صاحب الهدف، الساحر، «رونالدينيو» صرّح بأنه سدد، ولم يكن يمرر: «إنها تسديدة بكل تأكيد. كان كافو من نصحني قبل التسديد بأن هناك فراغاً وأن سيمان كان متقدماً جداً في مربع العمليات. كان من الطبيعي أن أحاول ولم يكن الأمر مجرد حظ». دعونا نكون صريحين، من نصدّق: رونالدينيو أم الإنكليز؟ منطقياً، رونالدينيو. فهو الذي سدد. وعاطفياً، وبطبيعة الحال، رونالدينيو أيضاً. لكن، شعر لاعبو المنتخب الإنجليزي بالحرج من تلك التسديدة: «من العار أن هدفاً مثل ذلك تسبب في خروجنا من البطولة. كان أمراً عجيباً»، قالوا، كما قيل سابقاً في هدف دييغو آرماندو مارادونا.
الهدف الخامس لكوتينيو من أصل 11 مع البرازيل من خارج منطقة الجزاء
البرازيل عموماً تميّزت بالأهداف بعيدة المدى حيث سجل لاعبو السامبا 37 هدفاً من خارج منطقة الجزاء منذ مونديال 1966 أكثر بـ11 هدفاً من أي منتخب آخر.
التسديدات الصاروخية البرازيلية وسيلة فعالة لتسجيل الأهداف، خاصة إذا كان اللاعب صاحب قدم قوية قادرة على إطلاق الكرة من مسافات بعيدة وبسرعة عالية في المكان المناسب. هذا الحديث ينسحب على صاروخيات جيرزينيو وغارينشا وبعدهما رونالدو نازاريو دا ليما وروبرتو كارلوس وريكاردو كاكا (أحد أفضل المسددين من خارج منطقة الجزاء في تاريخ البرازيل). في 2006 دوّن رونالدو أجمل أهداف تلك البطولة، وكان ضد المنتخب الياباني في مرحلة المجموعات حين سدد كرة رائعة من خارج منطقة الجزاء. دعونا نتذكر «صاروخاً» برازيلياً آخر. خلال المباراة الافتتاحية لبطولة فرنسا الدولية الودية التي جرت في فرنسا 1997 تمهيداً لنهائيات كأس العالم 1998 سجل روبرتو كارلوس هدفاً بعيداً يعد ضمن الأفضل في تاريخ كرة القدم. استدارت الكرة مع الرياح وفتح فابيان بارتيز فمه وهو يشاهدها تمزق شباكه. وفي 2016 انهمرت دموع السعادة، من عيني نيمار قائد البرازيل، بعدما قاد البلاد لأول ذهبية أولمبية في تاريخها في كرة القدم حين سجل الركلة الحاسمة في الفوز 5-4 بركلات الترجيح على ألمانيا بعد نهائي مثير انتهى بالتعادل عقب وقت إضافي. هدف النهاية هذا سبقه أول أهداف المباراة، حيث وضع نيمار المنتخب البرازيلي في المقدمة بتسديدة من ركلة حرة في الدقيقة 27، تضاف الى سجل أهدافه المميزة البعيدة المدى. البرازيل تلعب الكرات القصيرة، تتجاوز الخصوم، ولكنها أيضاً، قادرة على التصويب من بعيد.