بعد مونديال مخيّب للـ«الفراعنة»، يعود رفاق الدولي المصري محمد صلاح لمحاولة إرضاء المصريّين من بوّابة تصفيات كأس أمم أفريقيا المقررة العام المقبل في الكاميرون. المدرب المكسيكي الجديد خافيير أجيري أشرف على تدريبات المنتخب، بمساعدة الدولي الإسباني ميشيل سالجادو على ملعب برج العرب، وسط أجواء لا تزال مشحونة، بعد خلافات صلاح واتحاد الكرة المصري الأخيرة. المباراة مع النيجر تعدّ الامتحان الأوّل للمدرّب المكسيكي، والّذي جاء خلفاً للأرجنتيني هيكتور كوبر. الظّروف لا تخدم المدرّب الجديد، إذ يتوجّب عليه خلق أجواء إيجابيّة داخل المنتخب، وعزله عن المناوشات والمشاكل مع الاتّحاد المصري لكرة القدم لتجنّب الضّغوط والأفكار السّلبيّة. سيحاول المدرّب جاهداً كسب ثقة الجماهير منذ ظهوره الأوّل، وإعادة ترغيبهم بمساندة الفريق من الملعب في ظلّ عدم الإقبال الكبير على شراء التّذاكر. فبعد أن تلقّى اتّحاد الكرة الموافقة من الأمن على حضور 40 ألف مشجّع في ستاد برج العرب، لم تشهد شبابيك التّذاكر الإقبال المعتاد، ما يدلّ على عدم رضاها عمّا يحدث من مشاكل بين لاعبي الفريق والاتّحاد.
يعلم خافيير جيّداً صعوبة اللّقاء، إذ يتوجّب عليه في زمن قياسي تحسين الجانبين الفنّي والنّفسي قبل مواجهة النّيجر، خاصّة أن تاريخ المواجهات مع هذا المنتخب لا تحمل الذّكريات السّعيدة للمصريين. فمنتخب «الفراعنة» فشل عام 2012 بالتّأهّل لبطولة كأس الأمم الأفريقيّة بعد أن خسر أمام النيجر بنتيجة 1-0. وتجلّت مشاكل المنتخب، بعيداً عن الجانب الفنّي، بالخلافات الحاصلة بين نجمه الأوّل محمّد صلاح والاتّحاد المصري للكرة الذي اتهم صلاح بـ«التكبر» على المنتخب، فيما أكد نجم ليفربول الإنكليزي أن صوره تستخدم دون إذنه، وأن الاتحاد لا يجيب عن أسئلته ولا يتجاوب مع طلباته. ونظراً إلى الأجواء «غير الصحيّة» داخل المعسكر المصري قام وزير الشّباب والرّياضة أشرف صبحي بتحفيز اللّاعبين قبيل المباراة أمام النيجر، وحثّهم على تقديم أقصى جهد وذلك بزيارة قام بها لمران الفريق برفقة رئيس الاتّحاد هاني أبو ريدة. وعقد هذا الأخير جلسة خاصة مع نجم المنتخب محمد صلاح، لإنهاء أزمته وتقريب وجهات النظر بين اللاعب الدّولي واتّحاد الكرة، وهذا ما حصل بحسب أبو ريدة، الّذي أكّد أنّ المشاكل حلّت بين الطّرفين وأنّ اللّاعب متحمّس لقيادة المنتخب للتّأهّل.
وشارك في مران المنتخب الأخير قبل المباراة 23 لاعباً، فيما واصل مروان محسن مهاجم نادي الأهلي خوض بعض التدريبات التأهيلية قبل أن يشارك في جزء من التدريبات المشتركة التي أجراها المدرب المكسيكي. وسيكون هناك صراع داخل المنتخب بين ثلاثة مهاجمين هم صلاح محسن ومروان محسن وحسام حسن. وكان صلاح محسن قد تألّق مؤخراً مع نادي الأهلي، حيث خاض 5 مباريات وأحرز هدفين. ويعد صلاح محسن من الركائز الأساسية للمنتخب الأولمبي.
أما مروان محسن مهاجم نادي الأهلي أيضاً، ومهاجم المنتخب المصري في مونديال روسيا، فلم يعد يشارك كأساسي بشكل مستمر في ظل وجود الثنائي وليد أزارو وصلاح محسن مع الأهلي، وهو ما يمكن أن يؤثر عليه في تشكيلة المنتخب خلال التصفيات. أمّا مهاجم نادي سموحة حسام حسن فلديه فرصة حقيقية للمشاركة مع المنتخب في التصفيات نظراً إلى مستواه المميّز مع ناديه في الدوري.
ويدخل المنتخب المصري اللّقاء بغية الفوز ولا شيء غيره، إذ إنّ أي نتيجة أخرى قد تضعه خارج دائرة المنافسة على الصّعود لنهائيّات كأس الأمم الأفريقيّة 2019، وذلك بعد خسارته في الجولة الأولى أمام تونس، لذلك قام الاتّحاد المصري بتأمين التّسهيلات أمام الجماهير لحثّهم على مساندة المنتخب من داخل الملعب.