بين الاستقالة ورفضها، وجد الأنصار نفسه مجدداً من دون مدرب، بعدما قرر سامي الشوم ترك الساحة مستاءً، في وقتٍ يعاني فيه الفريق الأخضر فنياً، وهو الذي تلقى ضربة قوية في نهاية الأسبوع الماضي، أبعدته أكثر عن ثنائي الصدارة في الدوري اللبناني لكرة القدم.من هنا، لم يكن مفاجئاً إعلان الشوم أمس استقالته من تدريب الأنصار، إذ من راقب الأمور عن كثب بعد إقالة المدرب الألماني روبرت جاسبرت، شعر بأن الأوضاع ليست مثالية على مقعد بدلاء الفريق الأخضر، إذ جمعت الإدارة الأنصارية توليفة فنية، دون أن تسمي أحدهم مدرباً، وكأنها كانت تسير بين النقاط بغية عدم تأزيم الجوّ.
اعتُمد بعدها الشوم مدرباً، وهو الحائز شهادات تدريبية عدة، وأثبت نفسه عندما قاد الفريق الأخضر إلى لقب كأس لبنان في الموسم الماضي، لكن قبل انطلاق الموسم الجديد عُيّن إميل رستم مديراً فنياً، لكن ما لبثت مهمته أن انتهت سريعاً ليحلّ جاسبرت ويخرج بعدها.

إذاً، هي القصة نفسها، لكن بأسماء مختلفة، ما جعل الشريحة الأكبر من المتابعين تحار في أسباب تلك التغييرات الكثيرة. فالبعض رمى الاتهامات باتجاه الإدارة، واعتبر أنها تتدخل بعمل المدربين، والبعض الآخر وجّه أصابع الاتهام إلى اللاعبين، بينما كانت هناك دائرة ضيّقة تحكي عن صدام خفيّ بين الفنيين أنفسهم، ما جعل الفريق يترنّح.

كلامٌ عن تصادم أحد الفنيين مع الشوم وعن استيائه من تدخلات اللاعبين


سامي الشوم كان العنوان أمس، فما إن أعلن «ابن النادي» الذي مكث فيه نحو 20 سنة استقالته، حتى بدأ الكلام، لا عن استقالة مفاجئة، بل عن الشرارة التي فجّرت الوضع.
الشوم، في اتصالٍ معه، تحفّظ عن تفاصيل الأمر الذي دفعه إلى اتخاذ هذا القرار «الذي لا عودة عنه»، بحسب وصفه، مصرّاً على جملة واحدة: «كرامتي فوق كل اعتبار»، ومشدداً على أنه «جندي في النادي، ومستعد دائماً لنصرته ومساعدته كما كان الحال عليه منذ دخوله أبوابه» وأضاف: «لا أحد يرضى بأن يُهان، لا بشخصه ولا بكرامته، ولا بعمله، لذا ارتأيت بكامل إرادتي أن أقدم استقالتي إلى إدارة النادي، شاكراً إياها، وداعياً لها بدوام التقدّم والازدهار».
لكن مصادر مقرّبة مما حصل في الأسابيع الأخيرة بين ملعب الأنصار وملاعب المباريات التي حضر فيها، تشير إلى كثير من الأمور التي تتخطى مسألة استقالة مدرب لمجرد تحقيق فريقه بعض النتائج السلبية، ولو أن الشوم قبل المباراة الأخيرة أمام طرابلس قال إنه سيتحمل مسؤولية خياراته، وقد تحمّلها بالفعل مع تقديمه استقالته أمس.

أعاد أمين سرّ الأنصار سبب تغيير المدربين إلى كثرة الضغوط عليهم


المصادر نفسها تعلّق على ما ورد عن لسان الشوم حول احترامه لكرامته بأن السبب هو صدامه بأحد أعضاء الجهاز الفني، وهو أمر يمكن أن تستشفه من كلام أمين سر الأنصار أحمد لاوند، الذي قال في اتصالٍ مع «الأخبار»: «نحن كإدارة نحترم دور الجهاز الفني، لكنه كأي جهاز تحصل بعض التشنجات بحكم النتائج المحققة. لقد أوجدنا هذه التركيبة، ونعمل للحفاظ عليها بعيداً من أي تصادمات».
وإذ يؤكد لاوند أن الإدارة لديها ملء الثقة بالشوم «الذي وصلته رسالة غير مباشرة خاطئة بأننا لا نثق به، وهذا أمر غير صحيح، ولهذا السبب رفضنا الاستقالة»، ينقل مصدر عن استياء لم يظهره الشوم «بسبب ما يمكن وصفه بالثرثرات، إضافة إلى تفاجئه بمناقشة بعض اللاعبين له في خياراته وطرحهم خيارات أخرى عليه».
هذا ويشير المصدر نفسه إلى أن مشكلة تغيير المدربين المتعاقبين في الأنصار هي بسبب الهرمية في النادي، بينما رأى لاوند أن «كمية الضغط على كل مدرب يشرف على فريقٍ كبير مثل الأنصار هي هائلة، وخصوصاً عندما يكون المطلوب منه نتائج إيجابية بشكلٍ سريع، لذا نشهد هذه التغييرات، لكن رئيس النادي نبيل بدر مصرّ على عدم الاستغناء عن سامي، والفريق بحاجة للتعلم معه من أخطائه».