يمتاز ملعب النادي الأندلسي بأجوائه الصاخبة لتأثّر جماهير الجنوب الإسباني بألتراس الأندية الّلاتينيّة. ذلك نتيجة الانفتاح على دول أمريكا اللّاتينية منذ القرن والخامس عشر وحتى اليوم. وهو ما يجعل الملعب القريب من ضفاف النهر الكبير في جنوب غرب شبه الجزيرة الأيبيريّة، واحداً من أصعب الملاعب في أوروبا على الزوار. فنياً، لا تبدو كتيبة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو المدججة بالنجوم بأفضل حالاتها لمواجهة النادي الإسباني على ملعبه، فنادي الشمال البريطاني يعاني من غيابات عدّة.
أبرزها في مركزي الدفاع عبر فيل جونز وماركوس روخو اللذين لم يتعافيا تماماً من الإصابة، وبذلك سيكون على المدرب البرتغالي الاختيار بين كلّ من كريس سمولينج وفيكتور ليندلوف وإيريك بيلي، على أن يشارك أنطونيو فالنسيا وأشلي يونغ في التشكيلة الأساسيّة. ومن المتوقع أن يخسر مورينيو جهود الفرنسي بول بوغبا الذي لا يزال يعاني من المرض، وابتَعد بسببه عن مباراة هيدرسفيلد تاون الأخيرة في كأس الاتحاد الإنكليزي، إضافة إلى البلجيكي مروان فيلايني. وفي ظلّ هذه الغيابات المؤثرة سيتحمّل هجوم الشياطين الحمر مسؤولية كبيرة خاصة عبر التشيلي أليكسيس سانشيز القادم من أرسنال والذي يعوّل عليه مورينيو كثيراً، خاصة في ظل التراجع الكبير بمستوى زميله في الفريق البلجيكي روميلو لوكاكو. ومن المتوقع أن يعود إلى تشكيلة مورينيو قبل المواجهة المرتقبة المهاجم الشاب ماركوس راشفورد، وأندير هيريرا، وربما يكونان ورقتين على مقاعد البدلاء.
لا يُحسد جوزيه مورينيو على ظروف فريقه، وبالتالي فإنّه من المتوقع أن يُلزم لاعبيه القادمين من الشمال البريطاني البارد بخيارات تكتيكيّة منضَبِطة ومرسومة بدقّة للعودة بأفضل نتيجة ممكنة من أرض إشبيلية، ولكن كلّ خطط المدرب البرتغالي الدفاعيّة المُحكمة وأشهرها خطة «الحافلة» التي طبقها بدقّة عندما درّب تشيلسي الإنكيزي في المواسم السابقة، ويستخدمها في مباريات البريميرليغ الكبيرة خاصة عندما يواجه أندية تعتمد النّزعة الهجومية، ربما تصطدم جميعها بالغيابات المؤثرة على مستوى الدفاع وبالشخصيّة الاندفاعيّة لنادي الجنوب الإسباني.

يستفيد المدرب الإيطالي من عودة صانع الألعاب الأرجنتيني إيفر بانيغا بعد تعافيه من الإصابة

قلق الإنكليز يقابله ارتياح لدى الإسبان الذين سيواصلون اللعب بطريقتهم المعتادة تحت قيادة المدرب الإيطالي فيتشنزو مونتيلا، مدرب نادي ميلان الإيطالي السابق. لم يغيّر إشبيلية فلسفته منذ وقت بل هو يطوّرها باستمرار معتمداً على طريقة لعب جذّابة من حيث الاستحواذ والسيطرة، وأسلوب يميل من خلاله المدرب الإيطالي إلى المبادرة وضرب خطوط الخَصم. وربما هو الأسلوب الذي يشبه المدينة الأندلسية بسهولها المنسبطة والسريعة. يستفيد المدرب الإيطالي من عودة صانع الألعاب الأرجنتيني إيفر بانيغا، بعد تعافيه من الإصابة العضليّة التي تعرّض لها قبل أسبوعين، وخوضِه التّدريبات مع الفريق منذ نهاية الأسبوع الماضي بعيداً عن الإعلام. فيما سيغيب عن الكتيبة الإسبانيّة الأرجنتيني الآخر، خواكين كوريا الذي أصيب في مباراة الدوري الأخيرة ضد لاس بالماس. ويدخل رجال مونتيلا بعد تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية في الدوري والكأس، وتأهلهم للمباراة النهائية من كأس الملك حيث ضربوا موعداً مع برشلونة في كلاسيكو كاتالوني أندلسي في 21 نيسان/أبريل المقبل. وسيستفيد النادي الإسباني من الخبرة الكبيرة للاعبيه في المواعيد الأوروبيّة، خاصة بعد أن حقّق لقب الدوري الأوروبي ثلاث مرات متتالية في آخر أربع سنوات «2014 - 2015 - 2016» فيما ذهب اللقب العام الماضي لمانشستر يونايتد على حساب أجاكس أمستردام الهولندي. ومن النقاط الإيجابية للنادي الأندلسي هي أن «الشياطين الحمر» ومدربهم ربما سيكونون تحت تأثير القمّة المرتقبة في الدوري الإنكليزي، حيث سيستقبل مانشستر يونايد حامل اللقب تشلسي، وهي المباراة التي يمكن أن يعادل من خلالها النادي اللندني تحت قيادة الإيطالي أنطونيو كونتي، رصيد النقاط مع مانشستر يونايتد قبل عشر مباريات من ختام البريميرليغ.
مواجهة كلاسيكية مرتقبة لا تقبل القسمة على اثنين، بين مدرستين مختلفتين في عالم كرة القدم، وبين مدربين يحملان فلسفتين مختلفتين أيضاً تنقلا بين أندية كبيرة في القارة العجوز، ستكون لنتيجة الذهاب فيها تأثيرٌ كبير على حسم بطاقة العبور لدور الثمانية. يذكر أن الأندية الإنكليزية حققت نتائج إيجابية في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، ففاز ليفربول على بورتو في ملعب الأخير بخمسة أهداف نظيفة، كما عاد توتنهام بتعادل ثمين من ملعب جوفنتوس في تورينو، كما اكتسح مانشستر سيتي نادي بازل بأربعة أهداف دون رد. لكن، المعركة على ضفاف النهر لن تكون سهلة.




الإصابات تؤرّق مورينيو

يعاني مدرب نادي مانشستر يونايتد البرتغالي جوزيه مورينيو مؤخراً من كثرة الإصابات في صفوف فريقه. وأعرب مورينيو عن أمله بتعافي مجموعة من لاعبيه الأساسيين، قبل مباراة إشبيلية. وقال البرتغالي إن الحارس دايفيد دي خيا هو الوحيد الذي نال قِسطاً من الراحة في مباراة الفريق أمام هيدرسفيلد تاون في كأس الاتحاد الإنكليزي، فيما كان هناك 8 لاعبين مصابين وواحد مريضاً، ما اضطرّه للاستعانة بجهود الشابّين إيثان هاميلتون، وأنخيل غوميز.
وأشار مورينيو في لقاء مع الصحافيين إلى أن «بعض المصابين قد يتعافون قبل مباراة الأربعاء... أرجح وجود فرصة لتعافي راشفورد وهيريرا وفالنسيا، لكنني لا أعرف الموقف بالنسبة لبول بوغبا، أستبعد وجود أي فرصة لعودة ماركوس روخو، أو فيل جونز أو مروان فيلايني، أو زلاتان إبراهيموفيتش، ولهذا فإنّنا نواجه مشاكل، في هذا التوقيت المهم». كعادته يعتقد البرتغالي أن الروح المعنوية مهمة للغاية... «فلدينا فريق قوي ومتماسك، ويتمتع بروح عالية، ندرك تماماً صعوبة المباراة، لكننا سنخوضها». ويُعتبر مورينيو من أكثر المدرّبين الذين يقومون برمي المسؤوليّة على اللاعبين بعد خسارة أيّ مباراة سواء في الدوري المحلي أو الأوروبي، كما أنّه كثيراً ما يدخل بمشادّات كلاميّة مع الحكام أو مدرّبي الفريق الخصم بعد الخسارة. واشتهر بهذه الأمور أثناء قيادته للملكي الإسباني ريال مدريد، وبعدها في تشيلسي الإنكليزي وخلافاته الشهيرة مع طبيبة الفريق حينها إيفا كارينيرو وبعض اللاعبين.