المهم أن مطر لعب في السعودية، وكان الأفضل بين زملائه على مدار المباريات الثلاث، ولم يعطِ أي ذريعة لمدربه لاستبعاده من جديد، فعاد الأخير إلى بيروت، غارقاً في الإشادات التي انهالت عليه بعد التأهل النجماوي، وأصبح كثيرون يطالبون بالتمسّك به، رغم الإيقاف الذي لا يبدو أنه سيُرفع عنه من قبل الاتحاد اللبناني لكرة القدم، الذي لا يحبّذ بالتأكيد كسر القوانين في هذا الإطار. ومع عودة مطر من المغرب وانخراطه في التمارين، كانت المواجهة المتجددة مع جرايا، الذي طلب منه اللعب في مركز الوسط – المدافع (الارتكاز)، وهو مركز رفض مطر (إلى جانب مركز الظهير الأيمن) شغله سابقاً، إذ كما هو معلوم يتحسّس صاحب القميص الرقم 4 في النجمة دائماً على صعيد اختيار مركزه من قبل المدربين، حيث يفضّل اللعب خلف المهاجمين، وهو المكان الذي برز فيه مع النجمة والمنتخب الوطني على حدٍّ سواء.
ردّد جرايا أمام أكثر من شخصٍ أنه لا يريد اللاعب في تشكيلته
وكان ملعب النجمة شاهداً على مشادّة جديدة بين المدرب واللاعب، الذي غادر التمارين، عازياً السبب إلى أن المدرب توجّه إليه بكلمات قاسية أمام زملائه، ومؤكداً في كلامه مع الإداريين أنه لم يطرح سوى وجهة نظره على جرايا، بطريقة مهذّبة، لكن الأخير لم يرُقه الكلام، فردّ بعصبية وحصل ما حصل. ابتعد مطر عن التمارين رغم التدخلات الإدارية لحلّ المشكلة، وردّد جرايا أمام أكثر من شخصٍ أنه لا يريد اللاعب في تشكيلته للموسم المقبل، مشدداً على أنه صاحب القرار الأول والأخير في كل الخيارات والمراكز.
لعب النجمة والعهد وديّاً على ملعب الأخير، في وقتٍ كان فيه مطر يركض وحيداً في ملعب النجمة، الذي عاد إليه للتدرّب مع المجموعة، وغادره لاصطدامه بالمدرب. لكن بما أن مطر واحد من أهم لاعبي الفريق، كان تدخّل صقال وأمين السر سعد الدين عيتاني اللذين قررا الاجتماع بالمدرب واللاعب مساء الأربعاء. اجتماعٌ زاد الطين بلّة بعد وصول مطر وتجاهله لوجود جرايا، الأمر الذي أثار غضب الأخير، فكان واضحاً أمام صقال وعيتاني بقوله: «أنا لا أريده في فريقي». كلامٌ جاء بعدما أوضح مطر أن مشكلته الوحيدة هي في المركز الذي يريد جرايا أن يضعه فيه، فكان اقتراح صقال لتبريد الأجواء إشراك مطر في المركز الذي يريده، وإذا كان هناك من هو أفضل منه لهذا المركز، فسيكون احتياطياً، وهي خطوة طبيعية.
لكن المشكلة أكبر بكثير، وقد لمس الرئيس هذا الأمر، وطلب الاجتماع باللاعب على انفراد في غرفةٍ مجاورة، طالباً منه التحلّي بالهدوء لحلّ الأزمة، حتى إنه كان قد اتصل بوالده، سائلاً إياه المساعدة لإقناع نجله بعدم القيام بأي تصرفٍ يمكن أن يضرّ الفريق الذي جدّد عقده معه حديثاً. وفي هذا الإطار أوضح مطر لصقال أنه لم ينظر يوماً إلى قيمة العقد الذي وقّعه، رغم انه يستحق أكثر ممّا يتقاضاه بكثير، نظراً إلى تأثيره الكبير في نتائج الفريق، قائلاً: «أنا أعيش وحيداً في بيروت، وكل ما أستمتع به هو الذهاب إلى الملعب وخوض التمارين والمباريات، لكن هذه المتعة تختفي عندما أُهان أمام زملائي، ولا شيء يجبرني على تحمّل هذا الوضع». انتهى الحديث هنا رغم المحاولات الكثيرة للرئيس لتهدئة الأمور، فخاض النجمة مباراة ودية أخرى أمام منتخب اللاعبين الفلسطينيين الناشطين في لبنان، من دون مطر، الذي قال أحد المقرّبين منه إن القصة أبعد من كثير من موضوع خلافٍ على مركز معيّن، ففي بال المدرب لاعب آخر في المركز الذي يشغله مطر عادةً، وذلك لارتباطات مسبقة لها علاقة بالمدرب دون سواه. أقفل مطر خطّ هاتفه صباح أمس وطار إلى الدار البيضاء من دون أن يبلغ أحد (قيل إنه أخطر صقال بنيّته السفر حتى مطلع الأسبوع المقبل ريثما تنجلي الأمور أو تُحلّ القضية)، في وقتٍ حُكي فيه ضمن دوائر ضيّقة أن العهد والأنصار يترقّبان الوضع، وهما على استعداد لإعطاء اللاعب الدولي ما يريده للانضمام إلى أحدهما ومواصلة المشوار في الملاعب اللبنانية، التي قال بنفسه إنه بقي فيها حبّاً بالنجمة وبمنتخب لبنان الذي يريد أن يشارك معه في كأس آسيا 2019. التوتر الحالي يشكّل مشكلة كبيرة للنجمة، بالنظر إلى الخيارات الضيّقة على صعيد البدلاء، التي أثّرت سلباً بمشوار الفريق في الموسم الماضي، وخصوصاً عندما يكون الحديث عن أحد أعمدة الفريق. كذلك هي مشكلة للمنتخب في حال بقاء مطر خارج النجمة أو لم يشارك أساسياً، لكونه أحد اللاعبين الذين يبني حولهم المدرب المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش تشكيلته.
(الأخبار)