في المباراة الثانية، والتي لم تكن سهلة أبداً على غاسبيريني وفريقه أتلانتا على الورق، والتي جمعتهم بنادي «الذئاب» روما وفي معقلهم الأوليمبيكو. ما كان يتوقّعه المتابعون للدوري الإيطالي، بأن روما يسير على الدرب السليم في الدوري نظراً إلى التعاقدات الجديدة التي أبرمها في سوق الانتقالات الصيفية، ولمدربّه المميّز الإيطالي أوزيبيو دي فرانشيسكو الذي استطاع الموسم الماضي أن يقصي العملاق الكاتالوني برشلونة من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا «تشامبيونز ليغ». مع إطلاق حكم المباراة الإيطالي مايكل فابري لصافرته، معلناً بداية اللقاء الأخير ضمن الجولة الثانية من الدوري، لم ينتظر الأرجنتيني خافيير باستوري ـ المنتقل حديثاً من نادي باريس سان جيرمان _ سوى دقيقتين ليعلن تقدّم فريقه روما بهدف مميّز وبطريقة «احترافية» بكعب قدمه. باسوري يعرف الدوري الإيطالي جيّداً، كونه لعب لنادي باليرمو سابقاً في الـ«سيري إيه». بعد الهدف الجميل لباستوري بدت الأمور وكأنها ستزداد سوءاً بالنسبة إلى الكولومبي دوفان زاباتا مهاجم أتلانتا ورفاقه. لكن وكما ذكرنا سابقاً، لكل فريق شخصيّته الخاصة. لم يتخلّ اللاعبون عن أفكار مدربهم غاسبيريني، فبدأت الهجمات الواحدة تلو الأخرى تهدد مرمى السويدي روبين أولسن حارس مرمى روما. حتىّ تمكّن فريق اللونين الأسود والأزرق من التقدّم في النتيجة وبفارق هدفين بتسجيله لثلاثة أهداف متتالية (البلجيكي تيموثي كاستانيي د19، الأرجنتيني إيميليانو ريغوني لاعب زينيت الروسي السابق د22 ود38). أهداف جعلت لاعبي روما وجماهير الاولمبيكو في حالة صدمة.
لا يمكن لأي مدرب في العالم أن يخرج من أفكاره مهما كانت الظروف
في الشوط الثاني، والذي يُعرف بـ«شوط المدربين»، تفوّق دي فرانشيسكو على غاسبيريني. تبديلات من طراز الفرنسي بطل العالم ولاعب إشبيلية السابق ستيفن نزونزي بالإضافة إلى الشاب الهولندي جاستن كلويفارت نجل اللاعب الكبير السابق باتريك كلويفارت، كانت كفيلة بتغيير أداء فريق العاصمة الإيطالية. فعند الدقيقة 60 من عمر المباراة، قلّص الظهير أليساندرو فلورينزي الفارق، لتشتعل جماهير الأولمبيكو من جديد ويعود إليها الأمل في تحقيق تعادل على الأقل في مباراة أمام فريق صدم الجميع كأتلانتا. وكان لها ما أرادت، صاحب الخبرة، ومعشوق جماهير «الرومانيستا» أمام برشلونة العام الماضي، اليوناني كوستاس مانولاس كانت له الكلمة الفصل في تحقيق الهدف الذي انتظرته الجماهير طويلاً عند الدقيقة 82 من اللقاء. انتهت المباراة «الماراتونية» بالتعادل الإيجابي بثلاثة أهداف لكل فريق، ولكن لا بأس في بعض التحليلات. ما الذي يدفع بمدرب كغاسبيريني إلى اللعب بطريقة هجومية مميّزة وهو لا يمتلك الأسماء الكبيرة في فريقه؟ الجواب ببساطة، «العقلية»، لا يمكن لأي مدرب في العالم أن يخرج من أفكاره مهما كانت الظروف، وأبرز دليل على ذلك ما حدث مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو مع فريقه مانشستر يونايتد، حيث استمر في تطبيق أفكاره «المنتهية الصلاحية» على الرغم من عدم إعطاء النتائج المرجوّة. الأمر عينه لمدرب إيطالي لم يمض على وجوده طويلاً في عالم التدريب، وهو مدرب ميلان جينارو غاتوزو، الذي ورغم امتلاكه أسماء أكبر وأفضل من التي بحوزة غاسبيريني، إلّا أنه مستمر بأفكاره «الدفاعية» والتي لم تعتد جماهير ميلان على مشاهدتها. غاسبيريني حقق 4 نقاط من أصل 6 في بداية الدوري، ولكن مستوى أتالانتا خاصة على ملعب كالاولمبيكو يبشر بموسم جيّد لأتالنتا ومدربهم المثابر.