من يقارن بين نتائج إنتر ميلانو في الدوري الإيطالي الآن وقبل شهرين سيُصاب، لا شك، بالدهشة. دهشة على غرار الخسارة أمام جنوى الثاني عشر 0-2 السبت قبل الماضي. «النيراتزوري» حقق انطلاقة تاريخية بـ 29 نقطة من 11 مباراة تخللها انتصارات مهمة على فيورنتينا 3-0 في الجولة الأولى وعلى روما في «الأولمبيكو» 3-1 في الجولة الثانية وعلى جاره الغريم ميلان 3-2 وعلى كييفو 5-0، فضلاً عن التعادل على ملعب نابولي ويوفنتوس 0-0.
لكن منذ ذلك التعادل أمام «البيانكونيري» عاش الفريق اللومباردي كابوساً حقيقياً حيث فشل في تحقيق الفوز في 8 مباريات في «السيري أ»، تخللها خسارة أمام أودينيزي 1-3 على ملعبه «سان سيرو» (يحبّ مشجعو إنتر تسميته «جيوسيبي مياتزا) وتعادلات أمام فرق مغمورة على غرار سبال وكروتوني قبل أن يفوز فقط على بولونيا بصعوبة 2-1 ثم يخسر أمام جنوى، ويلتقط أنفاسه أمام متذيل الترتيب بنيفنتو بفوزه عليه بصعوبة 2-0.
هذه النتائج السيئة جعلت الفريق يفقد الصدارة ليتراجع إلى المركز الرابع - الذي من الممكن أن يفقده في ظل مطاردة شديدة من لاتسيو، وميلان الذي يأتي من بعيد، مبتعداً بفارق شاسع عن نابولي ويوفنتوس الأولين. إنتر ميلانو لم يكتف بذلك بل إنه ودّع في خلال هذه الفترة كأس إيطاليا من دور ربع النهائي بخسارته أمام ميلان بعد أن احتاج إلى ركلات الترجيح في دور الـ 16 ليتخطى بوردينوني من الدرجة الثالثة!

تبدل حال «الأفاعي» من مرشح للفوز بالدوري إلى منافس على مركز مؤهل إلى دوري الأبطال


هكذا، تبدل حال «الأفاعي» في شهرين من مرشح قوي للعودة إلى منصة التتويج في الدوري الإيطالي بعد غياب طويل إلى فريق يصارع للحصول على مركز مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا، وسط منافسة حامية من قطبي العاصمة روما ولاتسيو. وما يثير الاستغراب أكثر في ما وصل إليه وضع إنتر أن الفريق لا يلعب هذا الموسم في المسابقات الأوروبية، وهذا ما كان يجدر أن يصبّ في مصلحته لتركيز جهوده وطاقاته على «السيري أ» على عكس الفرق الكبرى الأخرى. ما هو واضح أن لوشيانو سباليتي يعاني من مشاكل عديدة. الحالة المعنوية للاعبين في أدنى مستوياتها، وهذا ما يثير الاستغراب أيضاً حيث إن الثقة التي اكتسبوها من انطلاقة الموسم كانت كبيرة، إلا أنه يبدو أن الفريق خاض المباريات التالية باستسهال خصومه وقد ترافق هذا الأمر مع تراجع في أداء أكثر لاعبيه.
وبطبيعة الحال فإن إحدى مشاكل الفريق تكمن في التعاقدات الضعيفة التي أبرمها في فترتي الانتقالات الصيفية والشتوية الأخيرتين. لا نجم كبيراً وصل إلى إنتر في هاتين الفترتين. في الصيف تعاقد إنتر مع الإسباني المخضرم بورخا فاليرو من فيورنتينا وزميله الأوروغوياني ماتياس فيتشينو والسلوفاكي ميلان سكرينيار من سمبدوريا والبرازيلي دالبرت من نيس الفرنسي واستعار البرتغالي جواو كونسيلو من فالنسيا الإسباني، في مقابل مغادرة لاعبين أكثر شهرة أمثال المونتينيغري ستيفان يوفيتيتش والفرنسي جيفري كوندوغبيا والتشيلياني غاري ميديل والأرجنتيني إيفر بانيغا.
صحيح أن اللاعبين الواصلين كانوا جيدين رغم أنهم غير معروفين باستثناء ربما فاليرو، إلا أن أداءهم شهد تراجعاً فضلاً عن أن مشروع إنتر الجديد بعد وصول المستثمرين الصينيين بعد حقبة ماسيمو موراتي كان يحتاج إلى أسماء كبيرة، خصوصاً أن الفريق بدا لاحقاً في فترة تراجعه بحاجة إلى تدعيمات إضافية في الشتاء لكن الإدارة اكتفت باستعارة البرازيلي رافينيا ألكانتارا من برشلونة الإسباني، والذي لم يأخذ فرصته بعد، فضلاً عن المدافع الأرجنتيني ليساندرو لوبيز البالغ 34 عاماً من بنفيكا البرتغالي.
الواضح أيضاً أن مسؤولية كبيرة يتحمّلها المدرب لوتشيانو سباليتي. هذا الأمر بدا جلياً في خيارات هذا المدرب وأسلوبه الخططي الذي أصبح معروفاً لدى المنافسين. المباراة أمام جنوى تبدو خير مثال على ذلك، إذ إن سباليتي لم يستطع تعويض الغيابات المؤثرة بإصابات نجمي الفريق الأرجنتيني ماورو إيكاردي والكرواتي إيفان بيريسيتش بالإضافة إلى المدافع البرازيلي جواو ميراندا، حيث اعتمد مكانهم على إيدر والفرنسي الشاب يان كاراموه وأندريا رانوكيا، الذي تسبب بالهدف الأول، بدلاً من إعطاء الفرصة لمهاجم منتخب شباب إيطاليا أندريا بينامونتي في الهجوم خصوصاً أن سباليتي يعتمد على رأس حربة واحد بينما أن إيدر مفيد أكثر كمهاجم ثان، فضلاً عن إبقاء رافينيا على مقعد البدلاء حتى الدقيقة 61 التي أجرى فيها تبديله الأول رغم تأخره بهدفين.
فضلاً عن ذلك فإن سباليتي متمسّك دوماً بخطته 4-2-3-1 بالاعتماد على اختراقات وعرضيات الجناحين بيريسيتش وأنطونيو كاندريفا لإيكاردي والتي باتت مقروءة للخصوم، وأكثر من ذلك فإنه لم يقم بتعديلها أمام جنوى في ظل غياب إيكاردي وبيريسيتش. وأمام بنيفنتو، لم يغيّر سباليتي شيئاً، كل ما تغيّر هو «القضاء والقدر»!





برنارديسكي لن يذهب إلى لندن

أكد نادي يوفنتوس الإيطالي غياب صانع ألعابه فيديريكو برنارديسكي عن مباراة الإياب في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، وذلك بسبب إصابة قد تضطره إلى إجراء عملية جراحية. وتعرض اللاعب البالغ 24 عاماً لإصابة في أربطة ركبته الأحد الماضي، خلال المباراة التي فاز بها يوفنتوس على جاره تورينو (1-صفر) في الدوري المحلي، والتي أصيب فيها أيضاً الهداف الأرجنتيني غونزالو هيغواين في كاحله. وفي مؤتمره الصحافي عشية لقاء أتالانتا في الدوري المحلي، كشف اليغري أنه «سيعاد تقييم (إصابة) برنارديسكي بعد 20 يوماً»، مشيراً إلى أن غونزالو هيغواين «تدرب وحيداً». ويسافر يوفنتوس إلى لندن في السابع من آذار/مارس من أجل مواجهة توتنهام في مباراة ستكون صعبة على ملعب ويمبلي، بعدما اكتفى بالتعادل ذهاباً على أرضه 2-2.