برز في تعميم الاتحاد اللبناني للتزلج على الثلج أمس إقراره بالإجماع الادعاء لدى المراجع القضائية المختصة على كل شخص يقوم بالتشهير بحق الاتحاد، أكان على مواقع التواصل الاجتماعي أم في وسائل الإعلام. هذا القرار جاء بعد ما وصفه الاتحاد بحملة افتراء يتعرّض لها حول موضوع كيفية اقتراح الأسماء للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستقام الشهر المقبل في كوريا الجنوبية.
الأمر الواضح أن السبب وراء هذا الكلام الاتحادي الحادّ كان التسمية الخاصة بالرجال، والكلام حول من يستحق فعلاً الذهاب الى بيونغ تشانغ، بعدما كانت اللجنة الأولمبية اللبنانية قد سمّت ألن بحلق، في وقتٍ اعتبر فيه جيفري زينة رحمة أنه الأحق بالتسمية.
الأخير كان قد رفع الصوت منذ فترة متصلاً حتى بالاتحاد الدولي، ومعتبراً أنه الأحق بالحصول على بطاقة التمثيل الممنوحة للاتحاد اللبناني من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، والتي كانت قد ذهبت الى بحلق، بينما سُمّيت وصيفة بطلة لبنان ناتاشا مخباط لتمثيل السيدات بعد اعتذار بطلة لبنان جاكي شمعون عن عدم المشاركة لأسباب خاصة.

علمت «الأخبار» أن صدى
التجاذب وصل إلى مرجعيات معروفة في البلاد

رحمة، وفي اتصالٍ مع «الأخبار» من العاصمة البريطانية لندن حيث يتابع دراسته، قال إن "اختيار اللاعبين للمشاركة في الألعاب يتم على أساس نقاط محتسبة من قبل الاتحاد الدولي للتزلج يحصل عليها اللاعب في بطولات معترف بها من قبل الاتحاد الدولي، وهذه النقاط معروفة بمسمى "FIS Points"، وموجودة على موقع الاتحاد الدولي ويتم الارتكاز عليها لتصنيف ترتيب اللاعبين.
وأضاف: "في اللائحة الصادرة في 22 الشهر الحالي، احتل المرتبة الأولى في الترتيب الدولي بين المصنفين اللبنانيين بفارق 875 مركزاً بينياً وبين ثاني أفضل لبناني في هذا التصنيف أي بحلق".
متابعة الأرقام المسجّلة في عددٍ من المسابقات الدولية تظهر تفوّقاً واضحاً لرحمة في جوانب عدة على بقية منافسيه المصنّفين، لكن رئيس الاتحاد اللبناني شربل سلامة قال في اتصالٍ مع "الأخبار" من ألمانيا إن اتحاده وضع معايير معيّنة لتوصية اللجنة الأولمبية اللبنانية بالأسماء المصنّفة والمخوّلة لتمثيل لبنان في الأولمبياد، فأوضح: "منذ سنة، أرسلنا الى كل الأندية كتاباً واضحاً نفيد فيه بأننا سنعتمد في تصنيفنا على الثلاثة الأوائل في بطولة لبنان، والتي حلّ فيها جيفري خامساً بعد مشاركته في 11 سباقاً، بينما جاء بحلق في المركز الأول، يليه نعيم فنيانوس وداني شمعون على التوالي".
ويتهم رحمة الاتحاد اللبناني بعدم الوضوح في هذه القضية، وخصوصاً بعد مراسلته الاتحاد الدولي بخصوص ما حصل معه، وحصوله على ردّ من الأمينة العامة سارة لويس التي تشير الى القوانين المتبعة التي تعترف بالـ "FIS Points" كمرجع للتصنيف، لكنها في الوقت نفسه تعطي جواباً محيّراً بأن القرار يعود للجنة الأولمبية المحلية، وسط إشارتها الى أن الدول المتقدّمة في عالم التزلج تعتمد على الـ"FIS Points" وفق ترتيب بطولة العالم.
وهنا يقول بأنه لتعويض الإصابة التي عرقلت مشواره في بطولة لبنان، ذهب الى المشاركة في بطولات عالمية وكسب تصنيفه بمجهودٍ كبير، ما يؤهله للمشاركة "التي انتظرتها بعد فوزي ببطولة لبنان في 2015 و2016". واضاف: "كل هذا المجهود غير السهل الذي قمت به كان لرفع مستواي من أجل تمثيل لبنان بأفضل شكل ممكن".
في المقابل، يردّ سلامة بأن بحلق كان قد توقّف عن المشاركة دولياً بعد جمعه العدد المطلوب من النقاط التي تمنحه التصنيف، "وهذا هو السبب في الفارق بالأرقام بين المتزلجَين". ويتابع: "سبق أن اخترنا رحمة للمشاركة معنا في SEF Cup" المخصص للدول الصغرى، وهو دليل على اعتبارنا أنه من المتزلجين المميزين لدينا، لكنه لم يلتحق بالفريق اللبناني".
إذاً، تتضارب التفسيرات للقوانين وتتعدد الآراء، لكن يبدو أن صفحة هذه المسألة لن تطوى قريباً، وخصوصاً بعدما علمت "الأخبار" أن صداها وصل الى مرجعيات معروفة في البلاد.