يحمل دفتره المليء بالملاحظات. يأخذ قلماً من درجه، ويقترب من نافذة بيته الصغير. يعاين بترقب ويتابع بإمعان، ثم يخطّ مشاهداته على أوراق دفتره الصغير. هكذا اعتاد الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو استراق النظر والتلصص على تدريبات نادي ليفربول، بعد رفض النادي دخوله لمشاهدة تدريبات الفريق، فهوسه بالخطط الفنية وشغفه بالتكتيكات الكروية جعلاه مولعاً بدراسة كرة القدم. بعد تخرجه وحصوله على دبلوم «العلوم وكرة القدم»، لم يحظَ الكولومبي بمسيرة طويلة كلاعب، إذ انتهى مشواره كوسط ميدان عند السادسة والعشرين من عمره بعد تعرضه للإصابة. بدأ بعدها أوساريو مسيرته التدريبية كمساعد مدرب في نادي مانشستر سيتي الإنكليزي، ليتولى بعد أربع سنوات الإشراف على تدريب ميلوناريوس الكولومبي. نجاح أوساريو مع ناديه الجديد تُوّج بحصوله على جائزة الامتياز في التدريب «ديماريو»، ليصبح أول مدرب يفوز بها في سنته التدريبية الأولى. بعد موسم يتيم قضاه مع ميلوناريوس، انتقل «الماستر» بعدها لتدريب عدة فرق في الدوري الأميركي والكولومبي والبرازيلي، ليحصد في مسيرته التدريبية مع الأندية 8 بطولات. ولعلّ أفضل محطاته التدريبية كانت مع: نادي أتلتيكو ناسيونال الكولومبي، إذ حقق معه 6 بطولات مختلفة، والدوري الكولومبي، وكأس كولومبيا ودوري السوبر الكولومبي.في خريف عام 2015، أصبح أوساريو أول كولومبي يتسلّم تدريب المنتخب المكسيكي، والمدرب الثاني عشر للمنتخب خلال 9 سنوات فقط. وعلى الرغم من أنها تجربته الأولى على مستوى المنتخبات، إلا أنه قاد «التريكولوري» لتصدر مجموعته في الجولة الخامسة من مباريات الكونكاكاف المؤهلة لكأس العالم 2018، إلى جانب تحقيق سلسلة انتصارات متتالية (22 مباراة بدون خسارة) خلال مشاركته في مئوية بطولة الكوبا أميركا. المدرب الكولومبي الذي ينتهى عقده عقب نهاية المونديال، أكد أنّ لديه الحق في التطلع إلى التتويج بطلاً لكأس العالم مثله مثل أي بلد آخر، على الرغم من صعوبة المهمة. فهل تكون المكسيك إحدى مفاجآت مونديال روسيا المنتظر؟