أفريقيا خارج المونديال. ودّعت السنغال البطولة بأسوأ سيناريو في جميع المجموعات. البطاقات الملونة أخرجت «أسود الترنغاد» وأهّلت اليابان، رغم التعادل بالنقاط والأهداف. صحيح أن الخروج بهذه الطريقة يبدو غير منصف، إلا أن السنغال أخرجت نفسها في نهاية المطاف، إثر خسارتها في المباراة الأخيرة أمام كولومبيا بهدف دون رد. لقطتان تلخّصان الشوط الأول من المباراة: اللقطة الأولى للحكم الصربي ميلوراد مازيتش يحتسب ركلة جزاء للسنغال بعد سقوط ساديو مانيه، ثم يتراجع عنها بعد عودته إلى تقنية الفيديو، ليتبيّن أن المدافع دافينسون سانشيز قام بواحد من أفضل الاستخلاصات في المونديال الروسي، بعدما قطع الكرة من أمام مانيه المنفرد بالمرمى. أما اللقطة الثانية، فهي لصانع ألعاب كولومبيا خاميس رودريغيز خارجاً من الملعب من دون أن يصافح مدربه خوسيه بيكيرمان، بعد استبداله في الدقيقة 31، متوجهاً إلى غرفة ملابس منتخبه. الطرفان قدّما شوطاً غابت عنه الحماسة، فلم يسدد اللاعبون سوى ثلاث تسديدات على المرمى، اثنتان منها على المرمى الكولومبي، لم يتحرّك الحارس دايفد أوسبينا للتصدّي لها، وواحدة على مرمى الحارس السنغالي خادم ندياي، الذي حرم خوان كينتيرو من تسجيل هدف منتخب بلاده الخامس في المونديال.
التسرّع السنغالي في لعب التمريرات لم يوصل مانيه ورفاقه إلى المرمى


في الشوط الثاني، حاول الفريقان تسجيل هدفٍ سريع، إلا أن التحركات في الملعب لم توصل اللاعبين إلى المرميين، فانتظرا 20 دقيقة حتى حاول ساديو مانيه من الطرف السنغالي في المرة الأولى، وراداميل فالكاو من الطرف الآخر في المرة الثانية. بعد الدقائق العشرين من الشوط الأول، كان المنتخب البولندي قد سجل هدفاً في مرمى نظيره الياباني، نتيجة تعني أن التعادل بين السنغال وكولومبيا تؤهّل السنغال إلى جانب اليابان، الأمر الذي دفع بالكولومبيين الى محاولة تسجيل هدف التقدّم، للتأهّل أولاً، وصدارة المجموعة ثانياً. لحظات على خروج الظهير الأيسر يوسف سابالي بسبب الإصابة، استطاع خلالها المدافع ياري مينا اقتناص هدف برأسه، بعد ركنية لعبها كينتيرو، لم يتعامل الحارس ندياي معها بطريقةٍ صحيحة، فدخل معها إلى المرمى. هدفٌ تراجع على أثره المنتخب السنغالي إلى المركز الثالث بفارق البطاقات الملونة عن اليابان، التي كانت تتفوّق بفارق بطاقتين، بعد حصول مبايي نيانغ على بطاقة صفراء بعد دقائق على انطلاق الشوط الثاني. مدرب السنغال دفع بموسى كوناتيه وديافرا ساخو بغية تسجيل هدف التعادل، إلا أن التسرّع في لعب التمريرات لم يوصل مانيه ورفاقه إلى المرمى، رغم حصولهم على فرصتين أضاعهما نيانغ واسماعيليا سار، فيما لم ينجح الكولومبيون في قيادة أي هجمة مرتدة صحيحة رغم المساحات التي تركها مدافعو السنغال في الخط الخلفي.
غادرت السنغال بعد نيجيريا وتونس والمغرب ومصر، ولم يصل أي منتخب أفريقي إلى دور الـ 16 من البطولة للمرة الأولى منذ عام 1986، والسابعة في تاريخ مشاركاتهم، فيما تأهّلت كولومبيا إلى الدور عينه للمرة الثالثة.