استمرّت سيطرة يوفنتوس على الدوري الإيطالي (34 بطولة دوري، سبع منها في آخر سبع سنوات) كما يسيطر «النظام الملكي» لعائلة «آنييللي» منذ عقود على نادي السيّدة العجوز (في 1923 ترأّس إدورادو أنييللي مالك شركة السيارات الشهيرة «فيات» نادي يوفنتوس، التي تم توارثها بين أجيال العائلة وصولاً إلى رئيس يوفنتوس الحالي أندريا آنييللي). وربّما ستستمر هذه السيطرة المطلقة على «السكوديتو» في الموسم الحالي أيضاً. عدّة عوامل يمكننا طرحها توضح أن النادي الأكبر محلياً في إيطاليا يعتبر المرشّح الأول للاحتفاظ بلقبه للمرّة الثامنة توالياً. لعلّ أبرز هذه الأسباب، التوقيع مع نجم ريال مدريد وأفضل لاعب في العالم في خمس مناسبات كريستيانو رونالدو. يوفنتوس هو يوفنتوس: في السنوات السبع الأخيرة التي حقق فيها «عملاق» الدوري اللقب، تبدّلت الكثير من الأسماء، من كارلوس تيفيز وغونزالو هيغوايين الأرجنتينيين، لورينتي وموراتا الإسبانيين، فوزينيتش المونتينيغري، ديبالا وكريستيانو رونالدو حالياً. الخلاصة تبقى واحدة، يوفنتوس بطلاً للدوري الإيطالي. ولكن، أن تمتلك في صفوفك لاعباً يحدث الفارق كرونالدو، فهذا بالتأكيد سيرفع من كعب اليوفي بشكل أعلى بكثير من باقي الفرق الإيطاليّة المتنافسة. لكن يبقى السؤال هنا: هل فعلاً تعاقدت إدارة اليوفي مع «الدون» لتحقيق الدوري من جديد؟ الجواب ببساطة كلا. اعتادت الجماهير على رؤية حارس المرمى الكبير جيالويجي بوفون (حارس باريس سان جيرمان الحالي) وهو يرفع البطولات المحلّية، الهدف المقبل الآن هو دوري الأبطال، أو الدوري الذي يحبّه كثيراً نجم ريال مدريد السابق، كيف لا وقد حقق في آخر ثلاث سنوات ثلاثة ألقاب لدوري أبطال أوروبا. سؤال آخر ربّما يدور اليوم في أذهان المحللين والنقاد، وخاصة أولئك الذين يكرهون كريستيانو رونالدو. هل سيكون قادراً على مجاراة دوري جديد، بأجواء جديدة وفرق تلعب بخطط مختلفة ومدرب بعقلية لم يعتد عليها؟ كلّها أسئلة سيجيب عنها «الدون» على المستطيل الأخضر، فلا حل سوى الانتظار لمشاهدة أكبر هدّاف في تاريخ «التشامبيونزليغ» على أرضية «آليانز ستاديوم». هذا من جهة، من جهة أخرى، يعتبر قدوم النجم البرتغالي إلى يوفنتوس، مشروع اقتصادي وإعلامي دسم. مع ارتداء كريستيانو لقميص فريقه الجديد، سينتقل الكثير من العشاق الذين يشجّعونه «شخصياً» ولا يكنّون الانتماء لريال مدريد، خصوصاً بعد ما قامت به الإدارة المدريدية بحق هدّاف النادي التاريخي، إلى تشجيع فريق جديد، ولاعبين جدد، ومدرب مختلف. هذا الأمر، سيزيد من الضغط على نجم ريال مدريد السابق والذي بدوره اعتاد على مثل هذه الضغوط، فهو لاعب يرتفع مستوى أدائه كلما ازداد الضغط عليه.
يعتبر الإنتر المرشح الأبرز لمنافسة فريق السيدة العجوز

سبب فني آخر، يؤكّد لنا ما ذكرناه سابقاً عن أفضلية «البيانكونيري» أمام غيره من الفرق الإيطالية: «الزّاد البشري». تشكيلة المدرب الايطالي ماسيميليانو أليغري مدججّة بنجوم كثر، فلا يقتصر الأمر فقط على كريستيانو رونالدو، بل أسماء عدّة ومن مختلف دول العالم. دوغلاس كوستا، جناح برازيلي يلعب على الجهتين اليمنى واليسرى. قدّم دوغلاس موسماً مميّزاً في السنة الماضية، حيث أن أداءه قد تطوّر من لاعب استغنت عنه إدارة النادي البافاري بايرن ميونيخ إلى أحد أفضل الأجنحة في الدوري الإيطالي الموسم الماضي. نبقى في خانة اللاعبين الذين يفضّلون اللعب بالقدم اليسرى، ومن غيره، النجم الأرجنتيني وأفضل لاعب في فريق السيدة العجوز في الموسمين الأخيرين برأي الكثيرين. باولو ديبالا، الحلقة المفقودة التي تجرأ عليها مدرب المنتخب الأرجنتيني خورخي سامباولي ولم يجد لها مكاناً في تشكيلته. رفض سامباولي ما كان يريده كلّ العالم، وأصر على إشراك لاعبيه المفضلين: ميزا وبافون. لكم أن تتخيّلوا كم ستزيد قوّة «منتخب التانغو» في حالة وجود لاعبين كليونيل ميسي وديبالا في التشكيلة الأساسية.
هذا بالنسبة إلى اللاعبين الأساسيين الذي من المتوقّع أن يبدأ بهم المدرب أليغري في المباراة الأولى أمام كييفو فيرونا في افتتاح مباريات اليوفي في الدوري الايطالي. ولكن لكي تصبح الفريق المنافس أوروبياً أيضاً وليس فقط محلياً، عليك بترميم وبناء دكّة بدلاء تستطيع أن تستفيد منها عند الحاجة. من بين الأسماء التي على الأغلب ستكون حبيسة لمقاعد البلادء أو كخيار ثاني في التشكيلة هناك الكولومبي خوان كوادرادو، والإيطالي الشاب فيديريكو بيرنارديسكي. كلا اللاعبين يمتاز بالمهارة الفردية العالية، بالإضافة إلى ميزة التسديد، جناحان عصريان يتمنّى أي مدرّب في العالم وجودهما في تشكيلته الأساسية، ولكن هما سيبقيان الخيار الثاني في «البيانكو نيري». طبعاً لن نتطرّق لخط الدفاع، فمع عودة ليوناردو بونوتشي وثبات مستوى «الوحش» جورجيو كيليني، لا مجال للكلام عن دفاع يوفنتوس، فهو الآن في أيد أمينة.
إذاً، على الورق، يستطيع الفريق، وهنا نعني الفريق كأفراد وكلاعبين موجودين أمام أعيننا، على الشاشات وفي الرسم التكتيكي للخطط، أن ينافس جدّياً هذه المرّة على بطولة دوري الأبطال. لكن لقد نسينا أمراً واحداً والذي يعتبر الأهم من بين كل ما ذكر، هل أليغري سيكون قادراً على إيجاد «توليفة» تملؤها النجوم؟ لننتظر ونرى.



إعداد حسن رمضان

إنتر ميلانو الكرواتي


بعد التعاقد مع ظهير أتلتيكو مدريد الإسباني سيمي فيرسايكو في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، أصبحت تشكيلة الإنتر تحت قيادة المدرب الإيطالي لوتشيانو سباليتي تضم ثلاثة لاعبين يحملون الجنسية الكرواتية وهم كل من: إيفان بيريزيتش، مارسيلو بروزوفيتش والمنتدب حديثاً سيمي فيرسايكو. وفي حديث عن «الكروات» وعن الإنتر، تداولت الصحف الإيطالية والإسبانية في الآونة الأخيرة أخبار عن إمكانية إضافة نجم كرواتي رابع إلى صفوف «النيراتزوري» وهو لوكا مودريتش صاحب الرقم 10 في ريال مدريد الإسباني، ولكن ليس قبل سوق الانتقالات الشتوي.

ليوناردو «ملك» الميركاتو


بعد إقالة كل من الثنائي فاسوني وميريابيلي من منصب المدراء الرياضيين في نادي ميلان، أعلن النادي عن المدير الرياضي الجديد للفريق وهو البرازيلي ليوناردو اللاعب والمدير الرياضي السابق في «الروسونيري». وبالفعل بدأت الأمور تتحسّن رويداً رويداً مع قدوم ليو. فقد قام بصفقات مهمّة كغونزالو هيغوايين وماتيا كالدارا المدافع الإيطالي الشاب من يوفنتوس، بالإضافة إلى التعاقد مع تيمو باكايوكو من النادي اللندني تشيلسي على سبيل الإعارة. ومن المتوقّع أن يصبح الجناح الهولندي كوينسي بروميس لاعباً لميلان أيضاً في الأيام المقبلة.

رونالدو «شبّاك تذاكر»


بدأ بالفعل تأثير وصول كريستيانو رونالدو إلى الدوري الإيطالي من ناحية الحضور الجماهيري. فقد ارتفعت أسعار تذاكر المباراة الأولى لرونالدو أمام كييفو فيرونا مع نادي يوفنتوس بشكل جنوني. وذكرت صحيفة «آس» الإسبانية أن السعر العادي للتذاكر هو 70 يورو، ولكن قيمتها حالياً أصبحت 355 يورو بعد الإعلان عن جدول مباريات الدوري الإيطالي في الموسم الجديد. وسيلتقي يوفنتوس في الجولة الثالثة بنادي بارما في ملعب «إنيو تارديني»، حيث ارتفع سعر التذكرة من 25 يورو إلى 178 يورو، أي أكثر من التكلفة الأصلية بسبع مرّات.

مانولاس: لم أكن أعرف مالكوم


كان الجناح البرازيلي لاعب بوردو الفرنسي السابق وبرشلونة الحالي قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح لاعباً في صفوف فريق العاصمة الإيطالية روما، حيث أعلن الناديان الفرنسي والإيطالي رسمياً عن توصّلهما إلى اتفاق يقضي بانتقال مالكوم إلى «الذئاب». ولكن في اللحظات الأخيرة من الصفقة تدخّل برشلونة وعرض على بوردو عرضاً أكبر من روما ليصبح في النهاية مالكوم لاعباً في الفريق الكاتلوني. وفي تصريحات لمدافع روما مانولاس قال فيها: «هل سأقوم بتحيّته؟ لا. أنا حتى لا أعرف اسمه. لا يوجد أي سبب لأقول له مرحبا».

يوفنتوس من دون قائد


بعد أن أصبح سن الأربعين، تنحى حارس المرمى الإيطالي «العملاق» جانلويجي بوفون عن حراسة مرمى نادي السيدة العجوز بعد أن قضى أكثر من 17 عاماً مرتدياً قميص النادي المحبب إلى قلبه. انتقل الحارس الأبرز ربّما في تاريخ كرة القدم برأي الكثير من المحللين إلى نادي باريس سان جيرمان بصفقة انتقال حر. يعتبر انتقال بوفون إلى نادي العاصمة الباريسية شبيهاً بانتقال نجم الكرة الإنكليزية ولاعب ريال مدريد ومان يونايتد السابق ديفيد بيكهام كصورة إعلامية واقتصادية ودعائية أكثر من أنها مجرّد صفقة لحارس مرمى.

مالديني في منزله


قدم نادي ميلان الإيطالي أسطورته وقائده السابق باولو مالديني لوسائل الإعلام في «كازا ميلان» مقر النادي الإيطالي، وذلك بعد أن أعلن النادي رسمياً تسلّم مالديني منصب مدير التطوير الاستراتيجي. وتحدث أفضل مدافع في التاريخ برأي الكثيرين عن عودته قائلاً: «أنا هنا، أعلم أن وجودي في ميلان طبيعي ولكني رفضت العودة منذ عام ونصف تقريباً عندما تحدثت معي ابنة بيرلسكوني باربرا للمشاركة في المشروع الصيني، ولكن في الحقيقة لم يكن هناك مشروع من الأساس لذلك رفضت، ولكن مكالمة ليوناردو كانت محفزّة للعودة مجدداً».

كالدارا في نادي المدافعين
أبدى ماتيا كالدارا سعادته في الانضمام إلى ميلان في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، في صفقة تبادلية بينه وبين مدافع يوفنتوس ليوناردو بونوتشي. حيث قال: «أشكر الميلان لأنه وثق بي، سأبذل كل ما في وسعي لإعطاء الإضافة للفريق». وأضاف في تصريحات نشرتها صحيفة ماركا الإسبانية «كل طفل يحلم باللعب في ملعب سان سيرو، سعيد جداً لوجودي في فريق لعب له كل من نيستا ومالديني وباريزي وغيرهم من النجوم الكبار في نفس المركز الذي سألعب فيه». ويعتبر كالدارا من بين أبرز المدافعين الشباب في إيطاليا حالياً.

بونوتشي يحتاج إلى يوفنتوس


بعد موسم سيّئ جداً على الصعيدين الفردي والجماعي للمدافع الإيطالي ليوناردو بونوتشي مع فريقه ميلان في الموسم الماضي، ها هو الآن يرتدي من جديد ألوان الفريق الذي لعب معه سبع سنوات متتالية وتطوّر أداؤه كثيراً بين أسوار ملعبه وهو يوفنتوس. وقال في أوّل تصريحاته بعد اجتيازه للفحوصات الطبيّة «سعيد بعودتي إلى الفريق الذي لطالما حلمت بأن أكون لاعباً ضمن صفوفه، أتمنّى أن أستعيد ما كنت عليه، وأن أفيد الفريق من جديد، وسأتفهّم كل صافرات الاستهجان التي من المتوقّع أن أتعرّض لها».
وبعد انتقال المهاجم الأرجنتيني وصاحب الرّقم القياسي في عدد الأهداف خلال موسم واحد في الدوري الإيطالي (36 هدفاً) غونزالو هيغوايين إلى نادي ميلان، انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي لمشجع «ميلانيستا» وهو يرتدي قميصاً يحمل اسم ورقم هيغوايين ولكن بطريقة غريبة وطريفة. حيث قام المشجّع بتغيير اسم بونوتشي إلى هيغوايين بالإضافة إلى محوه للرقم 1 من رقم بونوتشي الخاص به 19. لتكون هذه اللقطة من بين أكثر اللقطات طرافةً مع بداية الدوري الإيطالي في موسمه الجديد والتي تبرز مدى عدم تقبّل المشجعين الـ«طليان» أمور كهذه.

سكرينيار إنتريستا للعظم!


قدّم المدافع السلوفيني موسماً مميّزاً مع إنتر ميلانو الموسم الماضي، ممّا فتّح الأعين عليه وبدأت العروض تأتي من هنا وهناك لاستقطاب خدمات المدافع العملاق. إلّا أن لسكرينيار موقفاً من كل الإشاعات التي تربط اسمه مع كثير من الأندية من بينها يوفنتوس، حيث قال: «ليس لدي النيّة في الرحيل لا إلى يوفنتوس ولا لميلان، لن أرتدي أي قميص غير قميص الإنتر في إيطاليا، أحب هذا الفريق ولن أستمع لأية عروض من الممكن أن تأتي من باقي الفرق الإيطالية». خلاصة هذا التصريح بأن اللاعب يحب الإنتر ويعتبر نفسه وفياً للـ«نيراتزوري».