انطلقت مسابقة كأس النخبة لكرة القدم بمفاجأة «جبلية»، يوم السبت الفائت، حين فاز الإخاء الأهلي عاليه على العهد 2 - 1 على ملعب بحمدون. أول خسارة محلية لبطل لبنان منذ سنوات. نتيجة لم تكن متوقعة لكن منطقية في ظل أحداث اللقاء ومقاربته من قبل الفريقين. فالنظرة لافتتاح الموسم الكروي كانت مختلفة بين الفريقين. واحدٌ يلعب كأنها مباراة مصيرية والآخر كأنها مباراة «صيفية». لكن الإخاء استحق الفوز لأنه قاتل وأعطى المباراة حقها. فهو قلب تأخره بهدف رائع للاعب العهد حسين منذر من ركلة حرة في الدقيقة 21، الى فوز بنكهة برازيلية بعد تسجيل مهاجمه البرازيلي كارلوس البرتو هدفي الإخاء (40 و71). قد يعتبر البعض أن النتيجة طبيعية في ظل لعب الإخاء على أرضه لكنها نقطة لا يمكن أن يكون لها تأثير مع فريق كالعهد يملك من النجوم ما يسمح له الفوز على أرض أي فريق. فالعهد هو من اختار ملعب بحمدون بعد أن جرت جدولة المباراة على ملعب الصفاء. إذ فضّل العهداويون اللعب على أرضية ملعب الإخاء واثقاً من قدرات لاعبيه وعدم تأثرهم بخوض اللقاء على ملعب الإخاء. أمور عدة يمكن التوقف عندها في لقاء بحمدون. أولها الصورة التي ظهر عليها الفريق الفائز والتي بدت مريحة لجمهوره الذي حضر بأعداد أقل من جمهور العهد. فبصمات المدب العراقي عبد الوهاب ابو الهيل بدت واضحة على أداء الفريق القادر على إحراج أي خصم والذهاب بعيداً في البطولة في الموسم المقبل. لكن هذا قد يتطلّب تدعيمات أكثر على الصعيد المحلي مع عدم وجود مقعد احتياط مؤهل لدعم الفريق في المشوار الطويل في الدوري. صحيح أن ممثل الجبل قدّم في مباراة السبت لاعبين محليين جديدين هما محمد قرحاني ومحمد عطوي من الأنصار، لكن هذا لا يمنع من حاجة الفريق إلى وجوه أخرى تتمتع بالخبرة.نقطة أخرى هي نجاح المسؤولين عن الفريق إدارياً وفنياً بحسم موضوع اللاعبين الأجانب مبكراً ما أثر بشكل إيجابي. ثلاثة لاعبين تعاقد معهم الإخاء قبل فترة هم البرازيليون إيغور كونكالفس وكارلوس ألبرتو في النصف الثاني من ملعب الإخاء، والإيطالي كريستيان لوكا في خط الدفاع. هذا الأمر جنّب الإخاء دوامة التجارب خصوصاً في المباراة كما حصل مع العهد الذي اختبر ثلاثة لاعبين من السنغال وساحل العاج والمغرب. وبدا الاختيار الأجنبي ناجحاً سواء مع قدرات الإيطالي لوكا الدفاعية أو الحس التهديفي العالي للبرازيلي ألبرتو. أما مواطنه إيغور فقد أظهر قدرات عالية في خط الوسط.
في المقابل خيّب لاعبو العهد آمال جمهورهم الذي حضر اللقاء بعد الخسارة غير المتوقعة رغم التقدم بالنتيجة. خسارة بدا سببها حالة «الارتخاء» التي ظهرت على لاعبي العهد وخصوصاً في الشوط الثاني رغم خوض اللقاء بتشكيلة شبه كاملة مع غياب أحمد زريق وسمير أياس والغاني عيسى يعقوبو ودخول حسن شعيتو «موني» في الشوط الثاني. العهد اختبر أكثر من لاعب أجنبي لم يظهروا بالشكل المطلوب. فالعاجي مارك ديون الذي سبق ولعب في لبنان لم يكن مقنعاً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المغربي جواد إسبن. أما السنغالي كولابالي باكاري في الدفاع فكان أفضل من زميليه لكن العهد يحتاج إلى مدافع اعلى مستوى خصوصاً على الصعيد الآسيوي. أما المهاجم البلغاري مارتن توشيف قد قدم شوطاً أول جيداً قبل أن يغيب في الشوط الثاني ويتم استبداله. لكن لا شك أن المسؤولين في النادي ومن خلفهم الجمهور ينتظرون أكثر من مهاجمهم بعد أن تم توقيع العقد معه. علماً أن توشيف لم يختبر في لبنان بل جاء بعد أن تم التعاقد معه بناء لمقاطع الفيديو التي شاهدها المدرب باسم مرمر واقتنع به.
أمرٌ لافت في اللقاء كان الحساسية والتوتر غير المبرر الذي سيطر على بعض الفترات إلى جانب الخشونة. ورغم أن المباراة «صيفية»، فإن اعتراضات وتوتر الإخائيين انتقلت الى مقعد احتياط العهد عبر بعض الموجودين عليه خصوصاً مع مرور الوقت وتأخر الفريق في النتيجة. في النهاية مرّ «القطوع»، وفاز الإخاء والعهد خسر وأصبح موقفه حرجاً جداً قبل لقاء الأنصار يوم الأربعاء على الملعب عينه عند الساعة الخامسة عصراً، في مباراة لا تقبل سوى الفوز للعهد كي يحافظ على حظوظه بالتاهل إلى نصف النهائي. ذلك أن الخروج من كأس النخبة يعتبر ضربة معنوية للفريق، بغض النظر عن الكلام عن أنها مسابقة «تجريبية». في أية حال، لو كان المسؤولون عن اللعبة يريدون إيصال رسالةٍ أن الموسم المقبل سيكون «تعيساً»، لما نظموا مباراة النجمة وطرابلس بهذه الطريقة. الحكم الرابع يستبدل اللاعبين من دون أن يحمل لوحة، مكتفياً بقراءة الأرقام والاستماع إلى المدربين وهم يطلبون من اللاعبين الخروج من الملعب، بما أن لا لوحة تُشير إلى استبدالهم. المباراة لُعبت بدقائقها العشرين الأولى من دون طاقمٍ للصليب الأحمر، وكأن حادثة إصابة ماهر صبرا لم تحصل قبل نحو ثلاثة أسابيع.

فوز أول للنجمة
وفي طرابلس كان مدرب النجمة حمدان يقود مباراته الأولى مع «النبيذي». أداءٌ مقنع تُوّج بثلاثة أهداف رغم مشاركة مطر في الشوط الثاني وغياب الخطورة من جانب حسن معتوق، فيما كان المدرب الروماني تيتا فاليريو يختبر ثلاثةً من لاعبي الشباب العربي التسعة الذين انتقلوا إلى الصفاء في التشكيلة الأساسية قبل الدفع بلاعبَين آخرَين. تبديلات حمدان أهدت فريقه الفوز، فهدف المباراة الأول الذي سجله علي حمام جاء بعد تمريرة من البديل علي الحاج، الذي ساهم في تسجيل الهدف الثاني بعد تسديدة تصدى لها الحارس محمد طه وتحضّرت أمام البديل كريم درويش الذي أودعها في الشباك، قبل أن يسجل علي بزي هدف اللقاء الأخير بتصويبة متقنة. في المقابل، أخفق بديل الروماني فاليريو، محمد جعفر، في تسجيل هدفٍ لفريقه في حين كانت النتيجة تُشير إلى تقدّم المنافس بهدف، بعدما تصدّى الحارس عباس حسن لتسديدته من ركلة جزاء احتسبها الحكم محمد عيسى.


مقترحات الاخاء
حصلت «الأخبار» على نسخة من المقترحات التي تقدّم بها نادي الاخاء الأهلي عاليه إلى اللجنة التنفيذية في الاتحاد اللبناني لكرة القدم، وهي كالآتي:
- دعوة الأندية إلى اجتماعات مكثفة في الاتحاد لوضع خطة تسويقية تساهم بتأمين مداخيل اضافية.
- توزيع حوافز مادية للأندية من عائدات النقل التلفزيوني.
- تحمل الاتحاد بصورة استثنائية ولموسم واحد فقط تكاليف الحكام والملاعب لا سيما لبطولات الفئات العمرية.
- السعي لدى وزارة الشباب والرياضة لتأمين مساعدات ثابتة للأندية.
- التواصل مع وزارة الداخلية والبلديات للتعميم على البلديات والاتحادات البلدية بضرورة الالتزام بدعم أندية كرة القدم التي تقع ضمن نطاقها.
- التواصل مع الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الآسيوي لبحث سبل دعم الأندية مادياً.
- السعي لدى معالي وزير العمل وسعادة المدير العام للأمن العام لإعفاء الأندية من تكاليف إقامات المدربين واللاعبين الأجانب.