من ضواحي باريس خرج ياسين براهيمي في الثامن من شباط-1990 لأب وأم جزائريين. ابن بلد المليون شهيد انطلق في مسيرته الكرويّة، حين وقّع أول عقد احترافي مع نادي رين الفرنسي. ثلاث سنوات مضت في «روت دو لوريان» أثبت من خلالها ياسين جودة الموهبة التي يملكها، ممّا دفع نادي غرناطة الإسباني بأن يتقدّم بطلب باستعارة النجم الجزائري لمدّة سنة، سرعان ما تحوّلت إلى أربع، بعدما وقّع معه النّادي الأندلسي نهائياً في 2013. لم يتطلّب الأمر الكثير من الوقت حتى ثبتت أقدامه في التشكيلة الأساسية.
في موسم 2013 ــ 2014 نال ياسين جائزة أفضل لاعب افريقي ينشط في الدوري الإسباني، بالإضافة إلى كونه أفضل مراوغ في الموسم ذاته إسبانياً (والثالث عالمياً)، متفوّقاً على أبرز اللاعبين وفي مقدّمتهم الأرجنتيني ليونل ميسّي. أسلوب لعبه يعتمد على المهارات بشكل أساسي وعلى المواجهات الثنائية التي يمكن أن يفوز بأي واحدة منها وبكل سهولة. سلاسة تحكّمه بالكرة إحدى نقاط قوّته التي يتشاركها الجناح الجزائري مع اللاعبين الكبار على غرار كوتينيو نجم برشلونة وهازار نجم تشلسي الإنجليزي. في 22 تمّوز 2014 انتقل ياسين رسمياً إلى نادي بورتو البرتغالي من غرناطة بمبلغ 6,5 مليون يورو لمدة خمس سنوات. سجل ياسين أول أهدافه في «الدراغاو» في مواجهة نادي ليل الفرنسي ضمن التصفيات المؤهلة لدوري أبطال أوروبا. في ليلته الأوروبية الأولى سجّل أوّل هاتريك له في مسيرته من أصل ستة أهداف دخلت شباك نادي باتي بوريسوف. كانت ليلة استثنائيّة بالنسبة إلى ياسين حيث أصبح أوّل لاعب عربي يسجّل ثلاثية في مباريات دوري الأبطال. مع محاربي الصّحراء شكّل ياسين توليفة جزائريّة أفريقية أكثر من رائعة مع كل من سفيان فيغولي نجم نادي فالنسيا الإسباني وقتها، وإسلام سليماني بالإضافة إلى نجم نادي لستر سيتي الحالي رياض محرز. وصلت بهم إلى دور الستة من أقوى وأبرز بطولة على صعيد الكرة: كأس العالم. المنتخب الألماني احتاج إلى الوقت الإضافي لكي يحسم موقعته مع «الخضر» بنتيجة 2-1. خرج ياسين ورفاقه من البطولة مرفوعي الرأس بعد الأداء الاستثنائي الذي قدموه. البراهيمي يبلغ من العمر الآن 28 عاماً، يكمل حتى الآن موسمه الرّابع مع النادي البرتغالي.