فقد بدا واضحاً في عهد أليغري أن المشكلة الرئيسية لدى هذا الأخير تكمن في هذه النقطة، إذ بدا أليغري في أحيان كثيرة في موقف العاجز عن فعل شيء أو التأثير على اللاعبين. صحيح أن ميلان لم يعد ميلان فان باستن أو ميلان رونالدو أو ميلان شيفتشنكو أو ميلان كاكا (قبل انتقاله الى ريال مدريد الإسباني)، لكنه ليس بذلك السوء الذي يجعله يتخلّف بـ 30 نقطة عن يوفنتوس ويتعرض لهزائم أمام فرق متواضعة؛ كان آخرها أمام ساسوولو! ليس ميلان خالياً الى هذا الحد من الأسماء التي بإمكانها، إن توافر المدرب الجيد قيادة وتكتيكاً، أن تعيد الفريق الى السكة الصحيحة، على الأقل حتى تحصل النقلة النوعية و«الثورة» الكاملة في الصيف القادم.
القيادة والتكتيك قلنا إذاً. بالنسبة إلى القيادة، يمكن القول إن سيدورف قادر على تلبية طموح الميلانيين في أن يدير الأمور على أفضل ما يرام في ملعب «سان سيرو»، هو العارف بخبايا الأمور في أروقة هذا الأخير والذي يتمتع بشخصية قوية ومؤثرة استناداً، على الأقل، الى ما كان يظهره لنا في الملعب، والأهم أنه على علاقة ممتازة بسيلفيو برلوسكوني وابنته باربرا، وأكثر فهما من طلبا منه تسلّم مهمة تدريب ميلان.
أما بالنسبة إلى الأمور الفنية، فيمكن القول إن تجربة هذا اللاعب الغنية مع فرق كأياكس أمستردام وريال مدريد وإنتر ميلانو وميلان ومنتخب هولندا طيلة 21 عاماً تحت قيادة أهم المدربين ومشاركته وفوزه بأهم البطولات، تكفي لأن يكون رأس هذا النجم قد امتلأ خططاً وخبرات وحنكة.
سيدورف أمام مهمة غير سهلة مع فريق كميلان، هذا صحيح. آمال الميلانييين تبدو كبيرة على الهولندي، هذا صحيح. المتربصون به سيكونون كثراً، هذا صحيح. لكن العشق الذي يكتنفه قلب سيدورف لميلان كفيل، لا شك، بأن يصل به الى تحقيق المستحيل.
المواهب الهولندية
يُتوقع أن ينحو كلارنس سيدورف نحو المدرسة الهولندية لاستقطاب المواهب منها، وخصوصاً في ذلك المعاناة المالية في ميلان، وحتى إن بعض الأسماء الهولندية بدأت تربطها الصحف الإيطالية من الآن للانتقال الى الـ «روسونيري» كآدم ماهر، لاعب وسط أيندهوفن، وسيم دي يونغ، لاعب وسط أياكس امستردام.