الوارد. بعنوان مستفز «هل واتفورد. نيو ليستر؟» رهانات عدّة وضعت على رجال خافي غارسيا لتكرار «معجزة 2016» المسجّلة باسم ليستر سيتي. الإجابة عن هذا السؤال. على الأغلب لن تكون كما يتمنى المراهنون أن راهنوا. لكن ليس هناك أي شك في البداية المثيرة للإعجاب لواتفورد. أربعة انتصارات من أصل أربعة، للمرة الثانية فقط في تاريخ النادي. آخرها التغلّب على فريق ينوي المنافسة وبقوة على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز. من كان يتوقّع أن أحداً سيرى الفنان الانكليزي إلتون جون في ملعب «فيكاراج رود» يرقص من الفرحة في مدرج يحمل اسمه؟
من يتابع نادي واتفورد يدرك جيّداً أن النتائج الإيجابيّة لم تأتِ من فراغ، بل من عمل مستمر منذ سنوات. هل سيتمكّن واتفورد من الاستمرار بنفس الأداء والنتيجة؟ كان ذلك سؤال «الرجل الغاضب» دائماً كما يُطلق عليه اليوناني جوزيه هوليباس، الظهير الأيسر للنادي. لكن بعد الأداء الكبير أمام توتنهام، اعتبر أن السؤال «غبي جداً». أضاف، «حان الوقت الآن لإنشاء فريق قوي وأعتقد أن هذا ما ينوي النادي فعله في هذه البطولة. خطوة خطوة. سنحصل على ما نريد».
يتمنى واتفورد أن يفوز بلقب الدوري كما فعل ليستر سيتي قبله


سرد ضروري لرحلة واتفورد منذ عودته في 2015. تغيير واتفورد المستمر للمدربين واللاعبين يتناقض مع الحكمة المشهورة المتعلقة بمدى أهمية الاستقرار في عالم كرة القدم. في الماضي، تولّى الراحل غراهام تايلور تدريب الفريق لعشر سنوات بدءاً من موسم 1977-1978. قاده للصعود من الدرجة الرابعة إلى الأولى. بدعم مالي كبير من نجم البوب إلتون جون. عام 1983 احتل واتفورد المركز الثاني خلف ليفربول البطل ليتأهل للمشاركة بكأس الاتحاد الأوروبي، وبعد عام واحد بلغ نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي.
لكن خلال العقد الأخير لعب واتفورد تحت قيادة أكثر من 13 مدرباً. منهم مدربون حققوا النجاحات في فرق أخرى مثل برندن رودجرز مع سلتيك بطل إسكتلندا، وشون دايك مع بيرنلي وسلافيسا يوكانوفيتش مع فولهام. ومن ضمن هؤلاء المدربين كان بيلي ماكينلي الذي استمر في منصبه ثمانية أيام فقط. وعلى مدار آخر خمسة مواسم، تولى خمسة مدربين المسؤولية. وهذا ما انعكس سلباً على الفريق، كما أن سياسة بيع وإعارة اللاعبين جاءت بمردود سلبي على نتائج الفريق أيضاً.
بالنظر إلى صورة واتفورد حالياً. نجد أنها تكوّنت بشكل ممتاز. تروي دييني انضم إلى الفريق في 2010، وكريغ كاثكارت اللاعب الذي سجل هدف الفوز كان معهم منذ 2014. لاعبان آخران ويل هيوز واندريه انطوني غراي يدخلان موسمهما الثاني، بينما كان الانتداب الوحيد في الصيف هو بن فوستر، الذي لا يمكن اعتباره وجهاً جديداً نظراً لأنه قضى عامين على سبيل الإعارة في واتفورد خلال فترة وجوده في مانشستر يونايتد. خافي غارسيا هو رابع مدرّب يتولى مسؤولية واتفورد منذ عودته إلى الدوري الإنكليزي الممتاز في 2015، وضع استراتيجية واضحة ومتماسكة، ركّز على إنشاء خط وسط قوي، ودفاع صلب، وهذا ما حقق له النجاح في انطلاقة الدوري.
واتفورد سيواجه مانشستر يونايتد «الجريح» على أرضه في فيكارج رود، مورينيو يفتقد جهود المهاجم الشاب ماركوس راشفورد الموقوف، كذلك سيغيب عن النادي المدافع الصلب لوك شو بعد إصابته بارتجاج خلال مشاركته مع المنتخب، من دون أن ننسى المشاكل المستمرة بينه وبين بول بوغبا الراغب بالخروج من النادي. مورينيو يمر بظروف صعبة، والخسارة أمام «الدبابير» لا شك أنها ستقرّب من إقالته، خاصة أنه فاز في مباراتين وخسر مثلهما منذ بداية الدوري. مباراة صعبة سيسعى من خلالها واتفورد لاستكمال مسيرة الانتصارات، وتحقيق نتيجة عام 2016 حين فاز على اليونايتد أيضاً بثلاثة أهداف لواحد، ولم لا، أن يحلم بالتاريخ ولقب البريميرليغ، فيما مورينيو سيلعب للفوز لإنقاذ نفسه أولاً وناديه ثانياً من الغرق.