على رغم الأداء المشرّف للمنتخب الإيراني، قبض المنتخب الإسباني على المباراة كما قبضت يد إيسكو على الطير الصغير في منتصف الملعب. خطفها خطفاً. بدأت المباراة بالطريقة التي توقّعها الجميع: ضغط إسباني عالي واستحواذ على الكرة، سيطر به الاسبان على مجريات الشوط الأوّل. اقتصرت محاولات المنتخب الإيراني على بعض الكرات الطويلة التي لم تجد نفعاً مع الدفاعات الإسبانية، التي شهدت عودة ظهير ريال مدريد داني كارفخال للتشكيلة الأساسية.
الأداء الإيراني كان مشرّفاً (سعيد خان ــ أ ف ب)

ضغط «الإسبان» عبر تشكيلة 4-5-1 المعتادة في المباريات الودّية الأخيرة تحت قيادة المدرب السابق لوبيتيغي والمدرب الحالي فيرناندو هييرو والتي تعتمد بالشكل الأساسي على خط الوسط المتكوّن من دافيد سيلفا وإيسكو وإنييستا واللاعب الذي بدأ أساسياً بخطوة مفاجئة من المدرب هييرو لوكاس فاسكيز. كان ضغطاً كبيراً. هكذا انتهى الشوط الأول. الأداء الاسباني إيجابي، إيران «صامدة»، والتعادل سلبي، مقابل استحواذ سلبي بدوره أيضاً من رفاق إيسكو، الذي كان اللاعب الأبرز في المباراة عبر مراوغاته وتمريراته المتميّزة.
في الشوط الثاني تغيّرت المعادلة. وكأن بالمدرّب هييرو أعطى الفريق جرعة معنوية رفع بها «وتيرة» الأداء الإسباني وتحسّن بصورة واضحة على أرضية الملعب. من دون تغييرات في الأسماء، استمر المنتخب الإسباني على الأسلوب ذاته ولكن بسرعة أكبر وتنظيم أكثر ممّا أسفر عن تسجيلهم للهدف الأوّل عند الدقيقة 54 عبر كرة شتتها المدافع الإيراني رامين ريزايان لترتطم بقدم دييغو كوستا وتذهب إلى شباك الحارس علي رزا. خرج اللاعبون الإيرانيون من مناطقهم بعد تلقيهم لهدف كوستا، وبتنا نشاهد نسخة مميّزة من المنتخب الإيراني، من ضغط عالٍ وتمريرات طويلة أزعجت بها الدفاع الإسباني. من كرة ثابتة سجّل الإيرانيون التعادل ولكن سرعان ما أعلن الحكم الأورغواياني أندريس كونا عن إلغائه بعد استعانته بتقنية الفيديو «VAR». لم يستسلم رجال المدرب البرتغالي كيروش بل وزادت عزيمتهم وحاولوا عدة مرّات الوصول إلى مرمى الحارس الإسباني ديفد ديخيا. بمراوغة فنيّة عالية المستوى صنع اللاعب الإيراني أميري نفقاً بين قدمي المدافع جيرارد بيكيه، ليقوم بتوزيع الكرة لتصل على رأس مهدي تريمي، إلاّ أن الحظ لم يقف بجانب إيران ليحرزوا هدف التعادل وأول هدف لهم في مونديال روسيا (بعد هدف المنتخب المغربي العكسي).
لم يستسلم رجال المدرب البرتغالي كيروش بل زادت عزيمتهم


حاول هييرو الاستعانة بالـ«دكة النارية» التي لديه بإقحامه لجناح ريال مدريد ماركو أسنسيو بديلاً للوكاس فاسكيز وكوكي مكاناً للرسام إنييستا، الذي لم يستعمل «ريشته» في المباراة. بتمريرات عرضية ومحاولات إيرانية خجولة، أعلن الحكم الأورغواياني عن نهاية المباراة بفوز مستحق للأسبان على المنتخب الإيراني على رغم الاستفاقة الإيرانية في آخر الدقائق. سيلعب الأخير مباراة حاسمة له مع المنتخب البرتغالي ورونالدو هدّاف كأس العالم حتى الآن بأربعة أهداف ليحدد مصيرهم في البطولة، ولم لا يكون التأهل إلى الدور الثاني، الأمل ممكن في ضوء الأداء الإيراني القوي خلال النصف ساعة الأخيرة من الشوط الثاني.