فَرِحةٌ نابولي هذه الأيام، لا بل إن مدينة جنوب إيطاليا المستريحة عند ساحل البحر المتوسط في قمة سعادتها.أول من أمس عاد فريقها من العاصمة روما قاهراً كبيرها وغانماً 3 نقاط بفوزه 1-0. درس ثانٍ تلقّنه مدينة نابولي للعاصمة هذا الموسم بعد الفوز الأول الكاسح في «الأليمبيكو» على لاتسيو 4-1.

فَرِحةٌ نابولي، إذ ها هو فريقها يتصدّر ترتيب الدوري الإيطالي بعد 8 مراحل بتحقيقه العلامة الكاملة بـ 8 انتصارات على التوالي.
فَرِحةٌ نابولي رغم أن دييغو أرماندو مارادونا ليس هنا. مرّت سنوات وسنوات على تلك الأيام في أواخر الثمانينيات ومطلع التسعينيات، عندما كان الأسطورة الأرجنتيني يصول ويجول في الملاعب الإيطالية مقدّماً سحره وزارعاً الفرحة في كل شبر من نابولي، حينما حكمت المدينة إيطاليا ونالت آخر ألقابها وثانيها في «الكالتشيو» عام 1990. مارادونا ليس هنا الآن لكن طيفه لم يفارق المدينة وملعبها التاريخي «سان باولو»، إذ ها هم لاعبو الفريق يستلهمون قوّتهم من رمزهم. هذا هو سرّ تألقهم.

تبحث مدينة نابولي عن مجد فقدته منذ أيام مارادونا


فَرِحةٌ نابولي، إذ إن وصولها إلى القمة بعد مرور 8 مراحل يحكي عن بزوغ حلم مدينة تبحث عن مجد فقدته طويلاً، رغم أن فريقها حافظ في السنوات الأخيرة على مكانه بين فرق المقدّمة. هو حلم فريق مجتهد ولا يملك الإمكانات المتاحة عند باقي فرق الطليعة وتحديداً فرق الشمال يوفنتوس وميلان وإنتر ميلانو، إذ إن التوقعات قبل انطلاق الموسم كانت تذهب إلى مواصلة «اليوفي» سيطرته خصوصاً بعد التدعيمات الكثيرة التي قام بها على أن يأتي وراءه «الروسونيري» الذي كان الأكثر صرفاً للأموال وتعاقداً مع اللاعبين وفي مقدمهم النجم ليوناردو بونوتشي، في حين أن نابولي لم يجر أي تعاقد ذي ثقل.
وهذه النقطة الأخيرة تحيلنا إلى مصدر قوة الفريق والمتمثل بروحية المجموعة التي رسّخها المدرب ماوريتسيو ساري، رغم أن الأسماء الموجودة لا ترقى إلى ما تملكه الفرق الكبرى الأخرى، إلّا أن ما يميّز الفريق هو التجانس والانسجام بين لاعبيه وتحديداً في خط المقدمة القوي بتسجيله 26 هدفاً بوجود الموهوب لورنزو إينسيني والهداف البلجيكي دريس ميرتينز والإسباني النشيط خوسيه ماريا كاييخون وبمواكبة من السلوفاكي ماريك هامسيك رغم أن الفريق فقد مهاجمه البولوني أركاديوز ميليك الذي أثبت كفاءته بعد قدومه إلى نابولي صيف 2016 وذلك بسبب تعرضه الشهر الماضي لإصابة قوية ستبعده 4 أشهر.
أكثر من ذلك، فإن قوة نابولي لم تتأثر بل ازدادت، رغم أنّه تلقى ضربات عديدة في السنوات الأخيرة برحيل أبرز نجومه تباعاً بدءاً من الأرجنتيني إيزيكييل لافيتزي ثم الأوروغوياني إيدينسون كافاني وأخيراً الأرجنتيني الآخر غونزالو هيغواين في الموسم الماضي بمبلغ قياسي إيطالي بلغ 90 مليون يورو، خصوصاً أن انتقال الأخير جاء إلى الغريم يوفنتوس، إلا أن نابولي تماسك وحافظ على ثباته لا بل أكثر، فإنه تحدى رحيل هيغواين رغم تأثير الأخير وتألقه في ملعبه «سان باولو»، وها هو الآن يطوي صفحة الأرجنتيني تماماً.
فَرِحةٌ نابولي هذه الأيام. تعيش حلم استعادة لقب «الكالتشيو». حلم على وسع البحر المتلألئ قبالتها.