ستكون كأس العالم 2018 في روسيا الحادية عشرة التي سيتابعها معلّق قناة «بي إن» الرياضية المصري علي محمد علي منذ عام 1978، بداية علي مع المونديالات على شاشة التلفزيون. حينها دخل التلفزيون الملوّن الى البيوت المصرية ودخل معه كأس العالم بعدما كانت البداية عبر عرض بعض المباريات في شاشات السينما. يذكر ابن الثالثة والخمسين عاماً حين كان يذهب الى السينما مع والده لمشاهدة بعض المباريات في نسختي 1970 و1974. لكن الانطلاقة الحقيقية كمشاهد كانت في مونديال «الورق» كما يصفه المعلق الشهير حيث كان المونديال مشهوراً حينها بظاهرة رمي الأوراق الى الملعب.لدى نسخة هذا العام أكثر من مرشّح لإحراز اللقب، لكن يأتي في طليعتها كما يرى علي المنتخب الألماني حامل اللقب والذي يتمتع بجاهزية عالية، اضافة الى المستوى الذي قدمه الألمان في الفترة الأخيرة، وتحديداً في كأس القارات العام الماضي. فالمانشافت يملك تشكيلتين وليس واحدة، ونجحت سياسة المسؤولين الألمان في عملية الإحلال والتجديد والتواصل بين الأجيال. لكن المعلّق المصري لا يحصر المنافسة على اللقب بالألمان فقط، فهناك منتخب «السامبا» مع مدربه تيتي الذي نجح في خلق عامل الاستقرار في المنتخب وظهر ذلك من خلال النتائج الممتازة في التصفيات، اضافة الى خطوة اختيار الـ 23 لاعباً للمونديال بشكل مبكّر، ما يضفي المزيد من الراحة والاستقرار على أجواء اللاعبين.

منتخب ثالث يرشّحه علي وهو الماتادور الإسباني الذي قدم بقيادة مدربه جوليان لوبيتيجي أداءً جيداً في المباريات الودية بعدما نجح المدرب الإسباني في المحافظة على الكيان الأصلي للمنتخب. وإذا كان مونديال 1978 هو الأول لعلي كمشاهد، فإن مونديال 1998 في فرنسا كان الأول له كمعلق. لا تزال مباراة المغرب والنروج محفورة في ذاكرته، فهي المباراة الأولى التي علّق عليها في مسابقة كأس العالم، وحينها كان معلّقاً في قناة النيل الرياضية المصرية. في هذا المونديال تحديداً، علّق علي على 16 مباراة؛ منها المباراة النهائية، قبل أن ينحصر التعليق في مونديال 2002 على القنوات الأرضية.
في 2003، كان الانتقال الى قناة الجزيرة الرياضية، ومع حصول قناة ART على حقوق مونديال 2006، فإن المعلق المصري غاب عن مونديال ألمانيا قبل أن يعود عام 2010 في جنوب أفريقيا ويعلّق على 18 مباراة؛ بينها النهائي. حين تسأله من تشجّع يجيبك فوراً «الأرجنتين، انطلاقاً من حبي لمارادونا. فالأخير لا يمكن مقارنته بأي لاعب، مع احترامي لمستوى بيليه وميسي. أحب أيضاً مشاهدة مباريات هولندا وإيطاليا، رغم أن البلدين خارج المونديال».
بالنسبة إلى علي، يعتبر مونديال 2014 الأجمل له، وخصوصاً على الصعيد المهني، أما الأسوأ فهو مونديال 1994، اضافة الى مونديال 1982 الذي لا يحب أن يتذكره المعلّق المصري «رغم أنه كان أفضل مونديال كروياً. لكن من الصعب عليك مشاهدة منتخب البرازيل الذي قدّم أجمل كرة قدم حينها وأبكى الجميع بخسارته. لكن مع إيطاليا وما قدمه باولو روسي، كان من الصعب على أي منتخب أن يفوز باللقب».
لا يذكر علي اللحظة الأجمل له في المونديالات التي شاهدها، فبالنسبة إليه نهاية آخر مباراة في كل نسخة تكون اللحظة الأجمل بعد أن يكون قد أنهى عمله الاحترافي بطريقة جميلة، مختتماً فترة طويلة من التركيز والابتعاد عن العائلة.