ملايين الدولارات صرفت على النادي في السنوات الخمس الأخيرة. رئيسه نبيل بدر شاب متحمّس يحب كرة القدم، حمل على عاتقه تمويل النادي بحثاً عن الألقاب، لكنه لم يحصد سوى كأس وحيدة. الأنصار حالياً في المركز السادس وبعيدٌ عشر نقاط عن العهد المتصدر، في وقت بدأ فيه "الأخضر" موسمه منافساً رئيسياً على اللقب، لكن سيناريو المواسم الماضية تكرر وضاعت الأحلام، فلماذا حصل ذلك؟سؤالٌ طُرِح على أربعة أشخاص كان لهم دور البطولة في صناعة أمجاد النادي.

أولهم المدرب التاريخي عدنان الشرقي، ثانيهم أحد أبرز الإداريين وأمين السر الأسبق للنادي وضاح الصادق، ثالثهم القائد السابق مالك حسون ورابعهم أحد أبرز اللاعبين الذين مرّوا بتاريخ النادي، وقد فضل عدم ذكر اسمه.
يجمع هؤلاء على أن "مرض" الأنصار الرئيسي هو فقدانه الأشخاص الذين يحبون الأنصار. أبناء النادي الحقيقيون أصبحوا خارجه. أشخاص لديهم إمكانات إدارية وفنية يحتاج إليها النادي في ظل تخبّط إداري.
الأنصار، بحسب اللاعب التاريخي، كان سلاحه الأول الانضباط والترتيب والنظام والشخص المناسب في المكان المناسب. "في السابق، كانت اجتماعات الأنصار سريّة. لا أحد يعلم ما يحصل فيها، بعكس ما يجري حالياً حيث إن كل كلمة في اجتماعات اللجنة الإدارية تخرج الى العلن ويعلم بها الجميع. لا يمكن قبول فكرة ترك المدرب الألماني روبرت جاسبرت أن يرحل عن النادي. فهو قيمة كبيرة وقادر على صناعة نادٍ متكامل فنياً. حين يبتعد مدرب مثل سامي الشوم أو جمال طه عن الأنصار فهناك مشكلة".
الشوم خرج حين انتفض لكرامته. ما لم يقله الشوم للإعلام عن سبب خروجه أسرّ به غيره لـ"الأخبار". ففي اجتماعه الأخير مع الرئيس نبيل بدر، لام الأخير الشوم على الخسارة قائلاً "في أربع مباريات أخذتوا رأيي بالتشكيلة وفزنا، وحين لم تستشيروني في الخامسة خسرنا". أجابه الشوم "لماذا لا تأخذ الصافرة وتدرب عنّي؟". جواب لم يتقبله بدر، فكانت الإقالة.
تشير المعلومات الى أن الجميع مغلوب على أمرهم في النادي والقرار الوحيد لبدر. حتى مدير النادي بلال فرّاج أحياناً يكون آخر من يعلم. لم يعد هو فرّاج عينه، كثيراً ما يلتزم الصمت. ليس حفاظاً على لقمة عيشه، بل حتى لا يقال إنه من "جماعة الحريري أو وضاح أو آل دياب".
يصف اللاعب الكبير السابق في النادي أداء بدر بالـ"وان مان شو. فهل يعقل أن يتم تعيين مدرب حرّاس مرمى مديراً فنياً للفريق؟ وهل يعقل أن تكون موازنة الفئات العمرية فتاتاً، وغالبية المدربين فيها غير كفوئين؟".
يتوافق رأيه مع رأي زميله مالك حسون الذي يقول لـ"الأخبار" "التخبط الإداري انعكس على الأداء الفني. كيف يمكن لفريق أن يتعاقد مع 16 لاعباً جديداً وأربعة مدربين بعد إحراز كأس لبنان، ومن ثم البحث عن الكيميائية. المدرب "صار حيطو واطي" في النادي، واللاعب يعرف أنه أقوى منه، في حين أن المدرب يجب أن يكون الرجل الأقوى بعد رئيس النادي.
في التضامن صور، لم تكن النتائج مرضية. خرج أمين السر سمير بواب الى الإعلام وقال إن النادي يقف خلف مدربه جمال طه. شعر الأخير بالقوة والدعم، فتوالت النتائج الجيدة".

* غداً: ماذا يقول عدنان الشرقي ووضاح الصادق عن «أنصارهم»؟