مرّ ما يقارب الأسبوعين على القرارات التي اتخذتها إدارة نادي المبرة لكرة القدم بحق ثلاثة لاعبين والكتاب الذي أرسلته إلى اتحاد اللعب لفتح تحقيق في أحداث مباراة الفريق مع الاجتماعي في الأسبوع السابع من دوري الدرجة الثانية.
خطوة لم تأتِ من فراغ بالنسبة إلى النادي الذي ارتبط اسمه بقضية المراهنات الشهيرة وطاولت بعض لاعبيه إيقافات، شأنه شأن أندية أخرى طاولتها القرارات، وهي جذبت الأنظار إلى النادي لكونه من القلائل جداً لكي يكون لديه الشجاعة بأن يخرج الى العلن ويقول إن هناك مشكلة ما.
منذ ثلاثة أشهر أصبح للنادي هيئة إدارية جديدة برئاسة جعفر عقيل وعشرة أعضاء جميعهم جدد باستثناء أمين السر حسين فضل الله الوحيد الباقي من اللجنة السابقة. وتأتي خطوة الإيقافات انطلاقاً من عنوان عريض وضعته الإدارة الجديدة، وهي إعادة النادي إلى جمعية المبرات، خصوصاً أنه في فترة معينة لم يعد يشبه مبادئ الجمعية بشيء، وقد يكون غرق في وحول الكرة اللبنانية.
يتحدث عقيل لـ «الأخبار» عن توجّه الإدارة الجديد لتحويل النادي إلى مؤسسة، ليس عبر المشاركة في المسابقات، بل لكي يكون جزءاً من العملية التربوية المتكاملة في جمعية المبرات الخيرية.
الخطوة الأهم ستكون بإنشاء أكاديميات تنتشر في جميع مؤسسات المبرات لاكتشاف المواهب وتحصين الجيل الجديد عبر الرياضة، وصولاً إلى أن يكون جميع رياضيي النادي في مختلف الألعاب من أبناء الجمعية.

تريد إدارة المبرة إعادة النادي إلى مبادئه الأساسية

في ما يتعلّق بالإيقافات الداخلية التي طاولت ثلاثة لاعبين، فهي انطلقت من تجاوزات مسلكية قام بها هؤلاء مع وجود شكوك حول أن يكون الموضوع متعلّقاً بالمراهنات من دون أن يكون هناك معطيات أو دليل، لكن «الاحتمال وارد»، يقول رئيس النادي جعفر عقيل. لكنه يشدد على أن القرارات اتخذت لأهداف تأديبية، وخصوصاً بعد الإشكال الذي افتعله أحد اللاعبين مع اللاعب الأجنبي البوركيني بين الشوطين، ومع أحد العاملين في النادي بعد المباراة.
الإيقافات ما زالت سارية، فرئيس النادي لا يمكن أن يقبل بتجاوزات أخلاقية تصل إلى حدود توجيه الإهانة إلى مدرب الفريق فؤاد سعد. ويذهب عقيل إلى أبعد من ذلك، حين يقول إن هناك من لا يودّ صعود المبرة إلى الدرجة الأولى. «هذا كلام قيل في جلسات خاصة من إداريين في أندية أخرى في الدرجة الثانية. وقد قيل حرفياً لماذا يجب أن يكون المبرة في الدرجة الأولى»، يضيف عقيل.
أضف إلى ذلك الظلامة التحكيمية التي تعرّض لها الفريق في المباراة الأولى مع البرج، التي خسرها في انطلاق الدوري، ما يعزز الشكوك في أن هناك أشخاصاً ليس من مصلحتهم أن يصعد النادي إلى الدرجة الأولى. «الحديث ليس هنا عن اتحاد اللعبة الذي نحترمه ونحترم الرئيس هاشم حيدر والعلاقة جيدة معه ومع الأمين العام جهاد الشحف وأعضاء الاتحاد. لكن هناك بعض التجاوزات من قبل بعض الحكام. وهذا إحساس من دون معطيات. وهنا أود التشديد على أن الهدف من الصعود إلى الأولى فني له علاقة باستراتيجية النادي الرياضية والتربوية وعلاقتها بالجمعية، إذ بالنسبة إلى البعض، قد يكون الوصول إلى الدرجة الأولى تمهيداً للوصول إلى مناصب أخرى. أما بالنسبة إلينا فالصعود إلى الدرجة الأولى هو بهدف خلق حافز للأكاديميات التي سينشأ النادي واستكمالاً للمشروع التربوي الأخلاقي الذي يهم جمعية المبرات».
توجّه النادي لا ينحصر بالشق الداخلي، ذلك أن هناك مروحة لقاءات يقوم بعقدها المسؤولون في المبرة عبر لقاءات مع الأندية الأخرى، إذ كانت البداية مع النجمة، ثم العهد والنبي شيت، وهناك زيارات للأنصار والراسينغ وغيرهما من الأندية، فما هو الهدف؟ الجواب عند عقيل هو «إعادة التواصل بعد فترة طويلة من الانقطاع والتأكيد للأندية الشقيقة أهداف النادي المنبثقة من مبادئ جمعية المبرات».