ليس هناك في رحيل أليكسيس سانشيز خسارة كبيرة لأرسنال، إذ إن بقاءه مرغماً مع الفريق كان سيضرّ "المدفعجية" أكثر مما يفيدهم، لذا فإن قرار فتح الباب أمام خروجه كان صائباً، وخصوصاً أن التشيلياني بدا واضحاً أنه لا يحصر كامل تركيزه في "استاد الإمارات"، بل إنه كان يبحث عن مستقبله في مكانٍ آخر.ولهذا السبب، يمكن القول إن كل ما كسبه أرسنال من صفقة سانشيز مربح له. لكن بإمكانه أن يربح أكثر إذا ما نجح في التعاقد مع بيار ــ إيميريك أوباميانغ من بوروسيا دورتموند الألماني، ليكون خليفة سانشيز، لا بل ليكون أفضل منه بالنظر الى الإمكانات التي يملكها، والتي من شأنها تغيير شكل فريق المدرب الفرنسي أرسين فينغر.

وفي استعراض الأسباب، تتضح أهمية قدوم أوباميانغ الى نادي "المدفعجية"، ومدى المكاسب التي سيحصل عليها أرسنال من الصفقة المرتقبة. ففي المقام الأول، سيكون مجرد وصول "أوبا" مكسباً كون فريق فينغر سيحصل على مهاجمٍ جائع دائماً لتسجيل الأهداف، فكيف إذا كانت الحال إثبات النفس في فريقٍ جديد. وهذه النقطة نفسها سترفع من مستوى أرسنال عامةً، إذ إن وصول لاعبٍ مثل أوباميانغ سيرفع من حدّة المنافسة على المراكز الأساسية في الفريق، وتحديداً بين الغابوني والثنائي الفرنسي ألكسندر لاكازيت. وللمفارقة، فإن النجم المرتقب وصوله الى أرسنال يتفوّق بالأرقام على كل مهاجمي أرسنال الحاليين، في المواسم السابقة التي نشط فيها في "البوندسليغه"، وفي الموسم الحالي أيضاً، حيث سجل 13 هدفاً في 15 مباراة خاضها مع الفريق الأصفر والأسود، مقابل 9 أهداف في 24 مباراة للاكازيت، و4 أهداف في 15 مباراة لجيرو.

يتفوّق أوباميانغ بالأرقام على كل مهاجمي أرسنال الحاليين

كما أن وصول أوباميانغ سيسمح لأرسنال بتقوية أقوى سماته الهجومية وهي الهجمات المرتدة التي كان يقودها سانشيز بمعاونة النجم الألماني مسعود أوزيل، وما وصول أوباميانغ إلا إضافة كبيرة على هذا الصعيد، إذ لا يمكن نسيان أن هذا اللاعب هو أحد أسرع اللاعبين في العالم، وقد سجل في إحدى المرات 3.7 ثوانٍ في انطلاقة لمسافة 30 متراً، ما جعله أسرع من العداء الأسطوري الجامايكي أوساين بولت الذي سجل 3.79 ثوانٍ في نفس المسافة يوم حطّم الرقم العالمي في سباق الـ 100 م على ملعب برلين الأولمبي.
وسرعة بولت هي من الإضافات التي يريدها أرسنال، إذ لا يمكن نسيان أن النجم الغابوني لمع مع سانت إتيان قبل وصوله الى بوروسيا دورتموند وهو في مركز الجناح، ما يعطي فينغر خياراً هجومياً إضافياً في هذا الإطار. الخيار الأول هو اللعب بمهاجمَين اثنين، إذ لا ضرورة لأن يبقي لاكازيت على مقعد البدلاء لتشابه أسلوبه مع "الرجل العنكبوت" (كما يحب أن يلقّب)، إذ يبرع الاثنان في الركض في ظهر المدافعين وكسر خطوط التسلسل، فهداف الدوري الألماني في الموسم الماضي يمكنه أن يلعب دور المهاجم القناص والمموّن في آنٍ معاً، وخصوصاً من طرفي الملعب. كما أنه إضافة الى تمريراته الحاسمة الـ 16 في المواسم الأربعة الأخيرة، فإنه يبرع في خلق المساحات عبر شرذمة المدافعين، ما سيفيد لاعباً مثل لاكازيت.
هذ فضلاً عن سببٍ إضافي لحاجة أرسنال الى "مدفعجي" مثل أوباميانغ، وهو أنه "لاعب صندوق" من الطراز الرفيع، والدليل أهدافه الـ 13 التي سجلها هذا الموسم، وكانت كلها من داخل المنطقة بالنظر الى ردّة فعله السريعة في التعامل مع الكرات، وأيضاً لدقة تسديداته التي انتهت 48% منها داخل الشباك في كل مرّة وجد فيها نفسه أمام المرمى.
إذاً مع 141 هدفاً في 212 مباراة خاضها مع دورتموند، سيحمل أوباميانغ معه الكثير الى "استاد الإمارات"، وخصوصاً النضج في الشق الهجومي الذي يفتقر إليه أرسنال في ظل وجود لاعبين مثل النيجيري الشاب أليكس أيوبي، إضافةً الى عدم تراجع مستوى جيرو، وعدم تمكن لاكازيت حتى الآن من إثبات نفسه كمهاجمٍ لا يعرف التوقف عن تسجيل الأهداف، على غرار ما فعل مواطنه تييري هنري يوماً ما عندما دافع عن ألوان أرسنال.




زامر يهاجم أوباميانغ

فتح النجم الألماني السابق ماتياس زامر، النار على بيار ــ إيميريك أوباميانغ بسبب تمرده على بوروسيا دورتموند، منتقداً أندية الدوري الألماني لعدم تضامنها مع دورتموند.
وقال زامر: "حالياً لا يظهر أي تضامن بين أندية الدوري، لكن إذا ما استمر هذا التوجه (إضراب النجوم من أجل دفع أنديتهم إلى بيعهم لأندية أخرى)، فإن الأندية يجب أن تنسق في ما بينها".
وأكد أن أوباميانغ لو كان لاعباً في صفوف بايرن لما كان لينجح في إخضاع إدارة النادي البافاري.