مرّ قطوع جلسة الاتحاد اللبناني لكرة السلة، التي عقدت مساء الخميس، على خير، رغم ما شهدته من مشادة كلامية حادة جداً جداً بين نائب الرئيس رامي فواز وزميله أكرم الحلبي. فالمهم في الجلسة انحسار شبح الإيقاف الدولي عن لبنان بعد اتخاذ قرار بدفع مبلغ 200 ألف دولار الى الاتحاد الآسيوي كدفعة أولى من أصل مليون وسبعماية ألف دولار بدل استضافة كأس آسيا.
جلسة الخميس أقرت أيضاً دفع مبلغ 100 ألف دولار الى فندق الحبتور من أصل 486,983 دولاراً المستحقة له، ما أفرغ صندوق الاتحاد من الأموال حيث كان هناك 300 ألف دولار متبقية بعد دفع مستحقات الحكام والإداريين البالغة 155 ألف دولار.
الأهم أن الأطراف المتناحرة اجتمعت على طاولة واحدة، بغض النظر عن أجواء الجلسة التي كانت متوترة من جهة، ويغيب عنها الاطمئنان للطرف الآخر من جهة ثانية. الاعتراض الأساسي كان على وجود رامي فواز في الجلسة، على اعتبار أن اللجنة الإدارية أسقطت عضويته وهو ما فجّر الأمور بينه وبين الحلبي. لكن موقف رئيس الاتحاد بيار كاخيا بالتلويح بفرط الجلسة إذا لم يحضرها فواز، دفع بالأعضاء الى إقامة الجلسة حرصاً على عدم إيقاف لبنان في حال عدم دفع الأموال للاتحاد الآسيوي.
ماذا بعد؟
سؤال يُطرح مع انتهاء الجلسة العادية الأولى التي يعقدها الاتحاد منذ شهر أيلول (عُقدت جلسة استثنائية يوم الاثنين الماضي) في ظل وجود ديون هائلة على الاتحاد. وقد تكون مهمة الاتحاد الأساسية تأمين الأموال لسدادها. وعليه علمت "الأخبار" أن الأموال ستؤمن من ثلاثة مصادر: مساعدة الدولة عبر وزارة الشباب والرياضة التي أُقرت سابقاً بقيمة مليون دولار، 200 ألف دولار من رعاية شركة "سانيتا" لمنتخب لبنان، و50 ألف دولار من طيران الإمارات أيضاً كراع لبطولة آسيا.
مليون و250 ألف دولار ستغطي مصاريف استضافة بطولة آسيا، اضافة الى 40 بالمئة من مستحقات الاتحاد الآسيوي مقابل حق الاستضافة. أما المبلغ المتبقي، فمشواره طويل مع هامش وقت يمتد حتى نهاية العام المقبل وحتى الى عام 2019.
وإذا كانت خريطة الطريق شبه واضحة لسداد قسم كبير من الديون، إلا أن الخطر الأكبر هو الذي يتهدد منتخب لبنان وحظوظه في التأهل الى كأس العالم، في ظل ضبابية الصورة على الصعيدين المالي والفني.
ففي الشق المالي، صندوق الاتحاد الفارغ يتكلم عن نفسه، والخسارة المالية في لقاء لبنان والهند التي أقيمت على ملعب مجمّع نهاد نوفل، في ظل غياب الجمهور وعدم وجود رعاة للمباراة أيضاً، دقت ناقوس خطر مالي، ما يفرض على أعضاء الاتحاد تناسي خلافاتهم والوقوف يداً واحدة لتأمين الأموال، وخصوصاً في شهر حزيران حين يعود منتخب لبنان للّعب على أرضه مع منتخب الأردن في 28 حزيران ومع سوريا في 1 تموز 2018 على ملعب مجمع نهاد نوفل.
أما على الصعيد الفني، فالضبابية حاضرة أيضاً في عدم حسم مسألة المدرب الليتواني راموناس بوتاوتاس بعد قرار اللجنة الإدارية فسخ العقد معه. لكن القرار لم يوضع موضع التنفيذ، إذ لا تزال المفاوضات جارية معه، لكن المقلق أنها قائمة قبل شهرين على مباراتَي لبنان المقبلتين في شهر شباط مع سوريا في 23 منه ومع الهند في 26 منه، وفي ظل عدم وجود بديل حتى الآن.