شتان ما بين ليفربول قبل حوالى شهرين والآن. "الريدز" عرف بداية موسم صعبة، إذ إنه تعرّض لعدد من الهزائم؛ كان أبرزها أمام مانشستر سيتي 0-5 ومن ثم أمام توتنهام هوتسبر 1-4 ليضع كثيرون علامات استفهام وشكوكاً حول قدرة الفريق على الدخول على الأقل بين الأربعة الكبار باعتبار أن سيتي كان مبتعداً في الصدارة، وهذا كان مترافقاً مع بعض المشكلات في صفوفه، يأتي في مقدمها وضع نجم الفريق الأول البرازيلي فيليبي كوتينيو الذي كان يرغب في الانتقال إلى برشلونة الإسباني، بيد أن ليفربول كان حاسماً بالاحتفاظ به، ما شكّل إحباطاً للاعب استمر لفترة.
لكن كل هذا تبدّل جذرياً منذ الخسارة القاسية أمام توتنهام، إذ إن ليفربول نهض من ثباته وقدّم مستويات رائعة تتحدث عنها نتائجه الكبيرة، سواء في الـ"بريميير ليغ" أو دوري أبطال أوروبا مثل فوزه على وست هام 4-1 وستوك سيتي 3-0 وبرايتون 5-1، وأخيراً على سبارتاك موسكو الروسي 7-0 في الجولة الأخيرة من دور المجموعات في الـ"تشامبيونز ليغ" ليبلغ عدد الأهداف التي سجّلها الفريق منذ خسارته الأخيرة أمام الـ"سبرز" 32 هدفاً في 9 مباريات، أي ما معدّله أكثر من 3 أهداف في المباراة الواحدة وهذه نسبة عالية جداً.

سجل ليفربول 32 هدفاً في 9 مباريات منذ خسارته الأخيرة
أمام توتنهام

وهنا لا بد من التوقف عند الدور المهم الذي لعبه المدرب الألماني يورغن كلوب في هذا التبدّل الذي حصل مع ليفربول، وخصوصاً أنه تعرّض لموجة انتقادات حتى وصل الأمر ببعض الأصوات إلى المطالبة بإقالته، رغم ما قدّمه مع الفريق في انطلاقته معه.
هكذا استطاع هذا المدرب، المعروف بحماسته الكبيرة التي يعبّر عنها من خلال ردود أفعاله في الملعب حيث يحتفل مع لاعبيه بالانتصارات ويكون أول من يتوجّه إليهم لتحفيزهم بعد الخسارة، بثّ روحية الفوز واستنهاض همم لاعبيه لتغيير واقع الفريق. لعب كلوب مجدداً دور الملهم للاعبيه الذي يشدّ من أزرهم ويمدّهم بالمعنويات والطاقة الإيجابية.
الدور المهم لكلوب يتمثّل كذلك في معالجته مشكلة كوتينيو، إذ سارع إلى احتضانه بعد ابتعاده في المباريات الأولى التي كان سببها بالدرجة الأولى عدم انتقاله إلى برشلونة أكثر من الإصابة في الظهر. هكذا، فقد بدأ النجم البرازيلي يستعيد عافيته ودوره المهم في الفريق، وقد كان أحد نجوم المباراة الأخيرة أمام سبارتاك التي سجّل فيها "هاتريك".
كذلك، فإن كلوب ساهم بقوة في تأقلم النجم المصري محمد صلاح مع ليفربول، حيث بدا تطوّر أدائه واضحاً مع المدرب الألماني ليصبح أحد أفضل لاعبي الفريق، إن لم يكن أفضلهم من خلال أهدافه الرائعة التي يتصدر بها لائحة ترتيب هدافي الـ"بريميير ليغ" ومن خلال لعبه الجماعي حيث يصنع الكثير من الفرص لزملائه، مكوّناً رباعياً مميزاً مع كوتينيو والبرازيلي الآخر روبرتو فيرمينو والسنغالي ساديو مانيه.
بالإضافة إلى كوتينيو وصلاح، فإن مستوى الألماني إيمري شهد تطوراً ملحوظاً في المباريات الأخيرة من خلال تغطيته الدفاعية ومواكبته الهجومية. فضلاً عن ذلك، فإن كلوب قدّم وجهاً شاباً جديداً للفريق هو الظهير الأيمن ترنت ألكسندر – أرنولد الذي قدّم إضافة لليفربول.
هكذا، فإن ليفربول بات الآن بين الأربعة الكبار، محتلاً المركز الرابع وهو يبتعد بفارق 14 نقطة عن مانشستر سيتي المتصدر. لكن في دوري مثل إنكلترا، فإن الأمور لا تنتهي باكراً، حيث لا يزال المشوار طويلاً ويمكن أن يعود "الريدز" بكرته الحالية منافساً قوياً على اللقب. مشوارٌ ستقف فيه جماهير ليفربول إلى جانب فريقها وستصدح له كعادتها بأغنيتها الشهيرة: لن تسير وحدك أبداً.




الشباب على الخطى نفسها

على غرار الفريق الأول يقدّم فريق شباب ليفربول الذي يقوده "أسطورة" النادي ستيفن جيرارد مستويات مميزة في بطولة إنكلترا تحت 18 عاماً، حيث يحتل كذلك المركز الرابع وراء مانشستر سيتي وإفرتون ومانشستر يونايتد. ولا يتوقّف التألق على المستوى المحلي، إذ إن الفريق يتألق في دوري أبطال أوروبا للشباب متصدراً مجموعته بتحقيقه 4 انتصارات في 5 مباريات.